وليد طوغان

ليس فى أندونسيا فقط

السبت، 18 سبتمبر 2010 07:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تداعيات أزمة اليوجا فى أندونسيا مستمرة، المجلس الإسلامى الأعلى أعلن احتجاجه، بينما احتجت حكومة الصين.. وأصاب الذعر المستنيرين من المسلمين أيضا!

المجلس الإسلامى دفع منذ فترة بضرورة امتناع المسلمين عن ممارسة اليوجا، وأفتى علماؤه بأنها "حرام"!

قالوا إنها تضمن شعائر هندوسية، والشعائر الوثنية "حرام" فى الإسلام، وقالوا أيضا إن ممارسة ذلك النوع من الرياضات يضعف عقيدة المسلمين، وربما تخرج الأندونيسى الموحد بالله من دينه.

التهبت الأزمة.. بعدما اعتبرت الصين منع اليوجا تمييز ضد مواطنيها، فلا اليوجا مضرة.. ولا الصينيون الذين يمارسونها حول العالم أمسكوا السلاح وطعنوا الأبرياء والأطفال بحركات من "الصمت" ورؤوسهم بين أقدامهم أو فى أوضاع مشابهة.

ولما تدخل أولوا الألباب اتهمتهم "الجمعيات الشرعية" بالتعدى على الدين، قبل أن يصفوهم بـ "المأجورين" لزعزعة استقرار المجتمع، وثقة الناس فى عقائدها.

"أصحاب العقول" هذه المرة كانوا أكثر قوة، ففى الماضى كان مكان الذين يجادلون فى مثل هذه الأمور "خارج البلاد".. لا يقربوها، ولا يدخلوها.
من داخل أندونسيا قال مثقفون مسلمون إن الأزمة مفتعلة، ونبهوا إلى أنها سوف تظهر المسلمين بلا عقل ودون أية مساحات من التفكير أمام العالم.. فى الوقت الذى لم يعد الإسلام يحتمل الدخول فى معارك وهمية.

صورة المسلمين على كوكب الأرض لم تعد فى حاجة إلى مزيد من "الاهتزاز"، ثم إن الرياضة لا تفسد الدين، ولا يصح وصفها بـ "قنطرة" للمعتقدات الوثنية،
كالعادة.. وغير أن أحدا لم يسمع، دخلت القضية نفق الشتائم وقلة الحياء، وصف رؤساء الجمعيات الشرعية المفكرين المسلمين بألفاظ قذرة، وألمح بعضهم إلى "الدولارات التى حصلوا عليها مقابل هز الإسلام فى نفوس المسلمين".. وأشياء أخرى كثيرة أكثر احتقارا.

وفى محاولة لسد فوهة النار، رد د. أحمد الهيل أحد أساتذة الجامعة فى جاكرتا بسرعة مقترحا أنه إذا كانت "عقائد البعض هشة وضعيفة للدرجة التى تغيرها الرياضة، وتشككهم فيها اليوجا فالأفضل لنا أن نخرجهم نحن من ديننا، لا أن نحارب للتمسك بهم"!

كلام منطقى، لكن محمد أمين رئيس مجلس العلماء الأندونيسى رد هو الآخر بأن فتوى منع اليوجا كانت ضرورية حتى لا يخلط المسلم بين الصواب والخطأ.. وقال إن المشايخ هم الذين أوكل الله إليهم هذه المهمة، فالمسلمون لا ينبغى لهم أن يمارسوا أى شعائر دينية أخرى حتى لو على سبيل التمثيل، أو حتى الهزل.. لأن الهزل باب للجد، والوهم طريق للحقيقة.. واليوجا ذريعة للكفر، وللمسلم أن يسد الذرائع على أخيه المسلم.. حتى إن لم يرغب الأخ.. وحتى لو لم تطلب الأخت.

بعد تدخل رئيس الوزراء معلنا استمرار إباحة اليوجا.. وأنه لن يتم القبض على ممارسيها.. هدأت العاصفة.. رغم الجدل فى حد ذاته " كان نموذجا لأفكار تيار.. ليس موجودا فى أندونسيا فقط!

* مساعد رئيس تحرير جريدة روزاليوسف





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة