◄◄ الصحف الخاصة تروّج لـ «التوريث» و«القومية» تحتفى بجمال لأنه ابن الرئيس
◄◄ أُشجّع الاحتراف الصحفى المحترم وليس على طريقة «جدو» الواطية
كعادته، يطلق إبراهيم عيسى قذائفه المدوية، موهبته الصحفية «الخطيرة» تجعله يسهل عليك من مهمة اختيار العناوين، تحدث إلىّ اليوم السابع دون أن يضع لنفسه سقفا ولا خطوطا حمراء، اشتبك مع زملائه فى المهنة، قال رأيه عن «قناعة» فى صحيفة الدستور التى يرأس تحريرها، وعن واقع الصحافة القومية والخاصة، وعن مستقبل مصر السياسى، وعن الرئيس مبارك وجمال والبرادعى وغيرهما، كل ذلك وأكثر فى السطور التالية..
◄◄ كيف ترى واقع الصحافة المصرية ؟
- إحنا عندنا صحافة منقطعة الصلة عن الصحافة الحقيقية وعندنا صحافة بتحاول تكون صحافة حقيقية، وعندنا صحافة موجودة وناجحة و مالهاش أى علاقة بالحقيقية ولا بالوهمية، ودى حاجة نموذج لعشوائية الواقع، إحنا عندنا الصحافة الرسمية بتتحرك فى نفس المكان، حتى نموها العقارى والمادى والاقتصادى قل وأصبح محدودا.
◄◄ أيهما يُحتمل اختفاؤه وانتهاؤه، الصحف القومية أم الخاصة؟
- الصحافة مش هتنتهى فى مصر، هتبقى حتى تفنى الأرض ومن عليها، الصحافة الورقية زى الحلاّق لن تختفى، شوف إنت الحلاق لم يختف من 3 آلاف سنة.
◄◄وماذا عن تأثير الصحف القومية؟
- غير مؤثرة، يوجد توزيع لكن بدون تأثير ودلائل ذلك كثيرة، مثل حملات الخصومة التى دشنت ضد الإخوان المسلمين فانتهى بهم الأمر إلى أنهم حصلوا على 20% من مقاعد البرلمان، والحملات التى تم شنها ضد أيمن نور فانتهى به المطاف إلى أنه أصبح الوصيف فى انتخابات الرئاسة 2005، والحملات التى قادوها ضد البرادعى فانتهى به الحال إلى الحصول على 800 ألف توقيع.
◄◄ معنى ذلك أن الصحف القومية لم تعد تقود الرأى العام أو تطرح قضايا صحفية مؤثرة فى الشارع؟
- طبعا، لأن الصحف الخاصة الآن هى التى تطرح القضايا، والشارع كله يتحدث عما تحدده الصحف الخاصة، وظهيرها القنوات الفضائية.
◄◄ هل الصحف الخاصة تتمتع بالاستقلال التام؟
- لا توجد صحيفة خاصة تتمتع بالاستقلال التام، و«مفيش حاجة اسمها صحافة مستقلة، لأن الصحافة خاصة مش مستقلة»، كل صحيفة لها قدرتها على الحركة ولها أجندتها ومشروعها.
◄◄ حتى صحيفة الدستور؟
- أزعم أن الدستور هى الصحيفة الوحيدة المستقلة، لكن فى الآخر مفيش جريدة مستقلة خالصة لأن لها ملاكا وحسابات ومصالح، لكن لما تزيد الحسابات والمصالح هيصبح جورنال واجهة لرجال أعمال و هيبقى جورنال غسيل أموال، وعميل نائم هيعوزوه فى وقت، وده موضوع عام.
◄◄ هل هناك بعض القيود التى تكبل حرية الصحافة الخاصة؟
- طبيعى، لأن فيه عندك 35 مادة فى القانون بتسجن الصحفى.
◄◄ لكن ماذا عن القيود المتعلقة بالتوازنات؟
- أكيد فيه قيود بتتعلق بالملاك والتوازنات، يعنى لو مثلا مالك الجريدة عنده شركات عقارات فهيكون طبيعى إنه يبقى عنده مشكلة لو خبّط فى وزير الإسكان.
◄◄ ما أجندة الدستور؟
- أجندة الدستور أنها صحيفة حرة على يسار المجتمع، ليبرالية، بلا مصالح، صحيفة ليست مرتبطة بمصالح مع «أى حد فى الدنيا»، وأجندتها الحقيقية هى تغيير الواقع المصرى عبر تنويره.
◄◄ ما الذى تراه خارجاً على أجندة الدستور ؟
- دعم مرشح رئاسى بدون انتخابات حرة مش من أجندتنا أننا نبنى علاقات مع وزير البترول مثلا علشان عندنا صفقات غاز، ولا توجد أجندة مصالح تعمل فى إطارها الدستور، لكن توجد أجندة أفكار، والصحف الأخرى لها أجندة أفكار بطبيعة الحال تخدم مصالحها.
◄◄ هناك بعض الآراء التى ترى فى الدستور أنها تقدم صحافة »رأى» وأنها ليست مهنية، وأنها تنقل السواد فقط؟
- ما تقول لى إيه هو الجانب الأبيض كده، فيه كلام كتير بيتقال فى مصر مش مدروس وعشوائى وفارغ وتافه ولا يصمد أمام أى منطق وبيتقال كتير أوى ويبدو كأنه حقيقى، والعقل المصرى مش مجتهد بل مقلّد وتابع وببغائى. وأنا مش مسؤول إنى أرد على أصحاب الأفكار النمطية لأن الجورنال بيرد على دا ببساطة لأنه جورنال حيوى يومى بيغطى الأحداث والأخبار، ويقدم وجهة نظر الحكومة ووجهة نظر الأحزاب الأخرى والتيارات السياسية كلها، لكن كل جورنال له زوايا فى التناول. وبعدين إنت بتتكلم عن الجورنال الوحيد اللى بيضحك المصريين، فمعنى أنك تقول عليه جورنال سوداوى، لأنه الجورنال الوحيد اللى مهتم بالكاريكاتير والنكتة والعامية.. إحنا الصحيفة الوحيدة اللى أعادت فن الكاريكاتير للصحف فى مصر، إحنا جبناه من التُّرَب، أتينا به وقد أوشكوا على دفنه، إحنا أحيينا هذا الفن وأصبح مطلوبا فى صحف أخرى. و قبل صدور الدستور يومية، كان فيه صحف تانية ما فيهاش زاوية أو رسم كاريكاتير واحد، والآن أدخلوا قسم كاريكاتير بعد الدستور، والأمثلة كثيرة على ذلك، أكثر كتّاب ساخرين فى مصر فى الدستور، وحتى الساخرين اللى بيكتبوا فى صحف أخرى واخدينهم من الدستور.
◄◄ معنى ذلك أنك تشجع الاحتكار الصحفى، وترفض أن تتمتع الصحافة بالاحتراف؟
- لا طبعا، إزاى هاكون مع حرية الصحافة وأكون ضد الاحتراف من صحيفة لصحيفة، لكن هناك طريقتين للاحتراف، الأولى محترمة والثانية »واطية» مثل طريقة «جدو»، واللى حصل مع الدستور من خلال صحف أخرى لجذب صحفيى الدستور هو احتراف واطى.
◄◄ الدستور فى عهد السيد البدوى، كيف تنظر إليها، وكيف تنظم علاقتك مع ملاكها الجدد؟
-«ملاك الصحيفة ناس عايزة تربح، صحيح ما اتصورش ان المكسب بالنسبة لهم مادى فقط، لكن أيضا هم ناس عاقلين وعارفين بيعملوا ايه ومرموقين وناجحين فى أعمالهم، وبعدين مش جايين يعنى علشان يكسبوا من الصحافة المليارات مش ده المعنى عندهم، وهم قالوا إنهم جايين يساندوا رسالة، وعايزين يقدموا من خلالها نموذج للصحافة الوطنية اللى ممكن تنجح وتربح، وانا مصدقهم».
◄◄ معنى ذلك أن الدستور كانت ناجحة لكن بدون ربح؟
- «يوم ما اشترى السيد البدوى ورضا ادوارد الدستور انتهت آخر تجربة على وجه الأرض بتكسب من التوزيع، وده يوم لازم يؤرخ ويسجل فى التاريخ، ودخلنا فى حسبة الصحيفة الكبيرة اللى بتمول من الإعلان، مش اللى بيمولها قارئها».
◄◄ ما علاقة الصحافة الخاصة بالتوريث؟
- لايجوز فى بلد يعانى من استبداد سياسى أن يكون فيه جورنال محايد،نرجع لموضوع التوريث، المحايد فيما يخص التوريث هو ضد مهنته، الصحافة هى ترسيخ الحرية وكشف الحقيقة، وجزء من مواجهة التوريث فى البلد الدفاع عن ديمقراطية الشعب وحريته، لما تطالب بانتخابات حرة ونزيهة فهذا جزء أصيل من مهنتك مش من موقفك السياسى وأى تحول فى هذا خيانة للمهنة وللمجتمع «مش خيانة وطنية»، الدستور واخد موقف مهنى تماما.
◄◄ إذن، الصحف الخاصة تروّج للتوريث؟
- «طبعا»، بتروج وبتساند و بتدعم و بتدعو وبتشارك وهى جزء من الآلة الإعلامية الدعائية للتوريث.
◄◄ أيهما أكثر ترويجا للتوريث، الصحف الخاصة أم «القومية»؟
- الصحف الخاصة طبعا، الصحف القومية لا تدعو للتوريث بل تحتفى بجمال مبارك باعتباره ابن الرئيس، وباعتبار ذلك تعليمات، و«هى مش عارفة أساسا».
◄◄ ما رأيك فى جمال مبارك، وهل ترى أنه فرض نفسه على الساحة؟
- جمال مبارك «بنكير» بتاع بنوك واستثمارات، وما اعرفش حتى هو رجل أعمال ناجح ولا لأ، لأن الدولة كلها «تحت رجله»، ومش بيشتغل فى مكان فيه عدالة وتنافسية حقيقية علشان أعرف هو شاطر ولا لأ، والمجموعة اللى معاه حصلوا على اللى هم فيه بشطارتهم ولا نتيجة علاقتهم بالدولة، وهل الدولة بتدى رجالتها، معرفش الحقيقة، لذلك حتى ما اقدرش أقول إن جمال مبارك رجل أعمال ناجح، بأمارة إيه؟
◄◄ أيهما تختار، الرئيس مبارك، أم نجله جمال؟
- لو الأمر رسا عليهما الاثنين فسوف أقاتل من أجل الرئيس مبارك.. دا أنا هبقى ساعتها رئيس فريق الدعاية للرئيس مبارك.. ودا طبعا فرض مستحيل.
◄◄ جمال مبارك من وجهة نظرك لا يملك أى مؤهلات لرئاسة مصر؟
- لا يملك أى مؤهلات فيما يخص العمل السياسى، وأيضا لا يملك كاريزما رجل السياسة ولا يملك جماهيرية ولا قدرات ومؤهلات رجل السياسة.
◄◄ هل يمكن أن ينجح مشروع التوريث؟
- «قلت لك مصر ماشية عشوائى.. لكن من رأيى الملامح عكسية، الملامح بتقول مفيش توريث».
◄◄ لماذا لا توجد إجابة مقنعة قاطعة فى مصر حول الرئيس القادم؟
- الديمقراطية إنك متعرفش من القادم، انت تعمل انتخابات حرة، ويتقدم محمد وعلى وحسنين والشعب يختار.. هى مش فزورة علشان تسأل من القادم، لكن علشان فى مصر الوضع بائس ومشوه فأصبح السؤال من الرئيس القادم، المفروض اننا نفتح باب الترشيح للجميع.
◄◄ إذن، من حق جمال مبارك أن يترشح للرئاسة؟
- لا مش من حقه طبعا، ده تربح سياسى تماما، فيه حاجة فى قانون مجلس الشعب بتقول مش من حق عضو مجلس الشعب أن يتاجر مع الدولة.. مش دا موجود؟.. كونهم ينتهكوه فهذا أمر آخر.. لكنه موجود.. لازم تكون المادة دى موجودة.. مش من حق عائلة الرئيس الترشح للانتخابات لان دا تربح سياسى واتجار مع الدولة.
◄◄ إلى أى مدى ساهمت الصحافة فى الحراك السياسى؟
- من 2005 ساهمت 4 عناصر أساسية حركة كفاية والصحافة الخاصة والفضائيات العربية والمصرية، والانترنت (المدونات و الفيس بوك) وأزعم أنها صحيفة الدستور فى إصدارها الثانى لأنها رفعت السقف وتكلمت عن الرئيس مبارك وفتحت ملفات مسكوتا عنها.
◄◄ ما رأيك فى ظاهرة البرادعى؟
البرادعى ظاهرة نبيلة.. أنا شخصيا لو مدير وكالة الطاقة النووية وعندى الشهرة العالمية والمكانة الدولية دى والأريحية والفلوس دى والبيت اللى فى فيينا، والله ما أعبّركم، لأن هذا الرجل يوم ما يقرر إنه ينزل الشارع السياسى المصرى ويواجه مجتمعا وحكم ديكتاتوريا رغم كل اللى هو فيه، يبقى رجل نبيل.
إبراهيم عيسى رئيس تحرير «الدستور»: الصحف القومية بلا تأثير.. ولا يوجد «جورنال» محايد فى ظل استبداد سياسى
الخميس، 16 سبتمبر 2010 08:30 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة