◄◄ الفنان الكبير يحيى الفخرانى يؤكد أن التليفزيون المصرى يجب أن تكون له سياسة أبعد بكثير عن فكرة منافسة الفضائيات الخاصة
انقضى شهر رمضان وذهب معه موسم الزحام الرمضانى والتنافس على تحقيق أعلى عائد من الإعلانات ونسب المشاهدة، حيث انصب هدف التليفزيون المصرى على منافسة القنوات الفضائية الخاصة، فى محاولة للتفوق والقدرة على جذب النجوم بأعمالهم، وأيضا المعلنين بأموالهم.
وتجاوز حجم الإنتاج الدرامى فى رمضان الـ60 مسلسلا تليفزيونيا بتكلفة اقتربت من 850 مليون جنيه، حيث تنوع الانتاج الدرامى ما بين اجتماعى وتاريخى وكوميدى، وبلغ إجمالى ما تم إنفاقه على شراء الدراما وإنتاج البرامج 500 مليون جنيه مليون جنيه من قبل التليفزيون المصرى، حيث تراوحت أسعار شراء المسلسلات من 12 مليون جنيه إلى 20 مليون جنيه كحد أقصى للمسلسل الواحد، مثلما حدث مع مسلسل الجماعة، فى حين بلغ إجمالى عائدات الاعلانات التى حققتها برامج ومسلسلات التيلفزيون المصرى 100 مليون جنيه فقط، وهو السؤال الذى يطرح نفسه حول عشوائية العرض وتكدس المنافسة الدرامية والبرامجية خلال شهر واحد طوال السنة، وهى أزمة حقيقية لأن تلك العشوائية تنعكس سلبا بالتأكيد على بعض الأعمال التى لا تأخذ حقها، كما انه لا يتم وضع خطة تسويقية جيدة يستطيع من خلالها اتحاد الاذاعة والتليفزيون تحقيق مكسب مادى يقابل حجم الانفاق على دراما رمضان فى شهر واحد، وإذا كان مسؤولو التليفزيون المصرى وغيرهم من القنوات الخاصة يراهنون على أن أعلى نسب مشاهدة تكون فى شهر رمضان فإنهما ليست بالضرورة قادرة على تحقيق أكبر قدر إعلانى ممكن، وهذا ما حدث مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون هذا العام، فإيرادات إعلانات رمضان بالكامل لم تتجاوز مبلغ الـ160 مليون جنيه معظمها جاء على 4 مسلسلات و3 برامج، أما باقى الاعمال الدرامية والبرامج فكانت توزع فيها الاعلانات كهدية إضافية للمعلن، حيث وصل إجمالى الإنفاق على مسلسلات وبرامج ماسبيرو حوالى 50 مليون جنيه ليصل إجمالى خسائر التليفزيون حوالى 350 مليون جنيه تقريباً، حيث وصل إجمالى الإنفاق على مسلسلات وبرامج ماسبيرو حوالى 500 مليون جنيه.
ويبدو أن التليفزيون مثل كل عام وقع فى فخ المنافسة وهو المنطق الذى يرفضه نجم بحجم الفنان الكبير يحيى الفخرانى الذى يؤكد أن التليفزيون المصرى يجب أن تكون له سياسة أبعد بكثير عن فكرة منافسة الفضائيات الخاصة، موضحا أن التليفزيون يجب أن يدعم هذه الفضائيات لأن دورها معه تكميلى وليس تنافسيا، إلا أن مسؤولى التليفزيون يرفضون هذه الفكرة مفضلين شعار «رمضان حصرى على التليفزيون المصرى» عن كونه تليفزيونا خدميا يخدم كل شرائح الشعب المصرى، عموما وعامة الناس خصوصا كونهم الشريحة الأكبر من المشاهدين والذين لم ترض ذوقهم نوعية برامج النميمة التى ملأت شاشات ماسبيرو أو حتى البرامج الكوميدية، ومن الواضح أن معظم برامج ماسبيرو تم إنتاجها من قبيل المجاملات أو الإعجاب الشخصى، من أحد قيادات ماسبيرو سواء لمقدمى البرامج أو معديها ومنهم أكرم حسنى أو ميس حمدان ومنى الحسينى وآخرون حيث لم تحقق برامجهم أى نسبة إعلانات أو مشاهدة أو تحظ باهتمام صحفى ونقدى.
وأكد إبراهيم العقباوى رئيس صوت القاهرة لليوم السابع أن القناة التى تصدرت قائمة الأعلى إعلانات فى ماسبيرو هى قناة النيل للدراما وذلك لأنها عرضت 8 مسلسلات يوميا مما يدل على أن اهتمام المشاهد انصب على المسلسلات، وفى المرتبة الثانية جاءت القناة الثانية ثم نايل دراما 2، فيما وصل متوسط الإعلانات يوميا للقناة الأولى 60 دقيقة و100 دقيقة لقناة الدراما يوميا.
