سعيد الشحات

إبراهيم باشا 2

السبت، 18 سبتمبر 2010 11:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت بالأمس الكتابة عن شخصية إبراهيم باشا من خلال مذكرات "نوبار باشا" واستكمل يحكى نوبار باشا عن إبراهيم باشا، لم يكن ينام الليل أو غالبا كان ينام قليلا، وكان نومه متقطعا. ويضيف، كان عادة يرسل فى طلبى لنتجاذب أطراف الحديث كى ينسى همومه قليلا وكنا نتحدث عن أشياء وأشياء لكننى كنت ألاحظ دائما أن ذهنه يكون غائبا عن أحاديثنا مشغولا أو منشغلا بأمور أخرى.


يضيف نوبار باشا، إنه سأل ذات يوم العبد الحبشى عمر الذى كان يسهر معهما هل سوف يستمر هذا الوضع لمدة طويلة؟ فأجابه، آه نعم إن الرجال الذين قتلهم يأتون لإيقاظة من نومه ليلا.

يستخلص نوبار باشا مما رواه العبد الحبشى رؤية خاصة له يقول فيها، إن فكرة الندم الغريبة على عقل عبد حبشى صغير تبلورت لديه فى صورة وشكل ملموس، ويضيف أليس هذه طباع البدائى الذى لا يستطيع أن يستوعب أو يفهم فكرة ما لم تتجسد فى شكل ما؟ أما بالنسبة لى إذا كنت قد استطعت أن أصدق أن حالات الأرق التى تنتاب إبراهيم هى سبب الإحساس بالذنب، فالآن وبعد أن عرفت بشكل أفضل أشكال الشرقيين يخيل لى أن الإحساس بالذنب بالنسبة لإبراهيم لم يكن سوى كلمة وأن الماضى هو الماضى واهتمامه منصب على الحاضر وعينية صوب المستقبل الذى كان يقلقه وذلك بسبب رؤية كانت شغله الشاغل وكانت تقضى بأن إبراهيم لابد أن يسبق والده إلى القبر.

مرض إبراهيم باشا وسافر إلى أوربا مصابا بدءا فى الرئة كان يجب أن يخضع لجراحة من أجل إزالة ورم فى الرئة، وشفى من الداء واصطحبه طبيبه الدكتور لا ليمان إلى منطقة فرنية على سفوح جبال البرانس وفى هذه المدينة عاش نوبار مع إبراهيم باشا، ومن خلال هذه المعيشة كتب كما يقول انطباعه عن الرجل الذى يجسد الشرق فى طريقة تكوينه وتفكيره مستندا إلى مجموعة من الأشياء التى لم يكن يعرف عنها سوى أفكار مبهمة.

يروى نوبار أن فكرة الشرق عن المرأة الأوروبية كانت مهينة جدا، فتأثر إبراهيم دون أدنى تفكير أو اطلاع بهذه الأفكار، ولكنه كان قادرا على التمييز فكان يقول لى: إن سامى باشا "الترجمان التركى لمحمد على" مخطئ فى قوله إن كل نساء أوروبا يعشن حياة سيئة" وأكمل قائلا، كنت ذات يوم فى لوكو كبى أتنزه فى الريف وقابلت امرأة أعجبتنى فعرضت عليها صرة من الذهب، ولكنها رفضت صحبتى ونهرتنى.

هل يمكن أن يكون هذا ممكنا عندنا حيث لم يكن من الممكن أن يصدق أحد أن امرأة قروية يمكن لها أن ترفض مثل هذا العرض؟ فى الشرق نتحدث عن الحب الأبوى والعذرى، إننا نخدع أنفسنا، إن البحث عنهما يجب أن يكون هنا.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة