حمدى رزق رئيس تحرير «المصور»:الصحف المستقلة اخترعت قضية «التوريث» وخاضت فيها.. ولو لم تجد جمال مبارك لاخترعته

الخميس، 16 سبتمبر 2010 08:29 م
حمدى رزق رئيس تحرير «المصور»:الصحف المستقلة اخترعت قضية «التوريث» وخاضت فيها.. ولو لم تجد جمال مبارك لاخترعته
حوار - أحمد مصطفى - تصوير: أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ لا توجد استقلالية فى القرار التحريرى ومن يدعى ذلك فهو ملاك ولا توجد ملائكة فى الصحافة
◄◄ أنا ضد نشر صور أسرة البرادعى لأنها جزء من حرية الرجل الشخصية


يرى أننا نعيش فى عصر صحافة الدليفرى وأن أى جريدة لا يوجد بها سوى 6 أخبار عن الإخوان، والقضاء، وأيمن نور، وجمعية التغيير، والبرادعى، وائتلاف الأحزاب.. ومثل هذه الأخبار تصل إلى الصحيفة فى مقرها ولو انفردت إحدى الصحف بخبر عن الأخرى جميع الصحف ستنشره فى اليوم التالى فغاب السبق الصحفى وضاعت معايير المهنة..هذا هو رأى حمدى رزق رئيس تحرير «المصور» فى أحوال الصحافة المصرية التى نتناولها فى سياق الحوار التالى:

◄◄ ما رأيك فى واقع الصحافة المصرية؟
- واقع الصحافة المصرية الآن لا يرضينى لغلبة السياسة على المهنية، بمعنى أن المهنة تتضاءل والسياسية تتوغل، وأصبحنا نرى صحافة السياسة وليست صحافة مهنية، واختفى التحقيق الجيد، والخبر المكتمل العناصر، والحوار المتكامل، وأصبحنا أمام حوارات مقصوصة، وأنصاف أخبار، وأرباع تحقيقات، وأصبحنا نعيش أمام مجموعة من الشائعات أكثر من المعلومات، والمؤسف أن الصحفى تخلى عن دوره وأصبح سياسيا، وبعض رؤساء التحرير تحولوا لسياسيين أكثر من كونهم كتابا، ولذلك لدينا نقص فادح فى مهنية الصحافة، والدليل أننا تمر علينا أيام دون أن نجد انفرادا صحفيا واحدا أو تحقيقا صحفيا بالمعنى الحقيقى أو حوارا صحفيا يثير ضجيجا نتيجة التساؤلات التى طرحت فيه، وأصبحنا أمام حالة صحفية سياسية أكثر من كونها حالة صحفية مهنية.

◄◄هل انعكست هذه الحالة بالسلب على الصحفيين؟
- طبعا والدليل على ذلك كثرة عدد القضايا التى يتم تحريكها ضد الصحفيين نظرا لأن المعلومات تأتى منقوصة ومبتورة، وبالتالى يجد المصدر فرصته الكاملة فى أن يرفع قضية على الصحفى لنقص المعلومات والوثائق، وأظن أيضا أن من أسباب ضياع المهنية هو اتجاه عدد كبير من الصحفيين ذوى الخبرة إلى الفضائيات بحثا عن الشهرة والمال، والقنوات التليفزيونية استفادت من الصحفيين، لأنهم أصحاب كلمة مسموعة، واستطاعوا أن يوفروا للقنوات الذيوع والشهرة، ولكن الخاسر الوحيد هو المهنة، لأنه عندما يتحول رئيس التحرير إلى مقدم برامج تتأثر المهنة بشكل سلبى، والفضائيات جنت على الصحافة، فضلا عن أن الجيل الجديد من الصحفيين متلهف جدا ومتسرع للشهرة ويبحث عن المال.

◄◄ هل تأثرت المدارس الصحفية الكبرى؟
- الورش الصحفية اختفت من المؤسسات الصحفية، وغاب التدرج الطبيعى للصحافة، حيث يبدأ الصحفى مخبرا صحفيا، ويتدرج لكاتب تقرير صحفى جيد، ثم يرتقى تدريجيا، وسبق أن أخرجت ورشة «روز اليوسف» الصحفية أيام عادل حمودة 8 رؤساء تحرير، وصدرت رؤساء تحرير للخارج، لكننا الآن أصبحنا نجد عناوين مقرفة فى الجرائد، ولو استخدمنا الكروت الحمراء فسيخرج كثيرون من المهنة، وكثرة عدد القضايا مؤشر ضخم على هبوط المهنة، ومن يتصدى للكتابة عنها يكون على نفس مستواها، وأصبحنا أمام ما يعرف بـ«عصابة الديسك الأسود» والخلاصة أن حال الصحافة اليوم ليس بخير.

◄◄ كيف ترى التغيير الذى حدث فى الصحافة المصرية بعد ظهور الصحف المستقلة؟
- ظهور صحف جديدة يعنى ظهور مصانع صحفية جديدة وفرص لوجود رؤساء تحرير ومديرى تحرير وسكرتارية تحرير، وأصبح من يضيق صدره بالصحافة القومية أمامه الصحافة الخاصة، والحقيقة أن الصحف الخاصة خلقت بيئة مواتية، ولكننا لم نحصل على ثمارها وخلقت مناخا لكوادر جديدة، لكن غياب الورش الصحفية بهذه الصحف جعل من تطورها أمرا صعبا، وأصبح من الصعب مثلا أن تتجاهل الأهرام خبر مظاهرة، لأنها تعرف أن صحيفة «المصرى اليوم» ستنشره، لم يكن أحد يتخيل أن يأتى خبر رياضى صفحة أولى فى الأهرام.

◄◄ هل تعتقد أن الصحافة الإلكترونية ستؤثر على المطبوعة؟
- الصحافة الخاصة دخلت العالم الإلكترونى لتنافس الصحافة القومية وأظن أن موقع «اليوم السابع» من المواقع المهمة التى ينقل عنها العديد من الأخبار.

◄◄كيف تقيم تجربتك مع «المصرى اليوم»؟
- أنا كنت رئيس تحرير عمود فصل الخطاب وومحرره الأوحد، ومجدى الجلاد كان يتحدث معى فى كل شىء إلا فى موضوع عمود فصل الخطاب، وأذكر أن أحد الوزراء تدخل ذات مرة لمنع نشر العمود وكان واضحا أن ذلك يمثل مشكلة للوزير، لكنه لم يتمكن ونشر العمود واستشاط الوزير غضبا.

◄◄هل الصحافة الخاصة مستقلة فعلا؟
- لا توجد استقلالية كاملة فى الصحافة لكن الجورنال عليه متطلبات وهناك شبكة ضغوط على الصحف، وأى رئيس تحرير لا يستطيع أن يبتعد عن الضغوط، ورئيس التحرير الذكى هو الذى يفصل بين الصداقات والأعمال.

◄◄ فى رأيك هل تخلصت الصحافة المصرية من ضغوط المعلنين؟
- إذا كان أمام رئيس التحرير صفحة إعلانات وصفحة تحقيق رائعة فسيختار الإعلان ليضمن أن المحررين سيحصلون على رواتبهم فى الصباح، وإن كان رئيس التحرير مطالبا بأن يحدث التوازن بين المادة الخبرية والمادة الإعلانية ومفيش جورنال يخرج إلى السوق إلا وعليه ضغوط، ولو خرجت مطبوعة دون انحيازات فلن تبيع، والصحافة فى مجملها مجموعة انحيازات من بداية اختيار فكرة موضوع المناقشة، ثم تنفيذ الموضوع بطريقة معينة من خلال مصادر معينة دون الأخرى، الانحياز الثالث عند اختيار عنوان معين، والرابع هو موضوع مقدمة معينة، وفى النهاية الانحيازات موجودة باستمرار، وفكرة الاستقلال غير موجودة بالمرة لأن الملائكة لا تحرر الصحافة، وليس كل من يحررون الصحافة شياطين، ولا توجد استقلالية فى القرار التحريرى، ومن يدعى ذلك فهو ملاك ولا توجد ملائكة فى الصحافة.

◄◄ ما رأيك فى العلاقة بين الصحافة القومية والصحافة المستقلة؟
- العلاقة شديدة السوء وتسودها حالة من التربص، وفى بعض الأحيان الصحافة الخاصة تضع رؤساء التحرير فى سلة واحدة، ويخصصون بعض الصفحات للنيل من بعض رؤساء تحرير الصحف القومية، والتشكيك فى ضمائرهم، والحط من قدراتهم، وكأن الصحافة القومية هدف للتنشين عليه، ويتهمون الصحف القومية بأنها صحافة أمنية، وهذا مخطط لهدمها لصالح الصحافة الخاصة، ويقوم بهذا الأمر نفر معينون مطرودون من الصحافة القومية، ومطاريد الصحافة القومية هم من يهيلون التراب عليها، ومن بدأ بالهجوم هى الصحافة الخاصة والمستفيد هى الصحافة الخاصة، الأمر الذى استفز البعض من الصحافة القومية لرد الصاع صاعين.

◄◄ هناك اتهام بأن «المصور» تتعرض للملاحقة القضائية بسبب أخطاء مهنية منذ أن توليت رئاسة تحريرها؟
- منذ أن توليت رئاسة تحرير «المصور» رفع علينا 27 قضية وكسبنا كل القضايا، وكان من بينها قضيتان ضد الإخوان المسلمين، وأعتقد أن اللغة تتسع لتقول ما تريد، لكن مشكلة الصحافة المصرية تتلخص فى أنه لا يوجد بها إعداد للصحفيين.

◄◄ هل توافق على نشر الصور الشخصية لأسرة البرادعى؟
- أنا ضد نشر صور أسرة البرادعى لأنها جزء من حرية الرجل الشخصية والقيم السياسية بين السياسيين لا يجب أن يتدخل فيها أحد، لكن الموضوع يختلط من الناحية المهنية بين ما هو عام وما هو خاص.

◄◄هل تتلقى اتصالات من أحد للتأثير على السياسية التحريرية؟
- أنا لست عضوا فى الحزب الوطنى، ولست عضوا فى أمانة السياسات، وراتبى 3900 كرئيس تحرير مجلة «المصور»، ومنذ أن جلست على الكرسى لم أتلق اتصالا حول السياسة التحريرية، وبنكتب على سجيتنا وحريتنا، وأتساءل فين الخطوط الحمراء التى نسير عليها، نمشى بعقل العصفور حينما نرى مصلحة المؤسسة نسير عليها، وأظن أن مصلحة الصحفى مع الشارع.

◄◄ هل الصحافة الخاصة تختلق موضوعات معينة؟
- الصحافة القومية تتحدد أجندتها وفق آليات العمل الوطنى، نفترض مثلا أن أمين السياسات ذهب لافتتاح بصفته الحزبية ستتعامل الصحافة الخاصة مع الخبر باعتباره جزءا من سيناريو التوريث، وعندما ذهب الرجل إلى واشنطن، قالوا إنه ذهب كى يلتقى نتنياهو قبل انتخابات الرئاسة، والغريب أن الصحافة الخاصة تجرى وراء موضوعات بعينها وتبرزها، وهى التى اخترعت قضية التوريث وخاضت فيها، وأظن أنهم لو لم يجدوا جمال مبارك لاخترعوا جمال مبارك، والحقيقة أنهم ليسوا فى قامة القامة، وهم بيبحثون عن قامة أخرى يتصارعون معها، لأنهم لم يقدروا على مبارك، فليس لهم تاريخه ولا أداؤه.. رجل خاض الحرب من النكسة إلى الانتصار، وهو صاحب أول ضربة جوية وشريف محترم وطنى ويتولى رئاسة الجمهورية منذ ربع قرن والبلد يعيش فى أمان بدون مغامرات بره ولا جوه.

◄◄ ما رأيك فى ردود الفعل التى صاحبت توقيع سعد الدين إبراهيم على بيان دعم ترشيح جمال مبارك للرئاسة؟
- ما حدث أمر غريب للغاية فبعد توقيع سعدالدين إبراهيم تباينت ردود الفعل، والغريب أنه عندما وقع سعدالدين إبراهيم على بيان الجمعية الوطنية للتغيير قالوا إنه جيد ولسان المعارضة، وعندما وقع على بيان دعم ترشيح جمال مبارك أصبح غير ديمقراطى، وغير ليبرالى، وكأن الطريق للجنة يمر من خلال البرادعى، والطريق إلى جهنم يمر من خلال جمال مبارك، على الرغم من أن سعدالدين هو كبيرهم الذى علمهم السحر، وأحسب أنه كان يعلم أن السحر سينقلب عليه فى أى لحظة، وهو المعلم الكبير الذى غير موقفه وغير القِبلة دون أن يعلمهم، والحقيقة أن سعد الدين يضلِل ولا يضلَل، هورجل عاركته الأنظمة، وهو يؤثر على الأنظمة الأمريكية، وسعد عارف بيعمل إيه، والكردى لا يملك أن يضلل سعد.




















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة