ماجد الجلاد يكتب: لوحة زهرة الباذنجان!!

الخميس، 02 سبتمبر 2010 09:00 م
ماجد الجلاد يكتب: لوحة زهرة الباذنجان!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
داخل قبو معبق بالرطوبة والغموض أسفل إحدى البنايات العتيقة بالزمالك فى التاسعة صباحاً.. التف خمسة من الرجال حول خريطة مثبتة بإحكام على طاولة مستديرة.. وفى زاوية من الغرفة جلست امرأة فاتنة تدخن سيجار بشىء من الانتشاء والتفكير العميق.. هتفت إنها خبطة العمر ملايين الجنيهات ستنقلنا من صفوف المجرمين إلى صفوف الصفوة المرفهة.. وبخطوات مسرحية تحركت حول الرجال.. خمسة شهور من المراقبة والتخطيط والتدبير لهذه العملية.. لا مجال للأخطاء.

قال أحدهم: اطمئنى لقد حصلت على شفرة الأنظمة الأمنية ونجحت فى اختراق النظام.. وبنظرة واثقة واجهها قائلا.. إنتى تعرفين إن لعبتى المفضلة العبث بقواعد البيانات!

رمقته بنظرة إعجاب سرعان ما تحولت إلى نظرة صارمة.. اعلم يا عزيزى لقد اخترتك بعناية وبحركة مفاجئة طرقت الطاولة بيديها بعنف.. لقد اخترتكم جميعا بعناية فائقة.. وقد كلفنى هذا الكثير ولا مجال للفشل.. ستنامون الليلة أغنياء.. أو ستنامون طويلا.. طويلا جدا.. قالتها وتحركت نحو الباب وجذبته ليظهر ثلاثة رجال مسلحين.. استقرت وسطهم قبل أن ترمقهم بنظرة أخيرة وتغلق الباب بعنف... تبادل الرجال الخمسة النظرات وتنفسوا الصعداء.. همس أحدهم إنها أفعى قادمة من أعماق الجحيم.. ونظروا للخريطة.

وفى مكان ليس ببعيد دفع عم رفاعى عربة البطاطا وثبتها بصعوبة بقالب طوب.. وجلس يجفف عرقة الغزير وهو يغمغم.. إيه فين أيام الصحة والشباب ربنا يجعله صباح نادى.. وشعر بارتباك فى معدته، فنظر تجاه المتحف المجاور، وتحرك إلى البوابة.. صباح الفل يا عم رفاعى رايح على فين؟ لا مؤاخذه يا ابنى هدخل الحمام الله يقطع الفول وسنينة.. طيب يا راجل يا طيب متتأخرش عشان رئيس الأمن زمانه جاى كمان سبع ساعات!! حاضر يا ابنى مش هتأخر وابقى طل وانت واقف كده على عربية البطاطا أحسن تتسرق.. عنيا يا حج دا احنا بتوع الأمن كله!!

بعد مرور عشر دقائق خرج عم رفاعى يحمل لوحة.. اتفضل يا ابنى.. ايه دى يا عم رفاعى؟

دى لوحة لقيتها متعلقة برباط جزمة.. ولا مؤاخذه كانت هتقع.. اتفضل يا ابنى علقها كويس.. ما انت عارف يا عم رفاعى أنا قاعد بفطر سيبها دلوقتى.. ولا أقولك ورينى كده دى مرسوم عليها زهرة باميه؟ لا يا ابنى دى زهرة الباذنجان!!

بتنجان إيه بس على الصبح مبحبوش بقولك إيه خدها يا عم رفاعى ابقى اديها لأى زبون.. أو هوى بيها على البطاطا.. حاضر يا ابنى ولو إن التراب مليها هبقى أغسلها بقى.. هو يوم باذنجان وبلد كوسة.. كوز العسل يا بطاطااااااا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة