محمد حمدى

نصف الكوب فى قضية "أوربيت"

الأحد، 19 سبتمبر 2010 12:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أشاهد برنامج القاهرة اليوم على شبكة قنوات الأوربيت، فهناك مئات القنوات المجانية العربية والأجنبية على الأقمار الصناعية المختلفة، لا يتسع ما يتبقى من وقت لمشاهدة أهم ما فيها كلها، كما أن الأوربيت تمتاز بشيئين الأول الأفلام الأمريكية وهناك عدة قنوات مجانية لبث تلك الأفلام على مدار الساعة، والثانى برنامج القاهرة اليوم الذى يقدمه عمرو أديب، والزميلان الصحفيان حمدى رزق وأحمد موسى، وهو من نوعية برامج المجلة التليفزيونية، ومثل هذه النوعية تتوافر بكثرة وتكاد تتشابه لمن يريد هذه النوعية.

ومع ذلك تابعت باهتمام شديد قصة فسخ مدينة الإنتاج الإعلامى التعاقد المبرم بينها وشبكة قنوات الأوربيت لتأجير خمس استوديوهات فى المدينة، بعد تخلف الأوربيت عن سداد إيجار الاستوديوهات لمدة أربعة أشهر متتالية.

وحسب ما قال رئيس المدينة سيد حلمى فقد أرسلت مدينة الانتاج أربع إنذارات لأوربيت بضرورة سداد مديونياتها، لكنها لم ترد، ثم أتبعتها بإنذار نهائى بضرورة الدفع أو فسخ العقد خلال 48 ساعة، لكن الأوربيت لم ترد أيضا لا بالدفع، ولا حتى باتصال هاتفى أو طلب جلسة لبحث جدولة الديون البالغة عدة ملايين من الجنيهات.

فى النهاية قررت مدينة الانتاج الإعلامى فسخ التعاقد مع الأوربيت، ولم يظهر برنامج القاهرة اليوم أمس، بينما ظهر الزميل أحمد موسى فى العاشرة مساء على قناة دريم لمحاولة الإيحاء بأن فسخ التعاقد مع الأوربيت قرار سياسى.

شركة مدينة الإنتاج الإعلامى شركة مساهمة مصرية، تشارك فيها الدولة بالأغلبية، أى أن الحصة الأكبر من رأس مالها مال عام، وبها مساهمون أفراد يملكون جزءا من أسهمها، ومن يعمل فى حقل الإعلام التليفزيونى يعلم جيدا مدى التوسعات التى شهدتها المدينة فى الأعوام الأخيرة بسبب زيادة الطلب على استوديوهاتها، حتى أن تأجير استوديو فى مدينة الإنتاج أصبح أمرا صعبا جدا، مما يعنى أن الأمر له علاقة بالسوق، والعرض والطلب الزائد جدا على مدينة الانتاج الإعلامى، مما يعنى حق الشركة فى تنفيذ عقودها وتحصيل ديونها، خاصة وأن عليها طلبا.

ويقول العاملون فى "القاهرة اليوم"، إن صدر الحكومة ضاق بالبرنامج، وإن مساحة الحرية والنقد فيه غير موجودة فى أى برنامج آخر، وهذا بالطبع يحتاج لمراجعة، فالفضائيات المصرية لا تعانى من تراجع مساحة الحرية، ولا يوجد شخص لا يمكن انتقاد أعماله أو آرائه أو حتى حياته الشخصية على تلك القنوات.

وحتى لو افترضنا أن صدر الحكومة فعلا قد ضاق بالأوربيت و"القاهرة اليوم"، فهل منعت الحكومة الأوربيت من سداد قيمة إيجار الاستوديوهات، أم أن الأوربيت اعتادت هذا التأخير فى سداد ما عليها، خاصة وأن هذه الأزمة سبق وحدثت من قبل، وقامت مدينة الإنتاج الإعلامى بقطع الكهرباء عن أوربيت فسددت على الفور ما عليها.
يؤسفنى جدا أن يتوقف برنامج تليفزيونى، أو تتعطل صحيفة عن الصدور، لكن الإعلام فى هذا العصر سلعة مثل أى سلعة أخرى، تحكمها قواعد السوق، والعرض والطلب، ومدى الوفاء بالالتزامات المالية، وعلى الجميع الإلتزام بالعقود، ووضع كل أزمة فى حدودها وعدم تسييس كل شىء فى الحياة، والبحث دائما عن المؤامرة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة