محمد فوزى طه يكتب: يتحرشون اليوم وسيتحرشون غدا فاستعدوا

الإثنين، 13 سبتمبر 2010 11:37 م
محمد فوزى طه يكتب: يتحرشون اليوم وسيتحرشون غدا فاستعدوا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما يقترن التوريث بجمال مبارك، والصيف بتقديم الساعة، والخريف بالسحابة السوداء، اقترن مؤخرا العيد بالتحرشات، فها هو موقع (اليوم السابع) تتوالى الصور منه لتتلقاها العيون ذاهلة من هذا الفجور الفاضح فى شوارع وحدائق المحروسة من شباب وصبية يلقون بفاحش القول وفاحش الفعل من لمس وجذب وشد ببنات وسيدات ساقهم الحظ العاثر للخروج أيام الأعياد ليلقوا ويتلقوا ما لم يكن فى الحسبان من هذه التصرفات المشينة لأى شعب وأى نظام يحكمه كأن المفترض تسليما ألا يخرجوا من بيوتهم وألا!.. عندما بدأت تلك التحرشات تزداد وتصبح ملمحا من ملامح العيد وفضيحة من الفضائح المرئية المنقولة حصريا عن مصر قامت الداخلية بالإعلان عن تكثيف الرقابة لإيقاف هذه المهزلة، لكن للأسف كانت التحرشات أكبر من ترتيب الأمن، وهنا لابد من أن نتوقف.. ففى البداية وبمنتهى الحيدة ممكن القول إن الأمن لا يتعامل مع الشارع المصرى وما فيه من ظواهر وإجرام وبلطجة التعامل الأمنى المستحق ألا إذا كانت هناك مظاهرة سياسية أو وقفات احتجاجية تندد بالنظام أو إحداث كان لها ذيوع إعلامى كبير كالتحرشات.. هذه بداية لكنها ليست كل شىء لأنها نقطة فى بحر، فالشرطة هى آخر المراحل التى يفترض أن نتهمها بالتقصير ونلقى عليها بكل شىء سياسيا واقتصاديا وسلوكيا، فالمراحل الأولى هى تعليم منضبط جاد بعيدا عن الحشو فى الكتب والاسترزاق مما فيها! فالحصيلة شباب يجهلون كل شىء فكفى أن ترى فقط الخط والأخطاء الإملائية لخريجى الجامعات لتعلم أين هو التعليم منا.. فكيف تطالب _ وحال التعليم كذلك_ الأجيال الناشئة بالأخلاق الحميدة والورع والتقوى والانطلاق للابتكار والاختراع ولم نفلح فى تعليمهم الخط العربى! لنكون مثل أى أمة نهضت؟.. والتعليم وما فيه من مشاكل قديمة متجددة ليس هو السبب الوحيد لكن ألف باء العقل يقول إننا نطمح فى مسئولين أسوياء ليسوا مرضى بالزعامة وحب الكرسى والكذب المستمر فى البيانات والتصريحات وتكدير الشعب وبهدلته فى كل مشارب الحياة فهذا يجعل الأب المسئول عن تربية الولد والبنت لا يجد وقتا ليعلمهم شيئا كالحلال والحرام والتسامح مع الآخر وغض الطرف والبراءة والمثل والقيم والعيب.. كذا المادة الإعلامية من برامج سطحية ومسلسلات مستخفة وأفلام تشجع على الاتكالية وشخصيات تسطع وتلمع وهى خاوية فكرا وأفكارا لكن علاقتها العامة متشعبة فتخرج علينا بمظهر بلا مضمون فتصبح مثلا ومثالا لشباب لا يعلم الحقيقة لأن الحقيقة عنه غائبة بفعل فاعل.. و.. و.. و.. وبالتالى ولجميع ما تقدم يتحرشون اليوم وسيتحرشون غدا فاستعدوا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة