المعارضة كلمة تداعب آذاننا بين الحين والآخر، تهدأ عن الطنين تارة وتنشط مفعمة بالنشاط والحراك تارة أخرى.
ويتساءل رجل الشارع البسيط، ما هى المعارضة؟ ومن هم؟ هل كل من يرفع صوته مطالبا بالحق معارضا؟ هل كل من يعترض على ظلم وقع عليه يوما معارضا؟ هل كل من شارك فى كشف الستار عن أى فساد معارضا؟.
المعارضة السياسية بشكل عام هى مخالفة الرأى السائد ومعارضة النظام الحاكم، وتتعدد أشكال هذه المعارضة فمنها المعارضة الشرعية وهى ما ترضى عنه الدول وتسمح به الدول المطبقة للنظام الديمقراطى ومنها غير الشرعى وهو الخارج عن القانون الذى لا يحمل الصفة القانونية والتنظيمات السرية.
وكما تتعدد أشكال المعارضة وتتعدد نشاطاتها أيضا، فمنها من يمارس العمل السياسى السلمى ومنها من يلجأ للنضال المسلح الذى قد يصل إلى حد الحروب الأهليه كما فى بعض الدول.
وتتوزع الخريطة السياسية فى مصر بين 24 حزبا سياسيا منها النشط وبعضها مجمد بسبب بعض النزاعات الداخلية كالتنازع على رئاسة الحزب مثلا ومنها الأحزاب التاريخية التى لها علامة فى الحياة السياسية فيما مضى كالوفد والتجمع والناصرى ومنها الوليد الذى ما زال يخطو خطواته الأولى على أرض الشارع السياسى، ومنها من له الوجود الأكبر والتأثير الأقوى فى الشارع المصرى وفى كل مكان ولكن غير معترف به من الدولة كالإخوان المسلمين.
فى حين ظهرت مؤخرا بعض الحركات السياسية والحركات الشبابية التى تنادى بتعديلات دستورية وتطبيق أقوى للديمقراطية أبرزها حركات 6 أبريل وكفاية والجمعية الوطنية للتغيير التى يرأسها الدكتور محمد البرادعى ومصريات من أجل التغيير وغيرها وغيرها من الحركات التى يقودها بعض النشطاء السياسيون.
ومن ناحية أخرى ظهر شكل جديد للمعارضة فى الآونة الأخيرة معارضة خرجت من رحم الشارع المصرى هؤلاء المعتصمين فى كل يوم فى شوارع مصر وأمام أعين الجميع مطالبين بحقوقهم ورفع الظلم عنهم مطالبين بأبسط حق لمواطن فى الحياة ألا وهو أن يسمعه أحد.
والسؤال هنا، هل حقا يوجد فى مصر معارضة حقيقية؟ هل يوجد بين هذه الأحزاب والحركات التى تظهر فى كل يوم من فى أجندته برنامج قادر على تغيير الحياة السياسية فى مصر؟ هل منهم من يتفاعل مع نبض الجماهير فى الشوارع؟ هل منهم من يستطيع التأثير فى الناس وتغيير اتجاهاتهم؟
هل منهم من يستطيع منافسة الحزب الوطنى فرض بعض القيود على قراراته؟
هل حقا لهذه الأحزاب والحركات وجود حقيقى فعال أم أنها مجرد معارضة افتراضية يقتصر نشاطها على صفحات الإنترنت والفيس بوك؟
هل لهذه المعارضة صوت أم أنها مجرد صدى لصوت الحزب الحاكم وخيال ظل له؟ هل لها حقا مكان فى الصورة السياسية أم أنها مجرد خلفية لتجميل الصورة؟
وكيف لنا أن نعترف بوجود معارضة حقيقية فى مصر بعد أن حصد الحزب الوطنى عدد 80 مقعدا من عدد 88 مقعدا فى انتخابات الشورى الأخيرة فى حين اكتفى كل حزب بالتمثيل المشرف بمقعد واحد وكأنهم ضيوف شرف للمجلس بينما لم تحصل الإخوان المسلمين التى سبق حصولها على 88 مقعدا فى انتخابات الشعب السابقة على مقعد واحد فى الشورى تطبيقا لمبدأ ( لا إخوانى بعد اليوم).
ولذلك أسألكم جميعا هل تأملون أن يأتى يوم نحظى فيه بمعارضة حقيقية لها التأثير الجاد فى الشارع السياسى أم أن ذلك قاصر على دول جزر القمر فقط؟.
عبير حجازى تكتب: هل يوجد فى مصر معارضة حقيقية؟
الخميس، 16 سبتمبر 2010 09:25 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة