سامى نسيم يكتب: ملتقى العود ..انطلاقة جديدة للعود المفكر المعاصر

السبت، 18 سبتمبر 2010 11:38 ص
سامى نسيم يكتب: ملتقى العود ..انطلاقة جديدة للعود المفكر المعاصر العود مازال أكثر الآلات الموسيقية الشرقية والعربية جدلا وحراكا مستمرا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل كان العود ومازال أكثر الآلات الموسيقية الشرقية والعربية جدلا وحراكا مستمرا، ربما يكون كذلك من خلال المعطيات التى أفرزها واقع فنى وثقافى لمسيرة طويلة بدأت مبكرة لهذه الآلة بكل ماعرفناه عنها من تطوير وتجريب ودراسات واختلاف فى الرؤى والمناهج.

فمنذ زرياب مروراً بصفى الدين الأرموى والشريف محيى الدين حيدر انتهاءً بأهم المعاصرين من أسماء شكلت لها حضوراً متميزاً فى الذاكرة الموسيقية المعاصرة ومنهم المبدع الكبير نصير شمه الذى يضيف كل فترة لرصيد العود منجزاً جديداً وبجهد واضح حيث يشتغل بفضاء آخر جديد كل مره ليضعنا أمام انطلاقة جديدة وفق خطوات علمية مدروسة.
ومنها ملتقى مصر الدولى الأول للعود الذى انطلقت أعماله من 16 سبتمبر إلى 19 سبتمبر تحت خيمة دار الأوبرا المصرية بالقاهرة بالتعاون مع بيت العود العربى ليجتمع به عازفو العود من كل العالم وكذلك صناع الآلة وباحثون ليدلوا بدلوهم، ولنتعرف على الكثير من التجارب الموسيقية وورش العمل عن قرب.

والملتقى هو انطلاقة جديدة للعود المفكر المعاصر هذا المصطلح الذى يطرح مفهومه بقوة على وجه ماء الموسيقى العربية الراكد قليلاً وبهدف الرفع من شأنها وتقوية مراميها المعاصرة عبر التمسك بها وبأصالتها من خلا بعص الروح والتجديد فيها لكى تستنهض الجيل الجديد وتحثه على المواصلة والتطوير بموسيقاه العربية..

ولعل ملتقى دولى للعود هو رسالة وهدف نوعى سنتعرف على مراميه حاضراً ولاحقاً ..فهو خطوة بالاتجاه الصحيح ولا غرابة حين نقول إن بيت العود العربى فى القاهرة قد ساهم بشكل ملموس وفاعل لإنجاح فعالياته ورسم أهدافه ..

ومنها حضور لمتخصصين بمجال العود صناعة وعزفاً وبحوثاً وبالمقدمة منهم د. محمود قطاط من تونس ومصطفى سعيد من مصر وكاتب المقال. وصناع مثل فاروق تورانز من تركيا وفوزى منشد من العراق. كذلك عازفين منهم مهمت بتماز من تركيا وحسين سبسبى من سوريا وعيسى مراد وسامى نسيم من العراق وآخرين من ألمانيا ودول عربية.

لقد وجدت فكرة الملتقى أرضاً خصبة لها وسارت نحو هدفها المنشود .. وتكريم الرواد أحياء وأموات يأتى فى باب الاعتراف بما وصلنا من منجزهم لكونه محل تقدير وإعجاب به ومن هؤلاء الفنان الكبير جميل بشير والكبير المبدع عمار الشريعى والفنان د. حسين صابروآخرين . وقد طرح الملتقى محورين أساسين فى جدول أعماله وهما توحيد قياسات العود ومعالجة الحالات السلبية فى صناعة الآلة وتثبيت مساراتها بعلمية وإدراك مسبق للحفاظ على شكلها وأدائها الفنى وحمايتها من التلاعب المقصود وغير المقصود.

والمحور الآخر هو مناهج العود ويدرس هذا الجانب مسيرة المناهج التعليمية لمدارس العود القديمة والمعاصرة والخروج بمعطيات ذات قيمة وإدراك حقيقى لجدواها .. ختاماً نقول بوركت الجهود الطيبة لكل من ساهم بإنجاح الملتقى. وبالمقدمة منهم وزارة الثقافة المصرية ودار الأوبرا المصرية وبيت العود العربى فى القاهرة .. وعلى موعد بملتقى للبحث والأبداع نلتقى كل عام وقد رسخنا مفردات جديدة وتطلعات مستقبلية نأمل أن تتحقق من خلال التوصيات والمقدمات لإنجاح مهام الملتقى وتفعيل دوره الراعى لمدارس العود وكذلك يمثل حافزاً كبيراً للجيل الواعد بالتمسك بتراث أمته الفنى العريق الذى يعتبر العود من أجمل وأبهى صوره .

ولعل هذا الحدث الكبير يعطى الأمل بنهضة موسيقية أكاديمية للعود والموسيقى العربية عموماً .. وما الحضور للجمهور المتذوق لكل مفردات أعمال الملتقى فى حفلات وورش عمل وندوات أبحاث إلا دليل صحة وعافية للركن الرابع الذى صنفه موسيقار الأجيال الكلمة – اللحن – الأداء – المتلقى ..وهو الجمهور الواعى بالفن لدينا شعور بنهضة موسيقية كبيرة ومعاصرة قادمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة