مجدى الدقاق رئيس تحرير «أكتوبر»: المؤسسات القومية ليست شركات منظفات صناعية حتى يتم بيعها

الخميس، 16 سبتمبر 2010 08:30 م
مجدى الدقاق رئيس تحرير «أكتوبر»: المؤسسات القومية ليست شركات منظفات صناعية حتى يتم بيعها
حوار - دانة الحديدى - تصوير: سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ لو خرج رئيس تحرير عن توجهات المالك فسيتم تغييره فوراً

أكد مجدى الدقاق، رئيس تحرير مجلة أكتوبر، أن الصحافة القومية الحقيقية هى من تعبر عن اتجاهات المجتمع المصرى كافة، مشددا على أنه لا توجد أى تدخلات حكومية فى تحرير الصحف التابعة لها، كما أقسم «بكل الأيمانات» انه لا يوجد توريث فى مصر، واعتبر أن البرادعى مجرد زوبعة تم استغلالها من قبل بعض التيارات السياسية، وطالب الدقاق الدولة بدعم الصحف الحزبية باعتبارها إحدى مؤسساتها.
◄◄ كيف ترى واقع الصحافة المصرية الآن؟
- الخريطة الصحفية الحالية بها حرية لم تشهدها مصر من قبل، وفى نفس الوقت بها تجاوزات لم تشهدها من قبل، كما أن الصحافة المصرية تتعرض لأخطار حقيقية تتعلق بالتقدم التكنولوجى وتطور وسائل الإعلام الأخرى كالفضائيات والإنترنت التى تأتى بالأخبار فى لحظة مثل «موقع اليوم السابع» الذى يعد نموذجا فى أنه أصبح مصدرا رئيسيا للأخبار ولتفاعل الصحافة مع القراء، مما يجعل هناك ضرورة لإعادة النظر فى طريقة الممارسة الصحفية والأداء الخبرى.

◄◄ ماذا تقصد بالتجاوزات التى لم تشهدها الصحافة من قبل؟
- التجاوزات التى تتم خرجت عن أصول المهنة بمعنى فبركة الخبر وحالة العداء غير المبررة بين الصحفيين وعدم الالتزام بميثاق الشرف الصحفى وعدم وجود احتضان للأجيال الجديدة، فكل هذا يمكن أن يعصف بالصحافة المصرية، مما يحتاج إلى وقفة من الصحفيين على اختلاف انتماءاتهم لاستعادة ثقة القارئ ومعرفة مستقبل المهنة.

◄◄ هل معنى ذلك أن وضع الصحافة الحالى يحمل من السلبيات أكثر من الإيجابيات؟
- بطبعى متفائل، فهناك حراس للمهنة يحاربون لحماية الصحافة من كل التدخلات، سواء كانت تدخلات حكومية أو اى سلطة دينية أو اجتماعية أو حزبية، فالصحفيون دائما ما يناضلون من أجل حرية الصحافة، فهم لن يسمحوا بأن تتزايد عيوب المهنة، لكن إذا لم نواجه هذه العيوب فسنجد أنفسنا من الماضى.

◄◄ ما الذى تفتقده الصحافة القومية؟
-الصحف القومية ينقصها شيئان وهما التطوير وحل مشكلة العمالة الزائدة، فمعظم الصحف القومية تعمل بنصف طاقتها، وهناك من ينتمى للصحف القومية لكنه يعمل فى جريدة أخرى، وفى نفس الوقت يحصل على راتبه وحوافزه كاملة من صحيفته القومية ثم يهاجمها فى النهاية، فالمسائل ليست «تكية».

◄◄ هل معنى ذلك أنه يمكن بيع بعض هذه المؤسسات؟
- المؤسسات القومية ليست شركات منظفات صناعية حتى يتم بيعها، ولكنها مؤسسات هدفها «الصناعة الفكرية»، لذلك يجب تطوير تلك المؤسسات، عن طريق إصدارات إلكترونية كما فعلت مؤسسة الأهرام، وبصفة عامة نفس المخاطر التى تعانى منها الصحافة القومية تنطبق على الحزبية والخاصة، فنحن نواجه خطر «الاختفاء» بسبب التطور التكنولوجى وابتعاد كثير من القراء عنا.

◄◄ كيف ترى الصحافة الخاصة، هل تتمتع بالاستقلال أم أنها مكبلة ببعض القيود؟
- الاستقلال الصحفى «وهم» ولا توجد صحافة مستقلة فى العالم كله، فحتى يتحقق الاستقلال كاملا يجب أن تكون هذه الصحف بعيدة عن الحكومة والأحزاب ورجال الدين ورجال الأعمال، فإذن ستصبح مستقلة فى الفضاء، والمؤكد أنها غير مستقلة عن أفكار ومصالح مالكها، ولو خرج رئيس تحرير عن توجهات المالك فسيتم تغييره، ومن جهة أخرى الصحف الخاصة لها مشاكلها الإدارية حين انه ليس لديها لوائح تحكمها وتنظم عمل الصحفيين بها.

◄◄ هل سحبت الصحف الخاصة من رصيد القومية؟
- لا أحد يسحب من رصيد أحد، لأن عدد القراء فى مصر حوالى 2 مليون قارئ، وأقصى عدد نسخ توزعه أى صحيفة من الصحف هو 500 ألف نسخة، والقراءة تتراجع فى مصر، فالمعركة الأساسية الآن هى استعادة القارئ خاصة مع انتشار مواقع الإنترنت والبرامج التلفزيونية التى تستعرض أهم ما جاء بالصحف.

◄◄ ماذا عن الصحف الحزبية هل لديها تأثير فى الشارع المصرى؟
- الصحف الحزبية هى صحافة مؤثرة فى الشارع المصرى، ربما تعانى من بعض المشاكل المالية لكنها تلعب دورا فى غاية الأهمية لاننا نحتاج للتعددية وعلى الدولة أن تدعمها لانها حزء من مؤسساته.

◄◄ هل يمكن أن تؤدى المواقع الالكترونية إلى اختفاء الصحف الورقية؟
- لا أعتقد أن الصحافة الإلكترونية ستؤدى إلى اختفاء الصحافة الورقية لانها من التراث الإنسانى، ويجب أن يوجد نوع من التنسيق بينهما، كما فعلت جريدة اليوم السابع التى أصدرت جريدة ورقية بجانب الموقع الإلكترونى.

◄◄ ما رأيك فى فكرة الثوريث؟
- التوريث وهم وغير صحيح، وأنا أقسم «بجميع الأيمانات» أنه لا يوجد توريث، فمصر نظام جمهورى ولها قانون ودستور لا أحد يملكها لكى يعطيها لمن يشاء، وهذه القضية أثيرت كنوع من النكاية السياسية و«الطبل والزمر« الذى ليس له معنى، وببساطة شديدة من يحكم مصر الآن هو الرئيس مبارك المنتخب من المصريين والذى سيقوم بأداء مهامه حتى نهاية ولايته، وإذا قرر خوض الانتخابات القادمة فلن يقف معه الحزب الوطنى فقط بل أغلبية الشعب المصرى، أما إذا قرر غير ذلك فهناك لوائح سيختار بها الوطنى مرشحه كما سيختار أى حزب آخر، المهم أن تأتى الانتخابات نزيهة.

◄◄ لكن الصحف القومية متهمة بالترويج لهذه الفكرة؟
- الذى يروج للتوريث بعض صحف المعارضة والخاصة وليست الصحف القومية.

◄◄ ماذا عن ظاهرة البرادعى؟
- البرادعى ليس ظاهرة، هو مواطن مصرى وعالم له كل الاحترام ونرفض الإساءة إليه، لكن يبدو أنه أتى فى زمن ليس زمنه وفى مجتمع لا يعرفه، وانا اول من قال إن جولاته هى جولات سياحية، خاصة أنه غاب عن مصر كثيرا، اما إذا أراد الترشح للانتخابات الرئاسية عليه أن يسرع بالانضمام إلى حزب من الأحزاب، أو ينزل مستقلا بعد ان يطرح برنامجه السياسى، خاصة أنه أحيانا يقول إنه ليبرالى وأحيانا يقول إنه علمانى وأحيانا أخرى يريد تطبيق الشريعة، وأعتقد أنه لا يتمتع بتأثير فى الشارع المصرى، فهو مجرد زوبعة استخدمها البعض فى الصراع السياسى داخل مصر.

◄◄هل الصحف الخاصة هى من جعلت من البرادعى ظاهرة؟
- بعض الصحف الخاصة والأمريكية هى من جعلت من البرادعى ظاهرة، فأول مرة يتحدث فيها عن الرئاسة كانت فى شبكة الـCNN، فهل هى صدفة ام هو مبعوث أحد، وهل صدق الرجل نفسه عندما التف حوله بعض بقايا الحركات السياسية ككفاية وغيرها أو أرادت بعض القوى السياسية استخدامه، فعليه أن يوضح لان الكرة فى ملعبه.




















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة