إنه النموذج المثالى، الذى يبهر العقول ويعجب النفوس، والذى يعتبر القدوة المسلّم بها، فتلك الكلمات والتى تعبر عن آرائه الشخصية تلقى من الشباب كل الترحاب والإنصات، وتلك الأفعال والممارسات اليومية تقابل بالتقليد الأعمى لها، إنه القدوة الزائفة التى تركنا لأجيالنا حرية اختيارها غير آبهين بالعواقب، إن الأفكار التى تنطلق منه هى كالسهم المسموم، والذى سرعان ما يسقط فى قلوب الشباب ذى العقلية الخضراء، فتتمركز فيها وتنمو بداخلها، فتكبر الاعتقادات والأفكار وينشأ جيل يحمل نفس السمات وقد يحتل مركزا مرموقا فى المجتمع يستطيع من خلاله بث المزيد من الأفكار المغلوطة.
إنه الانبهار الذى يجعلهم عاجزين عن ملامسة الواقع، إنها الصورة المثالية التى رسموها وعاهدوا أنفسهم أن يصبحوا تابعين لها، فانجرفوا معه حتى أغرقهم، إنه البطل الزجاجى الذى يلمع بريقه فى أعينهم، ولكنهم يجهلون أنه سينكسر حتما إذا ما هوى !
لم نسأل أطفالنا يوما من هو قدوتهم! بل تركناهم لزيف الانبهار والإعجاب، فهم لا يرون ما نرى ولا يعلمون حقائق الأمور الخفية، فضلوا الطرق، ذلك لأننا لم نوجههم للقدوة الحقيقة، فلم نعلمهم سلوكيات المجتمع الصحيحة وآداب المجتمع الشرقى، فلم نتابع تطلعاتهم وأفكارهم وما يواكبه العصر من تطور، إن البنيان الذى وضع أساسه قويا وبالطريقة الصحيحة لن يسقط أبداً أمام أقوى الزلازل، إننا من أخطأنا فى حق أطفال اليوم وشباب الغد، ولكننا هيهات أن نعترف بهذا لأننا تعودنا أن نعيش وراء ستائر المجاملة والنفاق، نمدح حالنا ونأبى أن يعترض علينا أحد، فنلوم الغير كى نبقى نحن الأفضل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة