حذر علماء الكبد فى مصر من تحور سلالة فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى سى نتيجة استخدام أدوية مستحدثة لعلاج مرضى الفيروس سى، لم يثبت فعاليتها أو الآثار الجانبية التى يمكن أن تحدثها للمرضى نتيجة عدم تطبيق البروتوكولات العلمية الصحية للاعتماد وتسجيل الأدوية المستحدثة والتى أقرتها منظمة الصحة العالمية.
ومن جانبه، قال الدكتور حلمى أباظة أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة الإسكندرية ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الكبد والجهاز الهضمى فى المؤتمر الدولى للجمعية حول تطور علاج الطراز الجينى الرابع من الالتهاب الكبدى سى المزمن والذى انعقد فى مدينة الإسكندرية على مدار ثلاثة أيام، إن وزارة الصحة تعمم استخدام عقار جديد لعلاج فيروس سى على مرضى التأمين الصحى قبل إجراء دراسات مقارنة تثبت فعاليته وأمان استخدامه وهو ما يهدد بتحور جينى للفيروس يغير من شكله الحالى فنجد أنفسنا أمام فيروس جديد لا نستطيع التعامل معه طبيا.
لافتا خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد على هامش المؤتمر السنوى للجمعية إلى أن استعمال أدوية جديدة غير معتمدة عالميا قد يؤدى إلى ظهور جيل جديد من الفيروسات التى يصعب السيطرة عليها فى المستقبل.
فى المقابل انتقد الدكتور يحيى الشاذلى أستاذ أمراض الجهاز الهضمى والكبد بجامعة الإسكندرية الهيئة العامة للتأمين الصحى لاستخدامها بدائل للإنترفيرون المعتمد عالميا وأخرى رخيصة الثمن لم تثبت فعاليتها أو تعمد فى أى دولة من دول العالم، مشيرا إلى أن الفترة القادمة ابتداء من عام 2011 وحتى عام 2020 ستشهد أعلى معدلات للإصابة بسرطان وأورام الكبد فى مصر متوقعا إصابة 14% من إجمالى المصابين بالالتهاب الكبدى الوبائى سى بأورام الكبد خلال تلك الفترة مقارنة بـ3 % عالميا.
وتساءل "الشاذلى" عن سبب تمسك هيئة التأمين الصحى بالدواء المستحدث على الرغم من أنه لازال فى طور التجربة فى الوقت الذى خفضت فيه الشركات المصنعة للإنترفيرون المعتمد دوليا سعره فى مصر من 1400 جنيه للحقنة الواحدة إلى 380 جنيها فقط، فى حين يصل سعر الدواء المستحدث إلى 280 جنيها فقط، متسائلا لمصلحة من يتم التضحية بصحة المريض المصرى فى التأمين الصحى والذى يعتبر ممولا للخدمة الصحية المقدمة له، قائلا إن ما يحدث لمرضى التأمين الصحى يعتبر جريمة فى حق الشعب والعلم معا.
فيما أكد الدكتور يسرى طاهر أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة الإسكندرية أنه وفقا لجميع بروتوكولات تجربة الدواء العالمية يجب التأكد من صحة الدواء قبل البدء فى إعطائه وتعميمه على المرضى، وهذا ما لم يحدث مع عقار الإنترفيرون المستحدث والذى تم تعميم استخدامه لعلاج المرضى كعقار معتمد دون الانتهاء من الدراسة المقارنة لآثاره الجانبية حتى الآن.
ويعد هذا المؤتمر هو الثانى عشر للجمعية ويحضره 650 طبيبا متخصصا فى أمراض الكبد والجهاز الهضمى، بالإضافة إلى مجموعة من الخبراء الدوليين المتخصصين فى علاج أمراض الكبد بعدد من الدول فى مقدمتها إيطاليا وفرنسا وإنجلترا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة