350 مليون جنيه هى قيمة الخسائر التى تكبدتها المصانع كثيفة الاستهلاك للكهرباء نتيجة الانقطاع الدائم للتيار، وحسبما أكدت مصادر باتحاد الصناعات أن المناطق الصناعية فى العبور ومدينة السادات و6 أكتوبر والشيخ زايد خفضت الإنتاجية بشكل كبير بعد انقطاع الكهرباء بصفة مستمرة، لافتا إلى أن مصانع المواد الغذائية كانت صاحبة النصيب الأكبر فى قيمة الخسائر المادية، حيث تتطلب كميات كبيرة من الكهرباء لحفظ العديد من الأطعمة والمثير أن المتضررين اكتفوا بمناشدة المسؤلين فقط.
غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات وعلى لسان شريف الجبلى رئيسها طالبت بعدم انقطاع الكهرباء عن مصانع البتروكيماويات بجميع أنواعها، ومصانع الحديد والأسمنت، كثيفة الاستهلاك للطاقة، لافتا إلى أنه إذا كانت هذه سياسة وزارة الكهرباء فى المرحلة القادمة فلابد أن يقتصر انقطاع الكهرباء على المناطق السكنية فقط وليست الصناعية.
فيما أكد سمير نعمانى مدير المبيعات بمجموعة عز للصلب، أن مصانع الحديد التى تمتلك خطوطا معينة مثل إنتاج البليت يطبق عليها قرار وزارة الكهرباء بتخفيض الأحمال الكهربائية، على رأسها مصانع عز، وبشاى، والبحر الأحمر، والحديد والصلب، والدلتا، والأهلية، وبورسعيد، وذلك باعتبار أن هذه المصانع تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء مؤثرة فى حركة الأحمال بالشبكة القومية للكهرباء، موضحا أن المصانع عليها أن تتعاون مع الوزارة دون ان يكون هناك خسائر يتحملها الطرفان وذلك من أجل ترشيد الاستهلاك.
وقال علاء أبوالخير، رئيس غرفة الصناعات المعدنية، إن إجراءات جديدة سيتم اتخاذها فى حال استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربى، مشيرا إلى أن حجم استهلاك الصناعة من إجمالى استهلاك الكهرباء والغاز فى مصر يبلغ من 35 %، حيث تستحوذ المصانع كثيفة الاستهلاك والخاصة بقطاعات الحديد والأسمنت والألومنيوم والأسمدة والبتروكيماويات على حوالى 65 % من إجمالى استهلاك الصناعة من الطاقة. المهندس محسن الجيلانى رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج قال إن المصانع كانت تنقطع عنها الكهرباء بشكل عشوائى وعلى فترات متفرقة ولم ينحصر فى مدن معينة لافتا إلى أن الفترة التى تم فيها انقطاع الكهرباء الأيام السابقة لم تتعد يوما بالكامل فى كل المصانع والتى لم تكلف الشركة سوى توقف يوم عمل واحد.
ويبدو أن المصانع الغذائية كانت الأكثر تأثرا بالأزمة حيث أكد المهندس حسن كامل حسن رئيس شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية أن الشركة تتحايل على انقطاع الكهرباء بمولدات ذاتية بتكلفة عالية لأن الانقطاع فى الكهرباء المفاجئ لمصانع السكر لا يعنى فقط توقف ساعات العمل بل يؤدى إلى تلف مواد الإنتاج والسكر الخام كما يؤدى أحيانا إلى تلف الأجهزة المصنعة للسكر.
وأشار إلى أن خسائر انفطاع الكهرباء فى مصانع السكر بالتحديد لا تضاهى لأنها خسائر قد توقف الصناعة بأكملها وبالتالى فإن معظم شركات السكر تعتمد على المولدات الذاتية.
المهندس ذكى بسيونى رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية أكد أن الأزمة ليست كبيرة وخصوصا بعد وعد الحكومة بالتدخل فى حلها خلال أيام وهو ما طمأن بعض الشركات والمصانع إلى سرعة حل المشكلة.
الدكتور مجدى حسن رئيس القابضة للأدوية أشار إلى أنه لا يوجد حصر دقيق بخسائر الشركات القابضة وتحديدا شركاته لأن المناطق التى تقع فيها المصانع التابعة للقابضة للأدوية لم يحدث فيها انقطاع للكهرباء.
ومن جانبه أكد ناصر بيان، الأمين العام للاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، أن الاتحاد لم يتلق أية شكاوى من رجال الأعمال والمستثمرين تفيد بانقطاع الكهرباء عن المصانع العاملة بالمناطق الصناعية طوال الفترة الماضية، وأضاف: «سياسة تخفيف الأحمال التى تتبعها وزارة الكهرباء تخص المناطق السكنية فقط ولا ترتبط بالمناطق الصناعية المتخصصة مثل السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان، نظرا للطبيعة الخاصة لهذه المناطق والتبعات الاقتصادية التى تحدث فى حالة انقطاع الكهرباء».
وأشار «بيان» إلى أن احتياجات المصانع العاملة بالمناطق الصناعية من الكهرباء مؤمنة بالكامل ولم تتأثر بسياسة تخفيف الأحمال التى تتبعها الكهرباء حاليا، حيث إن وزارة الكهرباء ترسل استبيانا إلى أصحاب المصانع، الغرض منه مراجعة احتياجاتها من الكهرباء فى بداية كل عام حتى تأخذ فى اعتبارها الاحتياجات المستقبلية للمصانع فى حالة وجود توسعات.
فى المقابل أكد الدكتور جمال عابدين، رئيس جمعية مستثمرى السلام، أن الجمعية تلقت شكويين فقط من أصحاب مصانع بمنطقة منشية السد العالى تؤكدان انقطاع الكهرباء لفترة استمرت 4 أيام متواصلة مما أدى إلى حدوث خسائر بسبب تعطل العمل والتوقف الدائم والمتقطع للكهرباء.
وأضاف عابدين أن المصانع معرضة لخسائر مباشرة فى حالة استمرار انقطاع الكهرباء، خاصة الصناعات التى تتمتع بطبيعة خاصة وتستلزم توافر الكهرباء بشكل دائم يضمن استمرار تشغيل الماكينات طوال فترات العمل مثل مصانع الطباعة.ويرى رئيس جمعية مستثمرى السلام أن مشكلة الكهرباء تكمن فى ارتفاع متوسط الاستهلاك فى المساء، كما أكد حسن يونس وزير الكهرباء، لكن انقطاع الكهرباء فى المصانع صباحا يعتبر أمرا غير مبرر على الإطلاق.