د.آلاء عزت عبد الحميد يكتب: لعلها تغير حياتكم

الخميس، 02 سبتمبر 2010 01:38 م
د.آلاء عزت عبد الحميد يكتب: لعلها تغير حياتكم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها دعوة لأصطحبكم معى فى أرجاء العناية المركزة، فلعلها تغير حياتكم، نعم إنه الهدوء الذى يسكنها، وها هو يرقد بسريره لا يقدر على قضاء حوائجه من شرب أو حركة فيستعين بغيره، وكان من قبل الآمر الناهى، ولكنه الآن ضعيف هزيل يتمنى زوال كل ماله من أجل استرداد صحته، لقد أدرك أخيرا أن المال لا قيمة له أمام الصحة، لقد أحس أخيرا بتلك النعمة التى لم تشغله يوما، صحيح أنه يملك ما يكفى لشراء ما يحب من طعام، ولكنه ممنوع من تناول تلك المفضلة لديه بأمر الأطباء .

إنها حركات عشوائية، ذهابا وإيابا، هتاف وصراخ، إنها محاولة لإنقاذه، توقف قلبه، والكل خائف، نعم ملك الموت قريب، إنها دعوات باكية خلف باب العناية، فى لحظات عصيبة، محاولة إنعاش القلب لا تجدى وجهاز الصدمات الكهربائية يعلن فشل المحاولة الأولى، تليها الحقنة ثم الصدمة الثانية، ولكن يعلنها الطبيب لقد أسلم روحه ولا يستطيع أحد الكلام، إنه الأمر الإلهى الذى نوقنه جميعا ونعلم أنه آت لا محالة، ولكننا لم نعمل لأجل ذلك، إنها اللحظة التى لا فرق فيها بين غنى أو فقير ، فلا ينظر الله إلا للعمل الصالح فإما شقى أو سعيد، لقد انتهى كل شىء إنه يخرج من العناية وقد التف جسمه ببطانية وسيسلم إلى أهله لدفنه، نعم إنها صرخات ممزوجة ببكاء الأحبة، دمعات غالية وأيادٍ تكشف وجهه قبل أن يغيب عنها للأبد، بينما قدم مريض آخر ليرقد مكانه، وتعود العناية لهدوئها مرة أخرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة