سعيد الشحات

طاهر أبوزيد.. متمرداً

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يكتمل بريق الموهبة حين يتخذها صاحبها أداة لمعرفة قضايا ومشاكل واقعه، ويقف الكابتن طاهر أبوزيد، نجم كرة القدم السابق المحبوب، والإعلامى الناجح الآن، فى مقدمة الموهوبين الذين أنجبتهم مصر، واقترنت مسيرته منذ أن كان لاعباً بكثير من المواقف التى أخرجته من مجرد نجم فائق الموهبة، إلى كونه شخصية عامة عامرة بوجود الناس فى قلبه، وعامرة بالمعارك التى سبح من خلالها ضد التيار السائد، وكانت ترجمة حقيقية لتكوينه المتمرد، لكنه التمرد الذى يعى المسؤوليات الحقيقية.

وكانت معركة طاهر الشهيرة التى فاز فيها بعضوية مجلس إدارة الأهلى منذ أكثر من عشر سنوات، نموذجاً فى التصميم على أن يحفر اسمه طبقا لقناعاته المتمردة، وخاض وقتها معركة شرسة وعنيدة فى مقاومتها لتحالف واسع كان يضم أسماء بقيمة الراحل العظيم صالح سليم، وحسن حمدى، ومحمود الخطيب، ورغم التأثير الهائل لهذا التحالف والجهود الضخمة التى بذلها لإسقاط طاهر فى تلك المعركة، فإنه نجح بأصوات محبيه، وأذكر وجوده معنا فى رحلة الطائرة المصرية التى كسرت الحصار الجوى على العراق، وكان على الطائرة عشرات من الرموز الفكرية والسياسية والفنية والصحفية، ولا أنسى دموعه التى انسابت وهو يشاهد أطفال العراق المرضى فى مستشفيات بغداد، وفى الرحلة تحاورنا، فاكتشفت أننى أمام شخصية جميلة بحق .

لم تكن معركة طاهر للفوز بعضوية مجلس إدارة الأهلى مجرد معركة داخل أسوار ناد، حتى لو كان هذا النادى هو الأهلى، وإنما معركة أثبتت أننا أمام قيادة جماهيرية يمكن أن تلعب دوراً مهماً خارج أسوار الأندية رغم أهمية هذا الدور، لكن طاهر لم يكمل المسيرة، وبدا أنه ينسحب احتجاجاً على المناخ العام، وصب جهده فى العمل الإعلامى بنجاح ملحوظ، حتى جاءت خطوته الأخيرة بالانضمام إلى حزب الوفد لتؤكد أن «المتمرد» هو الذى مازال يقود طاهر، خاصة أن قراءة هذه الخطوة تقود فى وهلتها الأولى إلى أنه كيف لنجم وإعلامى وصاحب مصالح أن ينضم إلى حزب معارض؟

ورغم كل التفسيرات السلبية التى قد يراها البعض فى خطوة انضمام رموز إلى حزب الوفد، فإنه يظل وعاء محترما للمعارضة الحزبية، كما أنه وعاء سياسى لكل الذين يرغبون فى التغيير حتى لو كان هذا التغيير جزئياً، أملاً فى أن يكون خطوة على طريق التغيير الشامل، وبهذا المعيار تبدو شجاعة خطوة طاهر، المتسقة مع تكوينه الشخصى، والمتأثرة فى جانب منها بجده ممتاز نصار، زعيم الهيئة البرلمانية لحزب الوفد منذ آواخر السبعينيات من القرن الماضى وحتى رحيله، والذى اشتهر بمعارضته الشرسة للرئيس الراحل أنور السادات، كما تحقق له أكثر من فائدة، مثل نزوله إلى معترك السياسة من باب حزب معارض مما يحافظ على صورته الجماهيرية التى تكونت بفعل موهبته و جرأته وتمرده، وإذا لم يجد فى المعارضة أملا فلا بأس، لأنه فى هذه الحالة سيكون قد توصل إلى قناعته عبر التجربة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة