ما أقدم علية المتطرفون وإرهابيو الغرب، من حرق نسخ للقرآن، ما هو إلا تأكيد على تنامى التيار العنصرى المجرم، واجتياحه للثقافة الغربية، بل هى معركة جديدة ضد الإسلام والمسلمين، فقد وجدنا الحقد يقطر من كلمات هذا الكاهن الإرهابى المدعو فريد فيلبس، كاهن كنيسة ويستبورو بابتيست تشيرش بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد حرص قبل الإقدام على جريمته على إهانة الأمة الإسلامية، وأظهر فى مقاطع الفيديو التى بثت على الإنترنت لحرق المصحف، مدى الكراهية الساكنة فى قلوب هؤلاء للإسلام والمسلمين، وأنهم يريدون تصفية هذه الأمة التى وصفها المجرم بأن الله يكرهها!.
وأنا أعلم يقينا أن هذا الحقد الدفين موروث من الأجداد، فالقارئ للتاريخ يتيقن أن الغرب منذ ظهور الإسلام وهو حريص كل الحرص على استئصال شأفته، وذلك بالرغم من التسامح الشديد الذى تعامل المسلمون به معهم حتى فى أشد اللحظات وأحلكها، ومن يريد الدليل فليقرأ تاريخ صلاح الدين، فقد حرص الرجل عندما فتح القدس على أن يأمن أصحاب الديانات الأخرى، ونهى على إصابة أى شخص منهم بأذى، وعاش هؤلاء فى نعيم حكم المسلمين، فى حين نجد أن الصليبين عندما احتلوا القدس قاموا بقتل أكثر من 90 ألف شخص فى ليلة واحدة، ووصف المؤرخون وقتها الشوارع بأنها تحولت لبرك من الدم، شتان ما بين رجال يحملون قيم وأخلاق وتسامح، وبين عصابات غربية تحمل بين صدورها الغل والحقد والكراهية.
وأعلم يقينا أيضا أن ما يدفع الغرب إلى هذه الحرب الشرسة الجديدة ضد الإسلام والمسلمين، هو انتشار الإسلام فى دولهم بسرعة أصابت هؤلاء العنصريين بالجنون وعدم الاتزان، فالإحصائيات تؤكد أن المسلمين بلغ عددهم فى أوروبا أكثر من 50 مليونا، 7 ملايين منهم فقط عرب والباقى من أصول أوروبية، وأن المسلمين يزدادون سنويا بنسب تصل إلى 10%، وفى أمريكا بلغ عدد سكان المسلمين أكثر من 10 ملايين من أصل 300 مليون، ومعظمهم من أصول أمريكية، وما ذلك إلا دليل على مدى سرعة انتشار الإسلام فى الدول الغربية، ولعل ما قام به أحد القساوسة منذ بضع سنوات من حرق نفسه فى أحد ميادين برلين اعتراضا على انتشار الإسلام بألمانيا، دليل آخر على حالة عدم الاتزان التى أصابت هؤلاء الإرهابيين.
لكن الآن أرى على الأمة أن تفوق من سباتها، فقد استهتر بها أعداؤها، فتارة يسبون نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم، وتارة يحرقون مصحفنا الكريم، وتارة يعتدون على أراضينا ويحتلونها كما حدث فى العراق وأفغانستان، وتارة يغتصبون نساءنا ويقتلون شبابنا كما حدث فى البوسنة والهرسك، فهل بعد كل هذا الذل والهوان صمت، بل هل بعد هذا الإجرام دعوة لحوار للحضارات، فقد أثبت الغرب لنا أنه كفر بكل أساليب الحوار، وأصبح مصمما على القضاء على أمتنا.
ماذا بقى لنا بعد كل هذه الإهانات لمقدساتنا؟ على الشعوب ألا تعول على القابعين على كراسى الحكم، فهم أتباع لن نؤخذ منهم إلا استنكار وصرخات الرفض، فلو كان عمر يحكمنا ما تجرأ كلاب الغرب على النباح علينا، واذكروا موقف النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، من اليهود عندما قاموا بالاعتداء على امرأة فى بنى قينقاع، فجيش النبى جيشا وأدب به المعتدين على حرمة المرأة، وأجلاهم عن المدينة بعد قتلهم الرجل المدافع عن عرض المرأة المسلمة، فعلينا أن نسترد كرامة الأمة، فإن لم نستطع تأديبهم عسكريا، فأقل ما يجب أن نفعله هو المقاطعة الاقتصادية، والاستغناء عنهم بإيجاد البدائل الإسلامية، فالموت أهون علينا من أن نضخ أموالا فى اقتصادهم، كما علينا الضغط على الأنظمة من أجل اتخاذ على الأقل مواقف دبلوماسية جادة، مثل سحب السفراء، والمقاطعة الدبلوماسية مع أمريكا ومن يتبعها من الدول.
الوقت ليس وقت كلام لكنه وقت الأفعال، فالغضب لله ورسوله واجب على الأمة جميعا، وعلى الأمة أن تنتفض لنصرة قرآنها، والجريمة التى ارتكبها هؤلاء لابد أن يكون لها عقاب، ولن يكون لنا قائمة إلا إذا استغنينا عن الغرب، ولن يحدث ذلك إلا بنهضة حقيقية فى كل مجالات الحياة، فقد آن الأوان لعودة الأمة لإنقاذ العالم من عُبًاد المادية والشهوات.
مسلم عبد الرحمن يكتب: بعد حرق القرآن قد آن الأوان
الإثنين، 13 سبتمبر 2010 10:33 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة