الحديث عن الإخوان لم ولن ينتهى ما دامت هناك فى الوطن قوى تتصارع من أجل الوصول إلى الحكم، فقراءة الأحداث توضح لنا ذلك دون ريب.
فمن حماس ورغبة أعضاء الإخوان فى إيجاد دور لهم أيام حسن البنا استغلت القوى السياسية تلك الحماسة وحركتها لصالحها كما بين لنا وحيد حامد فى الحلقة رقم (20) وقد تجلى ذلك بعد نكبة فلسطين وعودة الإخوان إلى مصر منكسرى الجناح، لأنه تولد لديهم شعور طاغ بأنهم هم الذين انهزموا فكان الاشتراك فى ثورة يوليو والوقوف ورائها من أجل نيل نصيب كبير من الغنائم والذى شجعهم على ذلك. انتماء الرئيس محمد نجيب لهم.
ويكاد يكون الرئيس جمال عبد الناصر هو الزعيم العربى الوحيد الذى استغنى عن الإخوان ورفض أى تعامل معهم، بل حاول يقضى عليهم، بعكس الرئيس المؤمن أنور السادات الذى عمل بنهج وفلسفة معاوية ابن أبى سفيان فى استغلال الدين والمشاعر الدينية من أجل أهداف سياسية.
فهو الذى أحيا فيهم الأمل وترك لهم الملعب خاليا لكى يلعبوا كما يحبوا.. لكى يقضى كما نعلم على أنصار عبد الناصر والتجربة الناصرية ونفهم من هذا أن الرئيس السادات هو أول من حول الوطن إلى معلب لقوى تتصارع فيه وعليه وقد تعددت الجماعات (الفرق) التى تلعب بكل همه واهتمام بسرقة الوطن من أهله وناسه لصالح كل جماعة وها هو الملعب (الشارع) يعج بكل تلك الجماعات.
ولا أحد يهتم أو يبالى أو يغضب ويثور ويقف فى وجه سرقة الوطن التى تجرى على قدم وساق.
أكتب هذا فى ظل السجال الدائر.. بسبب مسلسل الجماعة وهذا المسلسل عالى الحرفية والذى بسببه أدعو كل إنسان أعرفه إلى مشاهدته، لأن وحيد حامد استطاع عبر الكتب والمراجع أن يقدم للناس العامة قبل الخاصة شخصية البنا بعيداً عن التقديس الذى خلعه عليه أتباعه بعد أن خلع هو هالة التقديس على نفسه فأوضح لنا أن المال هو الذى تلقاه من المدير الفرنسى لشركة قناة السويس وهى شركة كانت تمثل الغرب كله فى مصر وأهم منطقة فى العالم تربط ما بين الشرق والغرب ومن مصدر الأموال، كما نعلم تتحدد الأهداف والتوجهات كما يفعل البنك الدولى الآن بل مسار التمويل المالى والفكرى تنوعت وخرجت عن المعقول حيث تبرع كل من يود أن يكون له يد فى مصر عبر الجماعة.
لهذا، فهذا مسلسل يخاطب العقل والفكر بعكس مسلسل زهرة وأزواجها الخمسة.. هذا المسلسل الذى لا أدرى كيف كتبه السيناريست مصطفى محرم الذى لا يفيده من الناحية الأدبية والثقافية لكن من الناحية المادية فسوف يفيده كثيرا.
الذى وجدته يشاهد كل هذا اللحم أثور وأغضب منه وعليه، لكن ما الحل وهو يبقى فى البيت مع هذا الجهاز الملعون الذى فشلت أفعل كما أوصى الحكيم صلاح عيسى بإلقائه من الشباك لأن زوجتى وقفت فى وجهى وقالت.. يا أنا يا التليفزيون فى البيت ده يا حسين.
فهذا الجهاز أصبح لعنة أصابتنا بعد أن تركناه فى يد أناس حولوه إلى فرخة تبيض لهم ذهبا ولكى تبيض ذلك لابد أن يقدموا الهايف والمايع.
فى العام الماضى كتبت مقالا فى جريدتنا (القاهرة) عن نفس المشكلة أطلب فيه أن يكون هناك لجنة من الحكماء تقرأ وتشاهد ما سوف يعرض علينا فى رمضان حفاظا على عقولنا ونفسيتنا لأن ما يبثه هذا الجهاز يجيب بعيدا عنا وعنكم "الهبل".
