مؤمن عبد السميع يكتب: إلى شيخ العرب همام.. (لا تحزن)

الإثنين، 20 سبتمبر 2010 05:47 م
مؤمن عبد السميع يكتب: إلى شيخ العرب همام.. (لا تحزن) يحى الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت خلال شهر رمضان الماضى مسلسلى شيخ العرب همام وكليوباترا وأعتقد أن سبب متابعتى لهما شغفى بالأحداث التاريخية، فمسلسل كليوباترا جيد الإخراج وبرز خلاله الرائع الفنان محيى إسماعيل الذى أعاد إلى ذاكرتنا أدواره الرائعة فى أفلام الإخوة الأعداء وإعدام طالب ثانوى، أما مسلسل شيخ العرب فكان مسلسلا كاملا من جميع الجوانب من حيث القصة إلى السيناريو إلى الإخراج واختتمها بالأداء الأكثر من رائع ليحيى الفخرانى وزملائه فى العمل الفنى الرائع.

بصفتى لست ناقداً فنياً ولكنى أميل إلى وظيفتى الأصلية وهى تحليل المعلومات السياسية والاقتصادية والعسكرية، فقد لاحظت أن هذا الرجل همام رمز موجود فى كل زمان ومكان، فهو الرجل الذى يريد إصلاح حال بلده فيلتف حوله العديد من محبى البلد ويناضلون من أجل تلك البلد، ونظرا للمصالح سواء كانت محلية أو إقليمية أو عالمية تتحد جمع تلك القوى لتسقط هذا القادم من بعيد الذى يهدد مصالحهم وفى الغالب تكون هزيمته على يد المقربين منه وإذا عدنا للتاريخ سنجد أن ذلك حدث بمصر فى عدة عصور سواء أثناء الحملة الفرنسية أو الاحتلال الإنجليزى وأمثلة أخرى كثيرة لا يتسع الوقت لسردها..

فإذا كان لكل عصر همام فمن هو همام هذا العصر؟
حاولت وحاولت فقلت ممكن أن يكون هو الرئيس مبارك، فهو يهتم بكل شئون مصر سواء كانت كبيرة أو صغيرة ويده نظيفة ويحب بلده لكنى سرعان ما وجدت أن هناك بعض الشروط لا تتوافر به وهى أنه (سيادة الرئيس) على رأس السلطة وبيده أن يغير من أشياء كثيرة بقدر المستطاع و طبقا للإمكانيات المتاحة ولايحتاج إلى ثورات سواء كانت عسكرية أو فكرية.

قلت لنفسى إذاً فهو الدكتور البرادعى فهو رجل قانون ارتقى فى الوظائف المحلية والدولية حتى وصل إلى أرفع وظيفة على وجه الكرة الأرضية والحاصل على جائزة نوبل وله فكر جيد لإدارة مصر وتطويرها بما يتناسب مع العالم، لكنى سرعان ما وجدت بأنه به بعض النواقص التى لا تجعله همام هذا العصر أهمها أنه نشاء وترعرع خارج مصر فلا يأتى إلا فى الزيارات سواء كانت رسمية أو شخصية، كما أننى أصفه بأنه قد يكون فيلسوف قد يكون مستشار أهل للثقة فهو رجل رائع بجميع المقاييس الإنسانية ولكنه ليس همام المثالى فهو كمن يسبح فى الفضاء ولم ينزل إلى أرض واقع مصرنا الحبيبة حتى الآن.

قلت قد يكون هذا الهمام تيارا وليس فردا مثل الإخوان المسلمين والتيار التجديدى والتيار العلمانى فوجدت لكل منهم مميزاته وعيوبه.

بحثت كثيراً عن هذا الهمام فوجدته أخيرا فهو نشأ وترعرع على أرض مصر فهو الذى مر بجميع أنواع الأنظمة داخل مصر بحلوها ومرها سواء كان النظام فرعونى أو رومانى أو إسلامى أو ملكى أو عسكرى وحتى الآن، فهو الذى بنى الأهرامات وبنى المعابد وشق الترع وأصبح منارة العالم للديانات سواء المسيحية من خلال الكنيسة المصرية العظيمة أو الإسلامية من خلال الأزهر الشريف (كعبة العلم للمسلمين حول العالم)، هو الذى حفر قناة السويس، هو الذى بنى السد العالى، هو الذى حارب من أجل فلسطين والذى ساعد جميع دول العالم المحتلة للتحرر من الاستعمار، هو الذى حارب أكتوبر وحرر نصف أرضه بالسلاح وحرر النصف الآخر بالسلام، همام هو الفقير الذى لا يقوى على قوت يومه وعندما وجد السودان الشقيق به مجاعة تبرع بنصف راتبه الذى لا يكفيه أصلاً هو الذى تبرع لمساعدة أهالينا فى غزة (فك الله حبسهم) هو الذى وقف بجانب أهالينا فى الكويت، هو الذى يصبر عند الشدائد، هو الذى ذكر فى القرآن عدة مرات، هو الذى أوصى به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال عنه إنه فى رباط إلى يوم الدين، هو الذى تربى ونشأ فى كنفه نبى الله عيسى.

هو الذى تحمل ما لا يتحمله بشر منذ عام 48 وحتى الآن (فى حروب دامت تقريبا 23 عاما) وعندما حاول أن ينهض ويرتقى بنفسه ويأخذ هدنة مع نفسه ومع العدو ليشتم أنفاسه حاربه العرب وقاطعوه وحاربه الغرب وضغطوا عليه وحاربه أهل بيته وجوعوه وأهانوه.

هو الذى أصبح لا يفرق بين الحق والباطل لأن القيادات لها مبرراتها وحججها المقنعة أن مصر فى أزهى عصورها والمعارضة لها مبرراتها وحججها أن مصر من سىء إلى أسوأ.

هو شيخ العرب همام هو الشعب المصرى الأصيل الذى لا حول له ولا قوة.

ولا أملك إلا أن أقف انتباه وأؤدى التحية بكل احترام وأقول له عفواً يا همام لا تحزن فكلهم زائلون ولكنك ستبقى أبى إلى يوم الدين إن شاء الله.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة