"عيد الغفران" اليهودى يصيب إسرائيل بالشلل التام

تشهد إسرائيل اليوم، السبت، شللا تاما فى كافة مجالات الحياة، سواء فى وسائل المواصلات العامة والطرق والمطارات والموانئ، وتحتجب الصحف الإسرائيلية اليوم عن الصدور نظرا للاحتفال بعيد يوم الغفران اليهودى.

ويعتبر عيد "يوم الغفران" اليهودى من أقدس الأعياد فى العقيدة اليهودية، ويسمى أيضا بـ "يوم كيپبور" أو يوم "هاكيپبوريم" باللغة العبرية أو عيد الغفران وهو اليوم العاشر من شهر "تشريه"، الشهر الأول فى التقويم اليهودى، وهو يوم مقدس عند اليهود مخصص للصلاة والصيام فقط.

ويوم الغفران هو اليوم المتمم لأيام التوبة العشرة، والتى تبدأ بيومى رأس السنة، أو كما يطلق عليه بالعبرية "روش هاشناه"، وحسب التراث اليهودى، هذا اليوم هو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصى أو مصير العالم فى السنة الآتية، طبقا للعقيدة اليهودية.

ويبدأ "يوم كيبور" حسب التقويم العبرى فى ليلة اليوم التاسع من شهر "تيشريه" فى السنة العبرية ويستمر حتى بداية الليلة التالية.

ويعتبر "يوم الغفران" فى الشريعة اليهودية يوم عطلة كاملة يحظر فيه على كل يهودى أن يقوم بأى عمل كما هو الحال فى أيام السبت أو الأعياد الرئيسية مثل الشغل وإشعال النار والكتابة بقلم، وتشغيل السيارات وغيرها، وكذلك هناك أعمال تحظر فى هذا اليوم بشكل خاص مثل تناول الطعام والشرب، الاغتسال والاستحمام، المشى بالأحذية الجلدية، ممارسة الجنس وأعمال أخرى بهدف التمتع.

وبينما تعتبر أيام السبت والأعياد الأخرى فرصا للامتناع عن الكد وللتمتع إلى جانب العبادة، يعتبر يوم الغفران فرصة للعبادة والاستغفار فقط لليهود.

ويعد "يوم كيبور" من المناسبات الدينية التى يتبعها اليهود غير المتدينين أيضا، خاصة فى إسرائيل، حيث تحترم الأغلبية الساحقة من اليهود العلمانيين الحظر على القيادة والسفر بسيارات فى هذا اليوم، بالرغم من أنهم لا يحترمون هذا الحظر الدينى فى أيام السبت والأعياد الأخرى.

عدم الصيام فى يوم كيبور هو أحد الدلائل الرئيسية على ترك الدين بشكل تام أو على الانتماء إلى اليهود العلمانيين، إذ كانت هذه الوصية الدينية ذات أهمية كبيرة فى نظر اليهود "التقليديين"، أى اليهود الذين يتبعون وصايا الدين بشكل جزئى.

وكانت الإذاعة العامة الإسرائيلية قد ذكرت أمس فى آخر خبر لها فى نشرتها الإخبارية قبل أن يتوقف البث تماما أن صيام يوم الغفران لدى اليهود بدأ مساء أمس ليستمر حوالى 25 ساعة.

وأوضحت الإذاعة العبرية أنه قد توقفت بعد ظهر أمس حركة المواصلات العامة فى جميع أنحاء إسرائيل على أن تستأنف اعتبارا من الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم، السبت، كما سيعاد فى نفس الساعة فتح مطار بن جوريون الدولى، وستستأنف حركة القطارات بعد منتصف ليلة السبت الأحد، حسب الجداول الزمنية العادية.

وعززت الشرطة الإسرائيلية من تواجدها فى جميع أنحاء إسرائيل، خاصة فى مدينة القدس المحتلة، حيث أقامت حواجز على الشوارع التى تفصل بين شرقى المدينة وغربها لمنع تنقل السيارات إلى الجانب الغربى خلال اليوم المقدس.

وفى مدينة عكا، انتشر حوالى 300 من رجال الشرطة لضمان الأمن والنظام فى إطار استخلاص العبر من المواجهات العنيفة التى وقعت بين عدد من السكان اليهود والعرب فى المدينة خلال يوم الغفران قبل عامين.

ورفعت مؤسسة نجمة داود الحمراء مستوى التأهب فى صفوفها إلى أعلى درجة، ودعت الإسرائيليين إلى إفساح المجال أمام سيارات الإسعاف للسفر بحرية على الطرقات، علما بأنها تقوم بذلك عند الضرورة الملحة فقط.