فى خطوة قد تثير جدلاً واسعاً، يعتزم الكاتب الصحفى محمد الباز إعادة نشر مذكرات الدعوة والداعية لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها الأول خلال أيام وتعد هذه هى المرة الأولى التى تتولى فيها دار نشر غير محسوبة على الجماعة نشر مذكرات مؤسسها.
وفجر الكاتب الصحفى محمد الباز مفاجأة من العيار الثقيل فى الدراسة التى قدم بها للمذكرات، حيث أكد أن حسن البنا لم يكتب بنفسه سوى جزء بسيط من المذكرات بينما تولى الإخوان كتابة أغلب الأجزاء، مشيراً إلى وجود تباينات بين الجزء الذى كتبه البنا والجزء الذى كتبه الإخوان.
وأوضح فى تصريحات خاصة لليوم السابع أنه نشر المذكرات بهدف إتاحتها للجماهير من غير الإخوان بعد حالة الجدل التى أحدثها عرض مسلسل الجماعة، وقال: "الإخوان لن يقدموا على شراء نسخة من مذكرات حسن البنا مدون عليها اسم محمد الباز"، كما أكد أن المذكرات ليست ملكاً لسيف الإسلام حسن البنا نجل حسن البنا أو لجماعة الإخوان المسلمين، لافتاً إلى أن المذكرات مر على نشرها 50 عاماً وأصبحت ملكية عامة بنص القانون.
ورجح الباز فى دراسته أن يكون الإخوان جمعوا بعض المقالات التى كتبها البنا فى جريدة "الإخوان المسلمون" التى ظلت تصدر من مايو 1946 وحتى تم حل الجماعة للمرة الأولى على يد النقراشى باشا فى عام 1948 ووضعوها فى كتاب مذكرات الدعوة والداعية باعتبارها مذكراته الشخصية.
ودلل الباز على وجهة نظره بما ورد فى كتاب "الإخوان المسلمون" لريتشارد ميتشل والذى يعد أبرز المراجع عن تاريخ الجماعة، حيث أشار إلى أن هناك من بين الإخوان من قاموا بجمع السيرة الذاتية لحسن البنا من صفحات جرائد ومجلات الجماعة.
وذكر أن أول نسخة من المذكرات صدرت فى بيروت تحت عنوان "مذكرات حسن البنا" وضمت الجزء الذى كتبه البنا فى السنوات الأولى من تاريخ الإخوان وبعدها بسنوات صدرت نسخة أخرى تحمل عنوان "مذكرات الدعوة والداعية" تحمل إضافات امتدت بالمذكرات حتى بداية الحرب العالمية الثانية، مرجحاً أن تكون هذه الإضافات من وضع الإخوان.
وأوضح الباز، أن هناك عدداً من الاختلافات بين الجزء الذى كتبه البنا والجزء الذى وضعه الإخوان، حيث أكد أن البنا استخدم فى الجزء الذى كتبه طريقة الراوى الخارجى، حيث يشير إلى نفسه مرة بقوله الفتى، ومرة بقوله صاحبنا متأثراً بالصيغة التى استخدمها الدكتور طه حسين، فى كتابة سيرته الذاتية "الأيام" وهى نفس الصيغة التى اتبعها بعد ذلك المفكر الإخوانى سيد قطب فى كتاب "طفل من القرية" والكاتب الصحفى مصطفى أمين فى كتاب "أمريكا الضاحكة".
