خلال أسبوعين استضاف النائب العام، أو هكذا أعلن، وزير الصحة حاتم الجبلى، على خلفية قضية العلاج على نفقة الدولة التى تحقق فيها النيابة العامة، وتلقت سيلاً من التقارير الرقابية عن انحرافات وفساد من مسئولى وزارة الصحة ونواب الشعب.
وحسبما أعلن فقد استقبل النائب العام المستشار عبد المجيد محمود وزير الصحة حاتم الجبلى فى مقابلة ودية، بما يعنى أنهما احتسيا القهوة، وجرت عملية دردشة بين محامى الشعب والوزير المسئول فى قضية العلاج التى تعد من أكبر قضايا الفساد وغياب الضمير، حين تسرق أموال علاج الغلابة أو تحول لجراحات تجميل وخلافه!
نفس الأمر تكرر بين النائب العام ووزير الثقافة فاروق حسنى عقب سرقة لوحة زهرة الخشخاش للفنان الهولندى فان جوخ، التى يصل سعرها إلى 55 مليون دولار، وتعتبر لوحة فنية فريدة من نوعها، حيث التقى النائب العام الوزير فى قعدة شاى ودردشة، حتى طلب فاروق حسنى الإدلاء بأقواله رسمياً بعد أن أصبح فى دائرة الاتهام بالإهمال من وكيل أول وزارته محسن شعلان.
ولا مشكلة لدى فى أن يحتسى النائب العام القهوة مع أى مسئول أو مواطن فى مكتبه، أو حتى فى الخارج، لكن محامى الشعب، لا يجب أن يكتفى بالقهوة، والأحاديث الودية فى استدعاء الوزراء لأخذ أقوالهم، وحين نكون أمام قضية فساد بحجم ما حدث فى موضوع العلاج على نفقة الدولة، فلابد للنائب العام أن يستدعى الوزير المسئول ويسأله فى كل كبير وصغيرة.. حتى ولو كان استدعاء الوزير للنيابة كشاهد، أو حتى لاستيفاء الأوراق.
لكن مسألة اللقاءات الودية التى يقوم بها النائب العام مع الوزراء، أمر غريب على المستشار عبد المجيد محمود، وهو رجل شريف ونزيه، أمضى حياته المهنية كلها بشرف، تشهد له سيرته الذاتية بالنبوغ وعدم محاباة أى أحد، واحترام القانون وتنفيذه على الجميع، لذلك تبدو الجلسات الودية مع المسئولين واحتساء الشاى والقهوة غريبة نوعاً ما على رجل بقامة المستشار عبد المجيد محمود.
