يتعرض فاروق حسنى من حين إلى آخر لمشكلة صعبة.. مصيبة لا تخطر على البال.. حدث يلفت الانتباه.. لا تمر أشهر معدودة إلا واسمه قاسم مشترك فى عناوين الأخبار ومتنها.. وعلى قنوات الفضائيات.. وبين المثقفين والسابلة.. إنه رزق من وسع !!
تحدث المصيبة فى مضمار الثقافة، فيتم القبض على بعض من المسئولين المقربين ثم توجه إليهم الاتهامات فيقضوا ردحا من الزمان فى المحاكم إلى أن يصدر الحكم بالإدانة أو البراءة، وفى نفس الوقت يكتشف زاهى حواس سردابا لمقبرة فرعونية فيعلن الوزير الاكتشاف التاريخى أو يقام مهرجان يرعاه من مهرجانات المسرح التجريبى الذى يستعصى على الإنسان العادى فهمه فيشرح لنا الوزير بإسهاب عن مزاياه التى لا نعرفها وعن عمق هذا المسرح ورسالته.. ننسى المشكلة ويضيع الحدث ويتفرق الدم بين القبائل.. إنها عشّرة عمر!
فهو قابع على كرسى الوزارة منذ عام 1987 أى أننا نتحدث فى ربع قرن إلا قليلا، وإن دل هذا على شىء فإنما يدل على أنه وزير لن يجود الزمان بمثله، ولأنه كذلك فالقيادة السياسية متمسكة به فهى ترى ما لا نراه دائما فنحن من نحن لنفهم إبداعات فاروق حسنى؟ مستوانا الثقافى والفكرى والحضارى لا يقارن بملكات هذا الوزير، لذا أبقت عليه ودافعت عنه وأبقته، رغم كل الاعتراضات، والتمست له الأعزار على أى خطأ حتى لو كان حريقا رحل بسببه 32 شخصا فى مسرح بنى سويف فى حادث مؤسف لو وقع فى جمهورية من جمهوريات الموز لكان القصاص العادل هو محاكمة الحكومة كلها..
لكننا هنا فى مصر المحروسة، والتى للأسف لم تعد محروسة بل رهينة.. مختطفة.. مسروقة.. مغيبة.. قل كل ما شئت من تلك الكلمات وستكون على حق فلا أحد ممن يمتلكون الزمام سيسئل عنك أو يلتفت إليك، فهم يعرفون قدرتك وقدرك.. وهو أننا جميعا لا شىء!
آخر المصائب المتوالية المتجددة كان سرقة لوحة زهرة الخشخاش للعبقرى الفنان فان جوخ، والتى تعتبر من أثمن وأغلى لوحاته، والتى ساقها الحظ العاثر أن تحط الرحال هنا على يد المصرى محمد محمود خليل والذى كان سياسيا ووزيرا وعضوا بمجلس الشيوخ وكان محبا للفنون ذو ولع بالفن وأزعم أنه لو كان يدرك أن مقتنياته الثمينة التى لا تقدر بمال ستكون عرضة لهذا الإهمال المدمر ما أتعب نفسه ولا أنفق تلك الأموال لشراء تلك اللوحات الهامة النادرة والتى هى من معالم الفن فى العالم، فيأتى هذا الوزير (الفنان) وعلى عهده تسرق مرتين!
عندما رأيت وسمعت النائب العام وهو يدلى بتصريحاته للصحف والفضائيات بكلماته الموجزة الجازمة الحازمة عن الإهمال الذى رآه شخصيا من معاينته للمكان وعدم وجود كاميرات مراقبة تعمل أو حتى حراسة نافذة تخيلت أن الوزير سيعلن على الفور تركه للمنصب بعزم وتصميم ومن تلقاء نفسه ودون رجوع.. لكن الذى حدث هو الصمت.. من المؤكد أن الأيام القادمة سيكتشف لنا زاهى حواس سردابا فرعونيا له أهمية تاريخية ليعلن عنه الوزير.. و.. و.. ننسى اللوحة وفان جوخ وكاميرات المراقبة !
فاروق حسنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة