تعرض حسام البدرى المدير الفنى للأهلى بعد تعادله 1-1 مع شبيبة القبائل الجزائرى فى القاهرة فى دورى أبطال أفريقيا لكرة القدم قبل أسبوعين لكل أنواع طعنات النقد الجارحة.. وللحق كنا بين أصحاب السهام التى طعنته لأخطائه فى التشكيل والتغيير وطريقة اللعب.. وجاءت مباراة مصر الأخيرة الأحد الماضى ضد سيراليون فى تصفيات أمم أفريقيا 2012 لكرة القدم فى القاهرة لتكشف لنا قدراً مساوياً تماماً من الأخطاء من حسن شحاتة، المدير الفنى لمنتخب مصر، فى التشكيل والتغيير وطريقة اللعب.. ولأن الأخطاء مماثلة ومتكررة من المدربين انتهت مباراة منتخبى مصر وسيراليون أيضاً بنفس النتيجة المخيبة للآمال 1-1.. وأهدر الفراعنة أبطال أفريقيا لثلاث مرات متتالية نقطتين غاليتين أمام أضعف فرق مجموعته فى التصفيات القارية، وللأسف على ملعبه ووسط جمهوره.
أخطاء شحاتة الأكبر عمراً وخبرة وعملاً وسعراً من البدرى قللت كثيراً من حجم النقد والامتعاض عند جماهير الأهل وخبراء الكرة ضد المدير الفنى للفريق الأحمر، خاصة إذا نظرنا إلى زاوية مهمة وهى وفرة اللاعبين المتاحين أمام حسن شحاتة ليختار قائمته وتشكيلته من بينهم ويزيد عددهم على 200 لاعب على الأقل، مقابل 25 لاعباً فقط أمام الأهلى فى قائمة الفريق الأفريقية.
أخطاء حسن شحاتة فى افتتاح تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2012 هى نفس الأخطاء التى ارتكبها فى افتتاح المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس الأمم الأفريقية السابقة 2010.. وأهدر فى المرتين أو فى المباراتين أربع نقاط غالية بتعادله فى القاهرة مع زامبيا 1-1 فى الدورة الماضية، وهو التعادل الذى أبعدنا عن نهائيات كاس العالم فى جنوب أفريقيا لأن تصفيات البطولتين القارية والعالمية التحمتا فى المرة السابقة.
لا أرى أبداً مبرراً واحداً لشحاتة لرص أربعة من لاعبى وسط الملعب من النادى الأهلى فى اللقاء، وهم الذين لم يلعبوا معاً فى ناديهم بنفس التشكيلة فى مباراة لناديهم فى الموسم الحالى.. وكان المستوى المتدنى بل والمخزى للأهلى فى مباراته الأخيرة أمام شبيبة القبائل، وكذلك فى الدورى المحلى، كفيلاً لإيقاظ شحاتة على حقيقة مهمة وهى أن لاعبى الأهل ليسوا هم النجوم الكبار الذين ساعدوه مراراً على النجاح فى أفريقيا.
وزاد الطين بلة إشراكه للاعبى الوسط أحمد فتحى وأحمد حسن فى مركزى لاعبى الارتكاز الدفاعى، وهما بعيدان كل البعد عن ذلك المركز الحساس فى كل مباريات الأهل الأخيرة.. واعتمد الأهل دائماً فى الدورى وفى المسابقة الأفريقية على اثنين من بين أربعة لاعبين هم حسام عاشور أولاً وحسام غالى ثانياً وشهاب الدين أحمد ثالث وأخيراً محمد شوقى.. بل إنه أعطى الفرصة لدقائق قليلة لمعتز إينو فى إحدى المباريات.. أى أن أحمد فتحى وأحمد حسن خارج حسابات مدربهم حسام البدرى فى مركز الارتكاز الدفاعى فى الأهلى.. وليس معقولاً ولا مقبولاً أن يخاطر شحاتة بإشراكهما معاً فى مباراة حساسة وافتتاحية.. ودفعنا ثمنا باهظاً فى تمهيد الطريق أو فتح الطريق لمهاجمى ولاعبى وسط سيراليون للانطلاق والاختراق والانفراد المتكرر بحارسنا العملاق عصام الحضرى.
والأغرب أن حسن شحاتة قام بتلك التجربة الخاطئة أو المؤسفة لمرة واحدة فى مشواره مع المنتخب، وكانت نتيجتها وبالا فى أكثر المباريات ألما وحزنا لمصر ومنتخبها ومدربها يوم خسرنا أمام الجزائر فى أم درمان 1 - صفر.
شحاتة أخطأ جداً عندما تمسك بالحرس القديم للمنتخب رافضاً الاقتراب من اللاعبين الجدد الأفضل كثيراً من النجوم الذين قدموا لمصر كثيراً وحققوا لها ألقاباً عدة.. ولكنهم فقدوا الآن الدوافع والشهية والحماسة لتقديم نفس العطاء والجهد والتضحيات التى قدموها عبر ست سنوات سابقة.
كان جديراً بالجهاز الفنى لمنتخب مصر التركيز على أحمد سمير فرج، هداف الدورى الممتاز حالياً، وأحسن من يسدد على المرمى، وصاحب الفوز للإسماعيلى فى نصف مبارياته محلياً وقارياً فى الشهور الأخيرة.. وكنت أنتظر أيضاً إعطاء الفرصة الواسعة للاعبين محمد شعبان ونادر العشرى من إنبى.. وأن يأخذ زميلهما وليد سليمان مكاناً أساسياً فى تشكيلة الفراعنة.. وأن أرى محمود عبدالحكيم وأحمد زهران من المصرى أيضاً فى المنتخب.
التعادل المهين أمام سيراليون فى القاهرة لا يعنى فقدان الأمل أو انهياره، ولدينا خمس مباريات أخرى مقبلة مع النيجر وجنوب أفريقيا ذهاباً وإياباً ومع سيراليون فى ملعبها.. وفى التصفيات الأخيرة فزنا على زامبيا فى ملعبها بعد التعادل فى القاهرة.
الأمل ممكن وكبير.. لكن بشرط إصلاح الأخطاء أو الخطايا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة