يبدو أن الزمن مثل قطرات الندى، قد يعكس نسيمه على بعض الأغصان اليافعة الخضراء لتلتمس طريقها نحو النضج، ويبدو أن للمفردات شذى وأريج كحديث الأصدقاء فى وقت متأخر من ليالى الصيف، فالكلمات هادئة لا عنف فيها ولا قوة، تصور لنا الحياة التى تمر من حولنا فى صور متتالية وكأننا نحياها من جديد، تلك الصور التى تكون أحياناً ضاحكة تدخل على قلوبنا السرور، وأحيانا أخرى باكية تسرق منا الفرحة وتنتزع البسمة من على وجوهنا.
كلمات هذا القلم الذى أكتب به الآن كأنها فراشات ملونة أفردت أجنحتها فى عنفوان يليق بقوة الحياة وبهجتها، سطور رتبت على غير عادتها وأرسلت على عجل، لا تعرف إلى أين؟ أو إلى من؟ لكن حين يرهقها التعب تحط على مياسم الزهور لتغدو ثماراً حلوة المذاق، وتكبر الأشجار ويشتد عودها، ليأتى الإنسان فيما بعد ليقطف الثمار كى يستلذ بطعمها الحلو، ويقطع الأغصان كى يصنع منها أخشاب تلك الأقلام التى نكتب بها، ولعل هذا القلم الذى كتبت به هذه الكلمات كان ذات يوم غصناً غضاً فى إحدى الشجيرات، وربما كان يحمل الكثير والكثير من الزهور والثمار.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة