عبد المنعم فوزى

الفن فى خدمة الشرطة

الجمعة، 17 سبتمبر 2010 08:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثقة فى الشرطة قضية هامة وشائكة ومسلسل "ماما فى القسم" الذى عرض فى رمضان يصور ضابط الشرطة عامر (أيمن عزب) بشكل رائع محترم، بجد دا النموذج اللى إحنا محتاجينة وعايزينة ليه بقى؟ لأنه حقانى وشجاع وابن رجل عدل "مستشار" يعنى من عائلة كريمة ومتربى يؤدى واجبه كأفضل ما يكون.
البعض حيقول طب حنلاقى فين النموذج ده وإن الحكاية كلها مجرد بروباجاندا (propaganda ) يعنى دعاية وشغل تمثيل فى تمثيل. شوف يا صاحبى لما أقولك صحيح فيه كتير من الضباط وأمناء الشرطة والمخبرين يظنون أنهم فوق القانون ولا يوجد من يحاسبهم مع أنهم موظفون لدى الشعب قبل الحكومة ورواتبهم إحنا اللى بندفعها. طب إيه المطلوب؟ إن إحنا نبقى زى مدام فوزية فى المسلسل (سميرة احمد) منسيبش حقنا. القصة وما فيها إن إحنا نتمنى أن ننال نفس الاحترام والتقدير فى قسم الشرطة بالضبط زى مدام فوزية اللى عملت أكثر من مائة محضر ضد وزراء ومسئولين منهم وزير الداخلية ولم يحدث لها حاجة يعنى لا اضربت ولا اتهانت. السبب شخصية الضابط عامرالرائعة وهى مطلوبة قوى دلوقتى ويجب أن نفرض هذا النموذج ونشجعه لأن حتى عند شهادته فى قضية الحجر على مدام فوزية أكد أن جميع المحاضر اللى رفعتها صحيحة وأنها حوادث حقيقية ومخالفات يجب إزالتها. حتقوللى يا عم كبر وبلاش تهجيس ومحلسه للشرطة والداخلية وشوف اللى بيحصل داخل الأقسام. حقولك أنا اللى يهمنى إن الفن يتدخل فى توعية الناس بحقوقهم ويحرض على نبذ السلبية والخوف بعد ارتفاع سقف الحرية وبقى الكتاب يطرحون قضايا ماحدش كان يحلم باثارتها للفت أنظار المسئولين إلى الأخطاء التى أصبحت بمرور الأيام جرائم تستحق العقاب. الدليل إن مسلسل "برة.. الدنيا" صور ضابط بيأخد أوامره بالتليفون وآخر مرتشى وشوفنا إزاى بركات "شريف منير" انضرب بالقلم من الضابط وهو مظلوم.

شوف يا صاحبى لما اقولك الغرض مرض واحنا عايزين من ده كلة ان نرجع للناس الثقة فى الاجهزة والمؤسسات وفى انفسنا والاخرين لان المجتمع السوى والصحى القادر على التقدم يبنى على الثقة ويحفز على المشاركة والتكافل والتصالح مع بعضنا البعض ويرفض التشكيك فى كل حاجة فى البلد.. طب نبنى الثقة دى إزاى؟ عندما يحس الناس بأن الشرطة سترد لهم حقوقهم وتدافع عنهم ولن تظلمهم، وأن رجال المطافى عندما نحتاجهم حنلاقيهم ويكونوا قادرين على إطفاء الحرائق مش يتفرجوا عليها حتى تولع وتقضى على شقى عمرنا. الثقة تتبنى عندما نجد المدرسة تقدم لنا التعليم الصح وأن المستشفى تقدم لنا العلاج والرعايةالمطلوبة والطبيب يؤدى واجبه كأفضل ما يكون، هذه الثقة تحتاج نهضة قيمية شاملة، لأن صناع الثقة أطراف متعددة، والكل مُطالب أن يكون له دور.. يستوى فى هذا الدولة أوالمثقفين أوالنخبة أوالمواطنين أنفسهم.

القصة وما فيها أننا محتاجون زيادة الوعى بأهمية الفن ودوره الهام داخل المجتمع والرسالة السامية التى يحملها باعتباره أفضل وسيلة للتعبير عن المواقف والأفكار ومناقشة قضايا المجتمع المشكلة إن المؤسسات الأهلية والمدنية والنخب التجارية بتستثمر فى كل شىء عدا الفن والثقافة، وشركات الإنتاج الفنى غائبة تماما عن القيام بدورها من أجل تطوير الحركة الفنية، والتحلى بالجرأة التى يقتضيها تناول مواضيع شائكة وحساسة، وتطوير الشكل والمضمون.

الحكاية وما فيها أن الفن مازال مجرد شىء كمالى لا يغنى ولا يسمن من جوع مع أنه قادر على البناء قدرته على الهدم، قادر على ترسيخ القيم أو زعزعتها. الدليل أن الدول المتقدمة والمحترمة تستثمر الفن ليرتقى بالمجتمع أو حتى المساهمة فى الارتقاء به.. أو يعمل على ذلك فى أهون الحالات.. أما حكاية الفن للفن وأنه يهدف للإمتاع بأى شكلٍ من الأشكال وأى طريقة من الطرق حتى لو اضطر هو ذاته أن ينحط ليُناسب ذوقَ المُجتمع المُنحط ده بقى كلام فاضى مالوش لازمة أو قيمة.
الحقيقة بقى أننا بنقول بأفواهنا ما ليسَ فى قلوبنا وبنحب الفن والفنانين وبنتفرج عليهم وفى الآخر نشتمهم ونتهمهم. الحكاية يا صاحبى أننا تركنا هذا الوسيط الخطير بين الفكرة وبين المتلقى لأيدى العابثين بمعتقداتنا وثقافتنا فحق علينا الضياع فى ظلمات الهايفة والابتذال. عارفين إن أحمد شوقى أمير شعراء الفصحى كتب الأغنية بالعامية ليساهم بما يقدر عليه فى رفعة هذا الفن المؤثر على شريحة كبيره من التلقين. كمان شارك عميد الرواية العربية الكاتب العالمى نجيب محفوظ فى كتابة سيناريو أكثر من فيلم بل والسماح باستعارة بعض رواياته لتحويلها إلى أفلام سينمائية وقس على ذلك الكثير والكثير من مساهمات الرواد فى إثراء العملية الفنية وزى ما قال أيمن بهجت قمر فى مقدمة المسلسل "الفصحى طلعت فسحة والرقعة عملوها طقطوقة وعلقوها على الجسر".
• نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة