محمد مختار يكتب: وزارة جديدة لهانى هلال

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010 09:04 م
محمد مختار يكتب: وزارة جديدة لهانى هلال هانى هلال وزير التعليم العالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يذهب الطالب إلى المدرسة أو الجامعة، لمجرد أن يقال عنه إنه ذهب إليهما، أو إنه تعلم، فالتعليم ليس غاية قطعاً، وإنما هو وسيلة يجد من خلالها المتعلم عملاً!

ولا يذهب الطالب إلى المدرسة أو الجامعة، لمجرد أن الدستور ينص فى إحدى مواده، على أن التعليم المجانى متاح للجميع، وقد عشنا سنوات طويلة ندفع فيها بالملايين من الطلاب إلى مراحل التعليم المختلفة، لا لشىء إلا لأن الدستور ينص على ذلك، وكانت الحصيلة العملية، أننا اكتشفنا الآن أن تعليمنا إذا كان قد تدهور فى مستواه، فإن النص الدستورى اللعين، كان سبباً رئيسياً فى هذا التردى، لأننا فهمنا الذهاب إلى مراحل التعليم، لكل طالب، على أنه غاية، لا وسيلة.

ولكن الأمم اليقظة أدركت، منذ وقت مبكر، الفارق الهائل بين أن يذهب الطالب إلى التعليم، لمجرد الذهاب، وبين أن يذهب ليجد عملاً فى اليوم التالى لتخرجه!

ومن بين هذه الأمم، تظل الصين فى المقدمة، لأنهم هناك يتحدثون، هذه الأيام، عن معيار مختلف تماماً، لقياس مدى جودة أى تعليم فى أى دولة.. هذا المعيار هو معدل البطالة، فإذا كان منخفضاً، كان ذلك دليلاً على ارتفاع مستوى الجودة.. والعكس صحيح تماماً!

ومن دواعى السعادة لديهم فى بكين، حالياً، أن معظم الخريجين فى الجامعات، كانوا، فى العام الماضى، يجدون عملاً يتناسب مع ما كانوا قد درسوه، وأن النسبة قد ارتفعت، فى آخر استطلاع.

وبطبيعة الحال، فإن الصينيين حين يتكلمون عن البطالة، فإنهم يقصدون نوعاً وحيداً، وهو البطالة السافرة، أى أن يكون المتخرج متعلماً، ثم يجلس إلى جوار أمه فى بيته، لا البطالة المقنعة التى نعرفها جيداً، ونمارسها كل يوم، بأن يكون العمل فى حاجة إلى ثلاثة موظفين - مثلاً - لأدائه، فنخصص له عشرة، يتقاضون رواتب عند مطلع كل شهر، ولا يؤدون عملاً من أى نوع!

التعليم فى أى بلد متطور يدرك معناه، يظل دورة متصلة الحلقات، تبدأ من الحضانة، وتمر بالمراحل المختلفة، وتنتهى بخلق فرصة عمل حقيقية بعد هذا المشوار الطويل، فإذا غابت الحلقة الأخيرة، المتمثلة فى فرصة العمل، اختلت الدورة بكاملها، وأصبحت مدراسنا مسرحاً لأى شىء، إلا أن يكون هذا الشىء هو التعليم بمعناه الحقيقى، ولا حل لهذه المعضلة، إلا بأن تكون عين القائم على التعليم مركزة، طول الوقت، على حركة سوق العمل فلا تفارقها، ولذلك، فربما يكون الأفضل أن يصبح الدكتور هانى هلال وزيراً للتعليم العالى والعمل معاً، دون أن تغضب الحاجة عائشة عبدالهادى طبعاً.. فهى وزيرة لها كل الاحترام!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة