محمد على إبراهيم رئيس تحرير «الجمهورية»: هل المفروض على القارئ أن يتوضأ قبل أن يقرأ «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية»؟!

الخميس، 16 سبتمبر 2010 08:27 م
محمد على إبراهيم رئيس تحرير «الجمهورية»: هل المفروض على القارئ أن يتوضأ قبل أن يقرأ «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية»؟!
حوار - محمد قنديل - تصوير: محمود حفناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄الدولة لن تقدم على خصخصة الصحف لأن المجتمع يحتاج لصوت يبرز إنجازات الحكومة
◄◄لم نروّج لـ«التوريث».. وأكبر معارضى هذا المبدأ وقّع على حق جمال مبارك فى الترشح


قد يمتلكك الشعور بالاستفزاز عقب قراءة مقال محمد على إبراهيم، رئيس تحرير الجمهورية، وقد تصيبك الدهشة وأنت تسمع له من فرط كثرة الدفاع عن «الحكومة»، لكنك لن تمنع نفسك من الاعتراف بواقعيته الشديدة وهو يتناول أوضاع المؤسسات القومية من الداخل مقارنة بالمؤسسات الخاصة.

والحق أننى سعيت من جانبى لاستفزاز رئيس تحرير إحدى الصحف القومية الثلاث حتى سألنى بغضب شديد: هل المطلوب من القارئ أن يتوضأ قبل أن يقرأ الأهرام والأخبار والجمهورية؟.. ورغم أننى لم أجبه بالنفى على مسألة الوضوء، فقد تعامل مع بعض أسئلتى باعتبارها انطباعات «مستقلين» ولا تمثل رأيا عاما..

◄◄ فى رأيك لماذا كل هذا الخلاف الذى قد يصل أحيانا إلى حد الصراع المحتدم بين الصحف القومية وشقيقاتها المستقلة؟
- بالعكس ليس هناك أى خلاف أو صراع كما تقول، فهم زملاؤنا ونحن زملاؤهم، وما بيننا هو معايير الأخلاق المهنية القائمة على الاحترام المتبادل.

◄◄ لكن شواهد الصراع باتت مسجلة وموثقة على صفحات الجرائد على الجانبين، ويكفى أن يتهم رؤساء تحرير مؤسسات الصحف المستقلة الصحف القومية بتدنى المستوى المهنى وتراجع أرقام التوزيع على غرار ما أكده أكثر من مرة مجدى الجلاد رئيس تحرير المصرى اليوم؟
- دعنا أولا نسمى الأشياء بأسمائها، ذلك أنه لا يمكن أن نطلق مصطلح المؤسسة على الصحف الخاصة، والواحدة منها لا يتجاوز عدد الصحفيين العاملين بها المائة صحفى، كما أن أنشطتها الاقتصادية لا تتعدى إصدار الجريدة، ما يعنى أن مصطلح المؤسسة ينطبق بحق على الصحف القومية التى يتجاوز عدد العاملين بها من صحفيين ومهندسين وإداريين وعمال الآلاف، كما هو الحال فى مؤسسة دار التحرير التى تستوعب أكثر من 6 آلاف شخص، والأمر ذاته بالنسبة لباقى المؤسسات القومية.
ولأدلل على ذلك دعنى أقول إن رواتب العاملين بمؤسسة دار التحرير تتراوح سنويا بين 100 و150 مليون جنيه، فإلى جانب الإصدارات المتعددة التى تخرج عن المؤسسة، فلديها مطابع كبيرة وشركة للتوزيع ووكالة إعلان، وهو ما يشير إلى أن هذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات القوية تستهدف تحقيق أرباح الضخمة وفوائد مالية تمكنها من دفع رواتب وحوافز ومكافآت هذه الأعداد من العاملين بها، من خلال أنشطتها الاقتصادية المتعددة بدءا من الإعلانات، ومرورا بالتوزيع، وانتهاء بالطباعة للإصدارات الخاصة بها أو لغيرها من الإصدارات، ومن بينها الصحف الخاصة التى بحكم حجمها الاقتصادى لا يصبح تحقيق الأرباح الضخمة هدفا أساسيا لها، وإن كانت هذه الصحف - أى الخاصة - يعانى بعضها من تفاوت كبير بين أجور رؤساء التحرير والصحفيين العاملين بها إلى حد أن بعضها يعتبر تعيين الصحفى وتمكينه من الحصول على عضوية نقابة الصحفيين مِنّة من الصحيفة تسمح لإدارتها بتخفيض رواتب الصحفيين الشباب، وإن كانت هناك صحف أخرى تقدر متاعب المهنة وتدفع رواتب مجزية لصحفييها.

أما ما يبدو أنه صراع بيننا وبعض الصحف الخاصة، خصوصا تلك التى تحاول إطلاق شائعات وأكاذيب حول تراجع أرقام توزيع الصحف القومية، فمرد هذه الحقيقة هو أن أصحاب ورؤساء تحرير تلك الصحف قرروا إعلان الحرب الاقتصادية على الصحف القومية فى محاولة يائسة لسحب بساط الإعلانات من تحت أقدام المؤسسات الكبرى، بيد أن المعلنين يدركون حقيقة السوق، وأن الصحف القومية مازالت تتصدر قائمة أرقام التوزيع فى سوق قراءة الصحف بين المصريين.

◄◄ ألا تعتقد أن ما ذكرته بشأن تلك الآلاف من العاملين والموظفين بالمؤسسات القومية يعنى بمعنى أو بآخر أنها قد تمثل عبئا على كاهل هذه المؤسسات مما يضعف من كفاءة الإدارة، خاصة أن بعضها اعتمد مبدأ الأولوية لأبناء العاملين فى تعيين الصحفيين بغض النظر عن الكفاءة المهنية بخلاف عوامل الوساطة والمحسوبية مما جعل المؤسسات الصحفية القومية أشبه بشركات القطاع العام الخاسرة، حيث يتقاضى الصحفى رواتبه ومكافآته وأرباحه دون إنتاج ملحوظ؟!
- أعترف أن هذه أحد عيوب الصحافة القومية الجوهرية، هناك بالفعل كم لا يستهان به من العمالة الزائدة فى جميع التخصصات، لكنك لا تمتلك رفاهية الاستغناء عن صحفى أو موظف أو عامل، فيما تستطيع الصحف الخاصة التخلص من العمالة الزائدة وغير الكفء لأن لها رب عمل.

◄◄ هل يصبح الحديث هنا إذن عن إعادة هيكلة الصحف القومية ضرورة لا مفر منها لتصحيح هياكلها الإدارية والمالية؟
- المؤكد أن إعادة هيكلة المؤسسات القومية ضرورة لا مناص منها، وبالفعل يقوم أحد مكاتب الاستشارات العالمية فى هذا المجال بإعداد دراسات لإعادة هيكلة المؤسسات القومية الثلاث الكبرى «الأهرام»، «الأخبار»، «الجمهورية»، حيث أوكلت هذه المهمة لمكتب الاستشارى العالمى حازم حسن الذى انتهى بالفعل من الدراسة الخاصة بإعادة هيكلة الجمهورية وبصدد الانتهاء من الدراسة الخاصة بالأهرام.

◄◄ وماذا عن حديث خصخصة الصحف القومية فى هذا السياق؟
- منذ 9 سنوات وأنا أسمع هذا الحديث، لكننى أراه بلا ملامح محددة، ولا توجد تصورات واضحة بشأنه، ورأيى أن الدولة لن تقدم على مثل هذه الخطوة، خاصة أن المجتمع المصرى يحتاج إلى صوت عال يبرز جوانب التفاؤل لمستقبل البلد وحاضره، ويوضح الإنجازات التى تحققها الحكومة، فليس من المعقول أن تترك الساحة لصحف لا تروج إلا للسواد، ولا تبحث إلا عن أنفاق مظلمة لا نهاية لها.

◄◄ كلامك حول قيام الصحف القومية بإبراز إنجازات الحكومة يتقابل مباشرة مع انطباع عام لدى القراء بأن هذه الصحف فى واقع الأمر افتقدت صفة القومية لتصبح فقط صحفا حكومية ناطقة بلسان مجلس الوزراء، وهو الانطباع الذى يترجمه أرباب المهنة بمصطلح «صحفى الفاكس» الذى أضحى السمة السائدة للزملاء فى الصحف القومية؟
- حديثك مغلوط ولا أساس علميا له. هل قمت بإجراء استطلاع رأى أو قياس لاتجاهات القراء؟ ولو أن هذا الكلام صحيح فلماذا لم يهجر القراء الصحف القومية؟ وهل لديك أرقام حقيقية بشأن التوزيع؟ انظر إلى الصفحة الأولى من «الجمهورية»، هذه تقارير ومانشيتات حول نواب العلاج، وإليك الصفحة الأخيرة، ماذا يعنى كل هذا الهجوم على هؤلاء الوزراء؟!
ما تقوله مجرد انطباع يعبر عن موقفك الشخصى كونك صحفيا بجريدة «اليوم السابع» الصحيفة الخاصة، وطبيعى أن تتمسك بهذا الموقف، كما أنه من الطبيعى أيضا ومن حقى أن أتمسك برؤيتى كرئيس تحرير لصحيفة قومية.

◄◄ لكن الصحف المستقلة تتباهى بحيادها الدائم وعرضها لجميع وجهات النظر الحكومية وغير الحكومية ما عمل على زيادة توزيعها وتأثيرها، وفى المقابل تتراجع الصحف القومية يوما بعد يوم، وأنتم فيما يبدو تؤثرون السلامة ولا تردون ولو حتى بالكشف عن أرقام توزيعكم الحقيقية؟
- أكرر، هذا الحديث انطباعى وفيه جرأة على المصريين، ولا أعرف من أين جاءتك كل هذه الجرأة فى أن تتحدث بلسان كل المصريين، ولا أعتقد أنه من المفروض على رؤساء تحرير الصحف القومية أن يدخلوا فى «وصلة ردح» فى مواجهة رؤساء تحرير الصحف الخاصة، ثم لو أن ذلك كذلك لماذا لا تكشف هذه الصحف عن حقيقة أرقام توزيعها؟!
ولماذا تفترض أن يصدق القارئ أو أصدق أنا كل ما تدعيه حول توزيعها، وتشكك فى المقابل فيما أقوله أنا عن حقيقة أرقام توزيعى وحجم تأثيرى، إن من عجب العجاب أن تدعى فضائية أو صحيفة خاصة أنها تتحدث باسم كل المصريين، وتعبر بصدق عن آرائهم وتوجهاتهم جميعا، بينما كل واحدة منها تعبر عن مصالح محددة لمالكها، والواقع أن الوحيد الذى يمتلك حق الحديث باسم كل المصريين هو رئيس الجمهورية.

◄◄ إذن دعنى أسألك عما تفتقده الصحافة القومية من وجهة نظرك لتضطلع بكامل الدور المنوط بها؟
- أولا دعنى أرد سؤالك بسؤال: لماذا هذا الحديث فى الصحافة الخاصة عن الصحافة القومية كأنها صحافة إسرائيلية؟!، لماذا تتحدثون عنها كأنها رجس من عمل الشيطان على المواطن أن يتوضأ قبل أن يتصفح إحدى الصحف القومية، لو أن حديثكم صحيح عن تدهور أوضاع الصحف القومية فلماذا لم تلجأ إلى تسريح ما لديها من عمالة أو على الأقل تتخذ إجراءات تقشف.. لماذا هذه الصحف مازالت قادرة على صرف مكافآت خاصة بالأعياد ودخول المدارس ورمضان ومولد النبى.
هل تعرف أن «الجمهورية» تعتمد بشكل كامل فى مواردها المالية على ما تحققه من أرباح من الإعلانات والتوزيع، وأنها لا تكلف الدولة مليما واحدا، وأنها تقوم بصرف رواتب ومكافأت 900 صحفى يعملون فى إصدارتها إلى جانب آلاف العمال من الموظفين والمهندسين والإداريين، هل تعلم أن متوسط أجر الصحفى أو الموظف يتراوح بين 2000 و2500 جنيه، ومع ذلك كله أقر بأن الصحافة القومية تحتاج إلى مزيد من الجرأة فى التخلص من العمالة الزائدة، وأن تضع معايير جديدة تضمن دخول عناصر جديدة ذات كفاءة عالية، وهو الأمر الذى بدأ يتحقق فعليا فى مؤسسة دار التحرير.

◄◄ لكنكم قد تفوزون بنصيب الأسد من الإعلانات الحكومية، كما أن الحكومة بنفوذها السياسى تستطيع توجيه إعلانات القطاع الخاص للصحف التى تروج لإنجازاتها بطبيعة الحال؟
- هذه هى صحيفة الجمهورية، أمامك كل الإعلانات التى بها من القطاع الخاص، وليس بها إعلان حكومى واحد، وليس صحيحا من قريب أو بعيد ما تروجونه من دعاية غير صادقة بشأن دفع الحكومة بعض رجال الأعمال لتوجيه إعلاناتهم إلينا.
لكن فى المقابل، انظر كيف يتحكم رجال الأعمال فى الصحف الخاصة؟ إنهم يؤسسونها ثم يبيعونها لآخرين، ومن رابع المستحيلات أن يشترى رجل أعمال صحيفة قومية، ومن سابع المستحيلات أن يشترى الإخوان المسلمين الصحفيين فى الصحف القومية.

◄◄ ماذا تقصد بالإخوان فى هذا السياق؟
- شراء الإخوان للصحفيين فى الصحف الخاصة واضح جدا، ويبدو أن الجماعة المحظورة «شخللت جيبها» بعد رد الفعل الذى نتج عن عرض مسلسل «الجماعة» لدى الجمهور، حيث إنه كشف الجوانب الخفية لهذا التنظيم السرى للمشاهد العادى، وبعد «شخللة الجيب» نشطت بعض الصحف الخاصة لتقول إن المسلسل دعاية إيجابية للجماعة، أو أنه صيغ برؤية غير محايدة.

◄◄ إذا كان الإخوان كما تقول وعلى حد تعبيرك «شخللوا جيبهم» وقت اللزوم لشراء الصحفيين للترويج لأفكارهم وسياساتهم، فماذا عن دور الصحافة القومية للترويج لتوريث الحكم فى مصر للسيد جمال مبارك؟
- ماذا تعنى بالتوريث؟ ليس هناك ما يسمى بتوريث للحكم فى مصر.

◄◄ لكنه مصطلح صار معروفا فى الصحافة المصرية؟
- هذا كلام فاررغ وأنا ضد المصطلح، لأنه أسس على محض فرضيات مطلقة، وأنا لا أحب الإجابة عن مجرد فرضيات، لأنك بهذا تفترض أن الرئيس مبارك لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن السيد جمال مبارك حصل على إذن من والده للترشح، وأن الحزب الوطنى قرر تسميته كمرشح رئاسى، كلها فرضيات فى علم الغيب، لأن الواقع يؤكد أن الرئيس مبارك هو المرشح الفعلى حتى هذه اللحظة لانتخابات الرئاسة.
وحتى لو تم ترشيح السيد جمال مبارك فلن يكون ذلك توريثا لأنه سيتم عبر آليات الديمقراطية التى يحددها الدستور والقانون، ثم إن أكبر وأشهر من رفع شعار التوريث أقر بحق السيد جمال مبارك فى الترشح لانتخابات الرئاسة، وأعنى بالطبع الدكتور سعدالدين إبراهيم.

◄◄ لكنك لم تجبنى عن دور الصحف القومية فى الترويج للسيد جمال مبارك حتى لو كان ترشحه لانتخابات الرئاسة ليس توريثا؟
- حسنا كل ما تفعله الصحف القومية هو أن مندوب الصحيفة فى الحزب الوطنى يقوم بتغطية جولات السيد جمال مبارك الحزبية، ولا أعتقد أن هذه التغطية تخرج عن إطار العمل المهنى الذى يفترض تغطية الأحداث الهامة، وإعلام القارئ بكل ما يجرى، كما أننا لسنا وحدنا من يقوم بهذا الدور، الصحف الخاصة أيضا تقوم بتغطية هذه الجولات، ولماذا أذهب بعيدا صحيفتك «اليوم السابع» نفسها تقوم من خلال مندوبها فى الحزب الوطنى بتغطية جولات جمال مبارك.

◄◄ هذا صحيح لكننا وحسب معايير الحياد المهنى نقوم أيضا بتغطية جولات محمد البرادعى وأخبار غيره من الأسماء المرشحة لخوض انتخابات الرئاسة؟
- هل تسمى ما يفعله الدكتور محمد البرادعى من زيارات للموالد أو حضور لصلوات الجمعة فى المساجد جولات؟ إن كل ما يفعله مجرد شو استعراضى.

◄◄معايير الأخبار تقول إن ما يفعله البرادعى ليس استعراضا وإنما جولات حاشدة ومن ثم استحقت التغطية؟
- جولات حاشدة!! من أين أتيت بهذا الكلام، إن من شاركوا فى ما تسميها جولات لم يتجاوز عددهم بضع عشرات، إن استعراض البرادعى لا يرقى مهنيا لحد أن يصبح خبرا يستحق التغطية، والمؤكد أن أكبر عدد حشد وراء البرادعى لم يتجاوز الـ2000 شخص، الذين استقبلوه فى المطار عند عودته، ثم لماذا البرادعى بالذات لماذا لا تذكر أن أقل حشد حضر فى مؤتمرات محمود أباظة الانتخابية بلغ 5000 شخص، ووصل أحيانا إلى 10 آلاف من أنصاره ومؤيديه.
البرادعى لا يعدو كونه ظاهرة إعلامية صنعتموها أنتم فى الصحافة الخاصة ثم صدقتموها، لكنه بأى حال من الأحوال ليس ظاهرة سياسية أو شعبية، وانتبه جيدا إلى أن هذه الظاهرة الإعلامية لم تظهر إلا فى القاهرة، بينما اختفى تأثيرها تماما فى باقى أنحاء مصر.

◄◄ هل من المعقول أن يكون البرادعى كظاهرة مفتقدا لكل سمات السياسة ومن ثم يصبح تأثيره فقط بسبب الصحافة الخاصة؟
- ما خدم هذه الظاهرة الإعلامية فى واقع الأمر هو غياب شخصية معارضة قوية داخل صفوف المعارضة، ما ساعده على أن يبرز كشخصية سياسية على عكس حقيقيته، والتى أُصر على أنها مجرد ظاهرة إعلامية ولا أعتقد أن للحزب الوطنى ذنبا فى هذا.

◄◄ ألا ترى أن التنافس السياسى المفترض أن يكون فى الأساس بين الأحزاب والقوى السياسية المتصارعة صار فى واقع الأمر مجرد تطاحنات بين رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة، كل منهم يعبر عن تيار حتى أن رموز السياسة اختفوا من أدبيات هذا الصراع؟
- أعترف أن الصحافة فى مصر أضحت أقوى من الأحزاب، وهى التعبير الحقيقى عن تباينات القوى السياسية، وأرى أن ما يحدث ليس تطاحناً وإنما خلاف صحى فى وجهات النظر والرؤى السياسية.

◄◄ يتردد فى الأوسط الصحفية الحديث عن سعى بعض رموز النظام لإحداث تغييرات جوهرية لرؤساء تحرير بعض الصحف القومية واستبدالهم ربما برؤساء تحرير صحف خاصة نجحوا فى تجاربهم مهنياً؟
- على أى حال ليست لدى معلومات تؤكد ما تقول، وأنا شخصياً لم أكن أعلم بأنه سيتم اختيارى رئيساً لتحرير الجمهورية، ومع ذلك إذا رأت الدولة أن هناك نوعاً من القصور فى أداء بعض رؤساء تحرير الصحف القومية وقررت تغييرهم، فلمَ لا، بالعكس أن أرحب بمثل هذه التغييرات حتى لو طالتنى، بل دعنى أقول لك: لا مشكلة عندى حتى لو تم استبدال أحد رؤساء تحرير الصحف القومية برئيس تحرير من الصحف الخاصة؟

◄◄ كما فعلت الدولة مع أنور الهوارى وجاءت به رئيساً لتحرير الأهرام الاقتصادى بعد أن ترأس تحرير «المصرى اليوم» الخاصة و«الوفد» المعارضة؟!
- بالنسبة لأنور الهوارى تحديداً لا أرى أنه قد تحول من جانب المعارضة إلى جانب الحكومة، لكن وللإنصاف هاجم الهوارى أثناء رئاسته لتحرير «المصرى اليوم» و«الوفد» الحكومة بفظاعة، لكنه لم يهاجم الدولة ورمزها وهذا فارق كبير.

◄◄ تقصد الرئيس؟ لكن الدولة تعبير أشمل يضم الشعب والنظام والحكومة والرئيس معاً؟
- الهوارى على أية حال لم يهاجم رمز الدولة.

◄◄ وهل هذا ما مهد له الطريق ليكون رئيس تحرير لمجلة قومية؟
- ليس بهذا المعنى، موقفه لم يمهد له الطريق كما تقول، بل العكس تماماً، عموده فى الأهرام المسائى من أعنف الأعمدة.

◄◄ لكنه فى وقاع الأمر خصص عموده الذى أشرت إليه لمهاجمة الصحافة القومية؟
- أعتقد أن الهوارى يكتب عن الصحافة الخاصة انطلاقاً من تجربته السابقة، ولابد أن لديه رؤية نتجت عن تلك التجربة المعاشة، وهى التجربة التى لم أمر بها.




















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة