قال الناقد الكبير د.صلاح فضل إنه طالب إدارة مسابقة "شاعر المليون" للمرة الثانية بتخصيص مسابقة دولية كتابية لقصيدة النثر، مؤكدًا على أنه لا يمكن إغفال دور قصيدة النثر الأساسى فى الحركة الشعرية العربية، مشيرًا إلى أنه طالب إدارة المسابقة فى الدورة الأولى بهذا الطلب.
جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذى نظمه نادى دار العلوم بالتوفيقية مساء أمس الخميس، للدكتور صلاح فضل وتحدث خلاله عن مسيرته الأدبية والعلمية وعن الوضع الثقافى الراهن، وحضره عدد من الأدباء والمثقفين، وأداره الشاعر والناقد أحمد حسن.
وأوضح فضل أن قصيدة النثر لا يمكن أن تلقى على الملأ فقط، فلا بد لها أن تقرأ كتابيًا ويتأملها القارئ ليستشعر ما بها من جماليات.
وحول رأيه حول مسابقة شاعر المليون كونه أحد النقاد المشاركين فيها قال فضل: إن الشائع فى الحياة الثقافية العربية منذ ثلاثة أعوام مضت أن المشهد الشعرى قد انتهى، ولكن عندما جاء برنامج "شاعر المليون" فوجئت بأن هناك الآلاف من الشعراء الشباب مازالوا يكتبون الشعر، فجاءنى فى البداية أربعة ألاف قصيدة، منهم على الأقل أربعمائة قصيدة جيدة، ومن بين الأربعمائة أربعين شاعرًا حقيقيًا.
وكشف فضل قائلاً: "جاءتنى قصائد الدورة الرابعة من مسابقة شاعر المليون، وقرأت 1800 قصيدة فى خمسة عشر يومًا، فوجدت منهم على الأقل عشرين قصيدة بين العمودية والتفعيلة فى غاية الإبداع، وتؤكد على أن الشعر لم ينته كما يقال، ومن بينهم أربعة شعراء مصريين لا أعرف منهم إلا الشاعر أحمد حسن والذى فاز بجائزة البابطين لعام 2010.
وأكد فضل أن وجود مسابقة تحرك مياه الحركة الشعرية فى الوطن العربى شيء لا يمكن نكرانه أو إدانته، فالمسابقة حركت مياه الشعر فى كافة البلاد العربية، مشيرًا "قيل لى بأن هناك أجهزة تحصد عدد التليفزيونات التى تشاهد حلقات المسابقة بلغت 80 مليون مشاهد، مما يدل على أن هناك متابعة، وكنت قد أردت أن اعتذر هذا العام عن المشاركة فى المسابقة، ولكننى وجدتها مسئولية.
وقال فضل من العجيب أن البعض "بيستكثر" حصول الشعراء على مليون جنيه، فى حين أن أى راقصة أو فنان يحصل على مليون جنيه، فهل على الشعراء أن يظلوا فقراء وغلابة ويقبلوا الأحذية؟.
وحول وضع الثقافة الراهن قال فضل لا بد أن يصبح العمل الأدبى ذا رسالة هامة، وألا يصبح سبوبة وابتزازًا للمبدعين، مضيفًا: "لا يوجد مبدع فى مصر إلا وتهفو نفسه إلى النقاد ليكتبوا عنه، ويحاول أن يثبت للجميع أنه لا يهتم بالنقاد، وما أن يهتم النقاد به يتجاهلهم ويقول بأنه لا يوجد نقاد، وعلى العكس نجد النقاد الذين لا ينكرون وجود الإبداع.
وأشار فضل قائلاً "بدأت الكتابة فى المصور وكان النساء من أقاربى يقولون لى "كلامك حلو لكننا لا نفهمه"، ومن هنا كان التحدي، فحاولت أن أخبئ المصطلحات فى جيبى وقمت بتخفيف طابع البلاغة فى لغتى، ولكننى أغار من الشعراء والأدباء ولذلك أتأدب معهم حينما أكتب عنهم".
وأضاف فضل "أبقى أهبل لو انتظرت أن يفهمنى أحد لم يقرأ قصيدة شعرية أو رواية، وهدفى أن يفهمنى الشباب الجامعيين فى مراحلهم الأولي، ولكننى لا أثق بتحقيق هذا الحلم، وألا أنحدر إلى التفاهة الضرورية حتى أصل لعقلية القراء أجمعين".
وحول سؤال أحد الحاضرين له عن أحلامه قال فضل "لم أشبع سوى عشرة بالمائة من طموحاتي، وللأسف لا وقت لدى لأنجز الكثير من أحلامى وطموحاتي".
وأكد فضل ردًا على سؤال وجه إليه حول علاقاته بالمبدعين من أصدقائه قائلاً "أقسمت ألا أكتب عن عمل إبداعى لا يحظ إلا بتقدير الجميع، وأتحدى أن يأتى أحد بمقال لى كتبته عن عمل إبداعى لم يحظ بتقدير الجميع"، مشيرًا "منذ زمن جاءنى أحد الكتاب إلى بيتى فى يوم من الأيام، وطلب منى أكتب عنه وقال لى إن لم تكتب عن سوف أنتحر، وعندما قرأت مجموعاته القصصية وجدتها لا تستحق، وبعد مرور ثلاثة أسابيع فوجئت بخبر فى الأهرام عن انتحار هذا الشاب، فاتصلت بالكاتب الكبير جمال الغيطانى وأكد على صدق الخبر، وأوضح لى بأن هذا الرجل خرج منذ فترة من مستشفى الأمراض النفسية والعقلية، ومنذ هذا الحادث عاهدت نفسى ألا أكتب عن عملٍ لا يستحق الكتابة عنه، ولا أكتب عن أصدقائى مهما ألحوا وطلبوا منى، وتعرضت لإلحاح شديد من أحد الوزراء السابقين، ممن أصدور كتابًا وطاردنى أكثر من مرة، فالناقد قاضٍ وعليه أن يحافظ على نزاهته".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة