وأشار الإبراشى إلى أن الصحافة الخاصة، لوأعطيتها الإمكانيات لتجاوزت الصحف القومية التى تحاول أن تقلدها.
وفيما يلى نص الحوار..،
◄◄ بداية ما هوتصورك عن واقع الصحافة الحالى، وإلى أى مدى تساهم فى التنوير؟
- الصحافة فى مصر تحولت لصحافة مكتبية، وأنا أحاول أن التمس العذر للصحفيين، فهم يتقاضون مرتبات ضئيلة، مما سمح لانتشار صحافة «التيك أواى»، وهذا من أهم مشاكل الصحافة، لذا علينا إعادة الاعتبار للقواعد المهنية، والرجوع لمنهج صحافة الأرض المحروقة، بمعنى إجراء تحقيق بشكل كامل، تقابل كل المصادر، تقدم كل المعلومات، وكل الحقائق والمستندات للقارئ، فأنا عاشق للتحقيق الصحفى، وبدأت حياتى محققا صحفيا، وأدعولإعادة الاعتبار لصحافة التحقيقات، بل وطموحى إصدار جريدة للتحقيقات الصحفية فقط، لكن الأعباء المادية تقف حائلا بين تحقيق تلك النوعية من الألوان الصحفية، فلا أستطيع أن أطلب من صحفى إجراء مقابلات وحوارات وسفر، وهويتقاضى 35 جنيها فى الموضوع، لذا أدعو المحررين للنجاح معا، وتأكيد صعوبة المرحلة الأولى، فأنا عشت وقتا طويلا كنت أتقاضى راتبا لا يتعدى 60 جنيها فى وقت كان هذا المبلغ لا يعين على مصاعب الحياة.
◄◄ هل الصحافة الخاصة تتمتع بالاستقلال، أم هى مكبلة ببعض القيود ؟
- أؤكد أنه لا يجب أن يكون الصحفى محايدا، فالحياد هوالفشل، فكل منا له وجهة نظر، فلا يمكن أن نترك رؤيتنا ونخرج بدونها، إعمال القواعد المهنية والأخلاقية هذا هوالحياد، فلا يجب أن يكون الإعلامى أوالصحفى محايدا، فالصحفى يجب أن يكون منحازا لوجهة نظره مع إعمال القواعد المهنية والأخلاقية، بمعنى أعطى للآخر نفس المجال والمساحة لإبداء حرية رأيه، فلا يمكن أن أجرى حوارا مع شخص مؤيد للتطبيع، وأنا ضد التطبيع، وأطالب أن أخفى وجهة نظرى، لكن على أن أعطى للآخر نفس المساحة لعرض وجهة نظره، لهذا نعم فالصحف الخاصة تعانى من بعض المشكلات، وهنا تكمن ميزة الصحافة الفقيرة والموجودة بجريدة صوت الأمة والدستور قبل الشراء، إن هناك فقرا لكن فى نفس الوقت توجد حرية أعلى.
◄◄هل تعتقد أن الصحف الخاصة سحبت من رصيد القومية ؟
- الصحف الخاصة لوأعطيتها الإمكانيات، يمكن أن تتجاوز توزيع الصحف القومية، خاصة بعد إقبال رجل الشارع على الصحف المستقلة وتصديقها، وأتوقع بعد شراء السيد البدوى جريدة الدستور، أن تصل لمستوى مؤسسة الأهرام، وصوت الأمة ستتحول قريبا لصحيفة يومية.
◄◄ هل تحاول الصحف القومية تقليد السياسة التحريرية للصحف الخاصة ؟
- نعم، وهوما يحدث الآن من محاولة تقليد الصحف القومية لمنهج روز اليوسف، أبومناهج الصحف الخاصة، فسياسة روزا قائمة على ثلاثة أشياء «تحطيم الممنوعات، واقتحام المناطق الشائكة، والجاذبية أوتقديم الخبر فى شكل وأسلوب جذاب»، ومع أنهم يطبقون هذا المنهج، مع ذلك تجدهم يعيبون فى منهج وأسلوب روز اليوسف.
◄◄ لماذا أصبحت الديمقراطية «ديمقراطية رجال أعمال»؟
- إذا كنت تقصدين منح الدولة الحرية لرجال الأعمال، لإنشاء قنوات خاصة، الآن انقلبت عليهم، وأكبر دليل تجربة رجل الأعمال أحمد بهجت وقناة دريم، فهو يدفع الآن الثمن، والصحف الخاصة أيضا يتم عقابها بشكل أوبآخر، ويتم الغضب على رجال الأعمال الذين يؤسسوها.
◄◄ هل تزاوج المال بالسلطة أفسد السياسة وأصبح يمثل خطرا على النظام ؟
- زواج المال بالسياسية يعتبر من أخطر ما يهدد مستقبل مصر الآن، فهى قضايا فساد، وهو ما حدث فى سقوط نواب كثيرين من الحزب، وما يحكم البلد الآن هو هذا الزواج الذى كنا نعتقده زواج متعة محدد المدة، لكن اكتشفنا أنه زواج كاثوليكى لا طلاق فيه.
◄◄ إلى أى مدى ساهمت الصحافة فى الحراك السياسى؟
- الصحافة كانت حتى وقت وجيز البديل الشرعى عن الأحزاب والحياة السياسية، ثم جاءت القنوات الخاصة، فأصبحت تلعب دور البديل عن الأحزاب والقوى السياسية، والناس ليس لها علاقة بالأحزاب، لذا أصبحت هى المشكل الأساسى لوعى الناس، صحيح بعض هذه البرامج يعتمد على الصحف والصحفيين، لكنها الآن تقود حركه الاحتجاج انطلاقا من جهد الصحافة الخاصة تحديدا.
◄◄ هل تعتقد أن الصحف القومية تروج للتوريث؟
- الصحف القومية تروج للنظام أولا وللتوريث ثانيا، فهى تعطى إيحاءات معينه للشارع المصرى، فعندما نجد صفحة كاملة بجريده الأهرام تحديدا لجمال مبارك وهو يصافح الغلابة، فهذا يعطى إيحاءات إضافية، فهذه الصفحات تؤكد وجود قضية التوريث، وبالتالى نعم، فهى تروج لتوريث الحكم.
◄◄ ماذا عن الصحف الخاصة ؟
- الصحف الخاصة تتحدى مشروع التوريث، وهى التى كشفت وفضحت هذا المشروع، وكشفت وفضحت مخططات النظام، وأعتقد أنها هى التى تبحث الإصلاح السياسى.
◄◄ كيف تنظر لظاهرة البرادعى؟
- البرادعى عقدنا عليه آمالا كبيرة، ثم تبخرت هذه الآمال، وللأسف الشديد أصر البرادعى على اللعب خارج الملعب، ومن يلعب خارج الملعب لن يسجل أى أهداف، كنا نتمنى أن ينزل داخل الملعب لإحراج النظام والضغط عليه، ولوكان مرشحا رئاسيا منافسا للرئيس مبارك، ونزل الشارع فى حملات انتخابية، كان سيهتز النظام والبلد، لكنه أصر على عدم خوض الانتخابات، وقرر عدم خوض انتخابات مزيفة ومعدة مسبقا كما يرى، ولكن أن يخوضها أفضل من عدم الخوض مطلقا، فالبرادعى لن يملك 6 سنوات أخرى بسبب عامل السن.
◄◄هل الصحف الخاصة هى التى صنعت ظاهرة البرادعى ؟
- البرادعى لم تصنعه الصحف الخاصة، بل صنعته أفكاره والرغبة فى التغيير، ووضوحه الشديد، فهو ظاهرة فى حد ذاته، لكن نظرية السلحفاة أوبطء الحركة هى التى قتلته، وجعلتنا نفقد بعض أحلامنا فيه، ولكننا مازلنا نصر أن يكون رئيسا بديلا ومرشحا حقيقيا للرئاسة.
◄◄ كيف ترى مستقبل الصحف الورقية فى ظل تطورات الصحافة الإلكترونية ؟
- الصحافة المكتوبة مهددة بلجوء عدد كبير من الصحفيين إلى القنوات الفضائية، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبا على الصحافة المكتوبة، فلن أنكر.. أنا أعمل بنصف جهدى للصحافة المكتوبة، والنصف الآخر للقنوات الفضائية، وزملائى إذا لم يعترفوا بذلك كاذبون، فهناك عملية نزوح جماعى من الصحفيين للقنوات، وأيضا الصحافة الإلكترونية لها دور كبير فى هذا الخطر، وأتوقع انهيار توزيع الصحف خلال مدة تتراوح مابين 10 و5 سنوات، فالصحف كانت توزع 2 مليون ونصف، الآن من يوزع 100 ألف يعتبر صاحب تجربة لا بأس بها، بل ويفخر بذلك.




