أبدى الدكتور حازم الببلاوى، خبير الاقتصاد ومستشار صندوق النقد العربى، قلقه على مصير القطاع المصرفى فى مصر فى ظل ازدواجية الإدارة التى يعانى منها فى الوقت الحالى.
وقال الببلاوى، خلال حفل اليوبيل الذهبى لمعهد التخطيط القومى اليوم، إن هناك كوادر بشرية تعمل فى القطاع المصرفى بأجور مرتفعة ومبالغ فيها بعيدة تماما عن مستويات أجور باقى العاملين فى البنوك، بما يخلق فجوة بين الطرفين يظهر أثرها على أداء القطاع بصفة عامة.
وأشار الببلاوى إلى تفاوت الأفكار بين القيادات والعاملين فى القطاع المصرفى من بنك لآخر، موضحا أن المعيار الأساسى فى نجاح البنك حاليا معدل أرباحه، منتقدا هذا التوجه وقال، إن المعيار الحقيقى مدى نجاح البنوك فى توفير التمويل للمشروعات التنموية التى توفر فرص عمل وقيمة مضافة للاقتصاد الوطنى.
وأعرب الببلاوى عن مخاوفه من طرح البنك الأهلى لسندات دولارية فى جزر كيمان بقيمة 1.5 مليار دولار مؤخرا، مشيرا إلى أن لجوء البنك إلى الاستدانة من الخارج يعطى تفسيرات خطيرة عن وضع البنك والمشاكل المالية التى يعانى منها، وتساءل عن أسباب هذا الطرح فى الوقت الحالى؟ وهل يرجع إلى وجود أزمة فى الدولار أو أزمة فى تمويل متطلبات دولارية خلال السنوات الخمس المقبلة أو وجود مشاكل مالية يرغب البنك فى تغطيتها وأكد أن البنك ليس من وظيفته الاستدانة أو الاقتراض ولكن جمع الأموال وإقراض المشروعات.
كما انتقد الببلاوى خلال حفل اليوبيل تفويض مجلس إدارة البنك الأهلى لرئيسه فى طرح السندات والتوقيع نيابة عن البنك وإنشاء شركة فى جزر كايمان المتخصصة فى تهريب المشروعات المقامة فيها من الضرائب، كما أنها مركز نشطا لرؤوس الأموال العاملة فى مجال المخدرات والأسلحة.
وقال إن تفويض رئيس البنك لابد أن يقتصر على التفاوض فقط على طرح السندات وليس الموافقة النهائية عليها، والتى يجب أن يناقشها مجلس إدارة البنك.
وأكد مستشار صندوق النقد العربى أن حدوث الأزمات المالية من طبيعة الاقتصاد المالى، مشيرا إلى أنه يختلف عن النظام الاقتصاد العينى حيث إن أصوله تدخل السوق لتبقى فيه، أما الاقتصاد العينى فأصوله يتم استهلاكها.
كما دعا إلى تبنى قضية التكنولوجيا لتنمية الوضع الاقتصادى من خلال العمل محليا على تصنيع التكولوجيا وليس الاستيراد من الخارج ليقتصر دورنا على استخدامها، مشيرا إلى أن التقدم البشرى هو تقدم تكنولوجى. وحذر من أن غياب رؤية تكنولوجية على المدى الطويل ستجعلنا خارج المنافسة العالمية.
وأكدت الدكتورة سلوى العنترى، مدير إدارة البحوث سابقا فى البنك الأهلى، حدوث تغيرات فى قيادات الجهاز المصرفى اعتمدت بنسبة كبيرة على خبرات دولية ومن دول الخليج دون الاهتمام بمدى ملائمتها لوضع الخدمات المصرفية لمقدمة داخل البنوك.
وأشارت إلى أن هذه القيادات محملة بفكر مالى وتسويق وتحرر كامل من القيود وهو ما اعتبرته خطرا على وضع البنوك، مؤكدة أن المعيار الأساسى حاليا "الربح" دون الالتفات إلى أى من المشروعات التى يتم تمويلها.
وأكد الدكتور عبد العزيز حجازى، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، على ضرورة خلق نظام اقتصادى محدد لمصر، مشيرا إلى أننا لم نحسم حتى الآن قضية المنهج الاقتصادى الذى نتبعه والذى تحول من الاشتراكية إلى الرأسمالية دون أى تطبيق ناجح لأى منهما وطالب بإعداد دراسة وافية لمستقبل مصر تحدد المنهج بوضوح قائلا، إننا نحتاج إلى نظام يجمع بين مزايا النظام الرأسمالى والاشتراكى والقطاع الخاص والعدالة الاجتماعية.
وأكد الدكتور إبراهيم العيسوى على وجود خلل فى النظام الرأسمالى كله بشقيه المالى والعينى، وهو ما أدى إلى حدوث الأزمة المالية العالمية والتى انعكست سلبا على الاقتصاد المصرى.
الدكتور حازم الببلاوى خبير الاقتصاد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة