عبير حجازى تكتب: ارحموا من فى الأرض

السبت، 18 سبتمبر 2010 08:11 م
عبير حجازى تكتب: ارحموا من فى الأرض

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تولى الدكتور أحمد زكى بدر منصب وزير التعليم استبشر الجميع به خيرا لما هو معروف عنه من الحزم والصرامة، وخاصة عندما قام بغزوات بدر التى قام بها على مدارس القاهرة والمحافظات والتى ظهر علينا فيها شاهرا سيفه محاربا الفساد وموقعا العقوبات الفرديه والجماعية على المقصرين ومطيحا بالقيادات والمستشارين قلنا أخيرا سينصلح حال التعليم على يديه.

وعندما أصبح أشهر وجه تطالعنا به الصحف كل يوم وكذلك والبرامج التليفزيونية والتوك شو وما أثير حوله من جدل إعلامى شعرنا بالألفة تجاهه وكأنه أحد أفراد الأسرة.

ثم مرت علينا عاصفة الثانوية العامة بزوابعها وأعاصيرها وشاهدنا جميعا على كافة القنوات وفى شتى الصحف الدموع والانهيارات وسيارات الإسعاف التى تنقل الطلاب مغشيا عليهم وسط صراخ أولياء أمورهم حرقة على ما دفعوه من دماء قلوبهم وتوفيرا من قوت يومهم على الدروس الخصوصية وحسرة على ضياع المجموع وضياع الكلية التى يحلم بها كل ابن مرورا بوفاة المراقبين من شدة الحر والإجهاد نظرا لاستدعائهم إلى أماكن بعيدة عن محافظاتهم وتحملهم المشقة والعناء والسكن غير الآدمى الذى تمنحه لهم الوزارة ورفض المستشفيات لاستقبال أحدهم، ثم طلعتم علينا بالرأى الذى أرضى الكثيرين بأنه ليس من الضرورى أن يحصل كل الطلاب على مجموع 100% ويدخلون كليات القمة قلنا آمين.

ثم طالعتنا الصحف منذ عدة أيام بأخبار الأزمة التى حدثت بين التعليم وبين أصحاب دور النشر بسبب مطالبة التعليم لهذه الدور بدفع رسوم حقوق الملكية الفكرية عن الكتب الخارجية، علما بأن الكتاب الخارجى ليس نصا من كتاب الوزارة وإنما هو شرح وتوضيح له، ومع هذا تطالب التعليم دور النشر بدفع مبالغ طائلة مدعين أن 60% من عدد الطلاب يشترون الكتاب الخارجى بينما ترى دور النشر أن عدد الطلاب الذين يشترون الكتب الخارجية لا يتعدى الـ 20% فقط من عدد الطلاب، ولذلك عقدت الاجتماعات والمقابلات بين التعليم ودور النشر مطالبة بإعادة دراسة حجم السوق فى محاولة منهم لتقليل الفجوة بين ما تطلبه الوزارة وما يريد أصحاب دور النشر دفعه ولما لم يتم التوصل لحل هددت دور النشر بطرح الكتب فى النصف الدراسى الأول بدون ترخيص !

وبين مطرقة التعليم وسندان دور النشر يرقد ولى الأمر المطحون، فمن المؤكد أنه هو من سيتحمل هذه الزيادة فى سعر الكتاب، فدور النشر لن تخسر أموال اعتادت على كسبها من أجل سواد عيون الطلاب ولكن ما ستفعله هو أنها ستزيد ثمن الكتاب الخارجى وأن من سيدفع حقوق الملكية الفكرية هو ولى الأمر ليكون هما جديدا يلقى على عاتقه بجوار تكاليف المأكل والمشرب والملبس وطبعا الدروس الخصوصية.

والسؤال هنا:
لماذا لا تطرح الوزارة كتبا قيمة يستطيع الطالب الاستفادة منها؟ كتبا واضحة تغنى الطلاب عن الكتب الخارجية والملخصات والمذكرات التى ترهق ولى الأمر وتريح التعليم من الجدل مع أصحاب دور النشر.

فلو نظرتم إلى كتب المرحلة الابتدائية على سبيل المثال لا الحصر تجدوا أن كتاب العلوم والدراسات الاجتماعية واللغة الإنجليزية غير واضح ملئ بالأنشطة التى يعلم الله وحده إن كان المعلم داخل الفصل ينفذها فعلا أم يلقيها هى الأخرى على عاتق ولى الأمر دون كتابة أى تعليق ولا نتائج للتجربة فى العلوم أو تحليل أحداث فى الدراسات ولا أمثله فى اللغة الإنجليزية أى أن الكتاب سداح مداح ولذلك يلجأ الطلاب للكتاب الخارجى.

وكل ما نتمناه ونرجوه من السيد الوزير الرحمة بأولياء الأمور وكفا الارتفاع الظالم فى أسعار كل شىء من مستلزمات المعيشة.

ونذكركم أن ترحموا من فى الأرض حتى يرحمكم من فى السماء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة