عندما علمت بخبر رحيل الطاهر وطار، وجدتنى أتذكر بيت شعر من قصيدة نظمها أمير الشعراء أحمد شوقى فى رثاء مصطفى كامل:
(اجعل لنفسك بعد موتها ذكرى ... فإن الذكرى للإنسان عمر ثانِ)
فهذا البيت ينطبق على – الطاهر – الذى رحل بعد أن قدم لنا كل أسباب الخلود الأدبى، كما نجيب محفوظ، كما يوسف إدريس، كما يحيى حقى، ويكفى أديبنا الذى رحل بعد صراع مرير مع المرض قصة واحدة والتى تحمل اسم "الشهداء يعودون آخر الأسبوع".. وهى قصة أحداثها تصلح لمصر.. فلو عاد شهداء 1973.. فهل تلك هى مصر التى ماتوا من أجلها؟
وتصلح للعراق ولسوريا ولفلسطين، ولليبيا، وتصلح أكثر للجزائر، فتلك قصة يجب أن يبحث عنها الجميع وأن يقرأها، لأنها كما الملح الذى يوضع على الجرح.
نحن القراء قد تعرفنا على الطاهر وطار من خلال رواية (اللاز) وهو فى هذه الرواية سرد الطاهر تاريخ ثورة الجزائر، والكفاح الذى قام به الجزائريون، وقد برع الطاهر أن يصور بدقة متناهية وموضوعية كبيرة جداً.
إن الطاهر وطار يعد مثقفاً ضل طريقه إلى عالم الرواية، وبعد عن الثقافة والفكر، فنجده يؤسس جمعية (الجاحظية) وكان شعارها "لا إكراه فى الرأى".
ومن هنا لابد أن تعاد قراءة ما تركه الطاهر وطار من مادة ثقافية كبيرة، تتطلب باحثاً مخلصاً، يقرأ ويحلل، ويدرس لكى يقوم للأجيال التى تجد فى الكورة القيمة والهدف والمعنى، حتى نتمكن أن إنتاج أجيال تجد القيمة الحقيقية فى نجيب محفوظ ومحمد التابعى وأم كلثوم والطاهر وطار، وكل هذا لن ينتج إلا عن طريق القراءة والثقافة، تعلموا من الطاهر وتشبهوه به.
حسين عبد العزيز يكتب: الطاهر وطار.. لا إكراه فى الرأى
الخميس، 02 سبتمبر 2010 11:05 ص