والمفارقة أنه مع الكم الكبير من المسلسلات التى اشتراها ماسبيرو ورصد لها الملايين إلا أنها لم تحقق أى منها مكسبا إعلانيا سوى «الجماعة» الذى جاء بالمركز الأول يليه «زهرة وأزواجها الخمسة» و«عايزة أتجوز»، حسبما أكد ابراهيم العقباوى رئيس صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات.
ويعد مسلسل الجماعة من أهم المسلسلات اللافتة للانتباه نظرا للجدل الذى أثاره العمل وحساسية موضوعه وتناوله لجزء مهم من تاريخ مصر الحديث، وكان من أعلى المسلسلات على مستوى التقنية الفنية والدرامية، حيث تميز المسلسل فى جميع عناصره، ويظل هو المسلسل الدرامى الأول الذى استطاع صناعه أن يجمعوا مجموعة بارزة من النجوم سواء الكبار منهم أو الشباب، وتخطت تكلفة المسلسل الـ40 مليون جنيه، واشتراه التليفزيون المصرى بمبلغ 20 مليون جنيه، إضافة إلى بيعه إلى قناتى القاهرة والناس والأوربت، واستطاع المسلسل أن يحقق عوائد إعلانية خلال الـ20 يوما الأولى فى شهر رمضان وصلت إلى 569 دقيقة إعلانية حسب تصريحات إبراهيم العقباوى، حيث وصل سعر الدقيقة فيها إلى 38 ألف جنيه، وهو أعلى سعر للدقيقة وسط القنوات التليفزيونية، يتبعها فى ذلك قناة القاهرة والناس والتى يصل فيها سعر الدقيقة إلى 20 ألف جنيه.
ويبدو أن المزاج الشعبى بات يتوافق مع ما تقدمه النجمة غادة عبد الرازق التى استطاعت لفت الانتباه بمسلسلها «زهرة وأزواجها الخمسة» رغم الخلاف حول قيمة المسلسل وتقنياته، إلا أنه استطاع تحقيق المركز الثانى فى أعلى نسبة مشاهدة يليه مسلسل العار فى المركز الثالث من حيث الإعلانات ونسبة المشاهدة، حيث حقق دقائق اعلانية وصل عددها إلى 389 دقيقة، متجاوزا بذلك الكثير من الأعمال لكبار النجوم مثل الفنانة يسرا فى «بالشمع الأحمر»، والتى اعتادت أن تكون على رأس قائمة الفنانات الأكثر تحقيقا للاعلانات، والمفارقة أن عدد الدقائق الإعلانية فى مسلسلها «بالشمع الأحمر» لم تتجاوز 276 رغم تكلفة المسلسل العالية التى تجاوزت الـ15 مليون جنيه.
وجاءت بعدها الفنانة هند صبرى بمسلسلها «عايزه أتجوز» والذى كان يراهن عليه الكثيرون على تحقيقه عائدا إعلانيا أكبر ونسبة مشاهدة عالية، لكن حصيلة اعلاناته لم تتجاوز 102 دقيقة، وقد يكون هذا راجعا الأسلوب الإخراجى لرامى إمام، والذى أخذ منحنى بريختيا فى بعض المشاهد عندما كانت هند تقوم بالحديث إلى الكاميرا، أو المشاهدين فى محاولة لكسر الخط الوهمى وجعل المتفرج شريكا فى العمل.
وتذيل مسلسل «الكبير قوى» والذى اشتراه التليفزيون المصرى بـ15 مليون جنيه قائمة الأقل تحقيقا للاعلانات، وذلك بعد أن توقفت حلقاته عند 15 حلقة، رغم أنه كان يتصدر قائم الاعلى فى الايام الاولى.
لذا يجب على أنس الفقى وزير الإعلام والمهندس أسامة الشيخ أن يعيد النظر مرة أخرى فى سياسة الكم التى تنتج على أساسها المسلسلات والبرامج إذا كان فى النهاية لا يجذب الناس سوى عملين أو أكثر من المسلسلات أو البرامج فلماذا لا يتم تركيز مواد ماسبيرو فى عدد قليل من الأعمال المتميزة بدلا من هذا الزحام خصوصا أن هذه الأعمال معظمها تم «كروتة» حلقاتها الأخيرة والبعض الآخر تم إلغاء بعض حلقاته بسبب ضيق الوقت مثل مسلسل الكبير قوى، والغاء مشاهد من أعمال أخرى مثل ريش نعام وغيرها من الأعمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة