محمد حمدى

كلما رأيت ساركوزى.. ترحمت على شيراك

الخميس، 16 سبتمبر 2010 12:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما نظرت إلى الرئيس الفرنسى الحالى نيكولا ساركوزى تذكرت سلفه الرئيس السبق جاك شيراك، ورغم أن الاثنين ينتميان لحزب واحد، يصنف سياسياً باعتباره يمين الوسط فى الساحة السياسية الفرنسية، لكن شيراك الذى أمضى عمراً طويلاً فى ممارسة العمل السياسى والعام، كعمدة لباريس ورئيساً للوزراء ثم رئيساً لفرنسا، عرف كيف يميز نفسه وحزبه جيداً عن أقصى اليمين المتطرف، الذى يبدو ساركوزى يتجه إليه أكثر.. فأكثر.

فى العالم العربى لا نزال نحتفظ فى مخيلتنا بعدة صور ومواقف لشيراك، منها اشتباكه بالأيدى مع الجنود الإسرائيليين خلال زيارة له للضفة الغربية، حين أراد الأمن الإسرائيلى المرافق له منعه من الاقتراب من المواطنين الفلسطينين والتحاور معهم، فاشتبك معهم شيراك فى مشهد لا يزال عالقاً فى الذاكرة.

الموقف الثانى الذى سيظل فى التاريخ، هو مناهضته للحرب على العراق، ووقوف فرنسا وألمانيا وقفة قوية فى مجلس الأمن ضد إصدار قرار من مجلس الأمن يتيح لأمريكا ضرب العراق عام 2003، ورغم أنه يمكن تفسير الموقف الفرنسى الألمانى فى ضوء الصراع بين أوروبا وأمريكا فى ذلك الوقت على أنه صراع على المصالح والنفوذ أكثر من اختلاف فى المبادئ، لكنه موقف سيظل فى الذاكرة العربية.

شخصياً أيضاً لا أنسى التدخل الفرنسى السريع خلال الأزمة الصحية الطارئة التى أودت بحياة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، واتخاذ قرار سريع بنقله إلى باريس، صحيح أنه لم يكشف رسمياً حتى الآن عن أسباب وفاة عرفات، لكن شيراك كان إلى جواره فى لحظاته الأخيرة، وحرص على تشييع جثمانه فى جنازة رسمية فى مطار شارل ديجول بباريس.

وحين تجرى المقارنة بين ساركوزى وشيراك، لابد وأن تقفز إلى الذاكرة أن فرنسا فى عهد ساركوزى هى أول بلد فى العالم تصدر قانوناً يمنع تغطية الوجه فى الشوارع، ورغم أننى لست من مؤيدى ارتداء النقاب فى المصالح العامة والمدارس والجامعات، لكن القانون الذى صدر فى فرنسا عدوان على حقوق الإنسان، ستنظره محكمة المحكمة الأوروبية قريباً وقد تصدر حكماً بإلغائه.

الحزب الحاكم فى فرنسا فى عهد ساركوزى، يتبنى أجندات يمينية متعصبة، ضد الأجانب وضد الفرنسيين الذين لا ينتمون لأصول فرنسية، وصلت حدته إلى ترحيل جماعى لنحو 1600 من الغجر الأوروبيين خارج الأراضى الفرنسية، وهو أيضاً ما يعد مخالفة صريحة لحقوق الإنسان، وقالت المفوضة الأوروبية لحقوق الإنسان إنها ستلجأ إلى المحكمة الأوربية لإدانته.

فرنسا ساركوزى ليست أكثر يمينية فقط، ولا أكثر تعصباً أيضاً، إنما غارقة أيضاً فى الفضائح السياسية، واختراقات عديدة من رأس السلطة للقوانين، وفضائح جنسية، ومغامرات عاطفية للمسئولين.. تجعل قطاعات واسعة من الشعب الفرنسى، وليس فقط أنا المراقب من بعيد، نترحم على أيام جاك شيراك.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة