عمرو وحده لا يكفى لصناعة مسلسل جماهيرى

الإثنين، 13 سبتمبر 2010 07:49 ص
عمرو وحده لا يكفى لصناعة مسلسل جماهيرى عمرو سعد
كتب ريمون فرنسيس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتلاء عبارة "النجم عمرو سعد" على رأس تتر مسلسل مملكة الجبل أتصور أنها ورطت عمرو فى مسئولية مازال مبكرا عليه أن يتحملها، بل ربما قد تهز كل ما بناه خلال مشواره القصير ، خصوصا أنه مازال فى مرحلة إثبات الذات بعيدا عن عباءة خالد يوسف الذى ولد وتشكل داخلها..

وكان عمرو يحتاج إلى عدة خطوات أخرى يعبر خلالها مرحلة التكوين الفنى بعيدا عن خالد يوسف، والتى بدأها عمرو فعلا بفيلم "الكبار" الذى يعد تجربة لا بأس بها ، وإن لم تكن أكثر من مشروع تخرج لـ"ماندو العدل" من معهد السينما ، لذلك فهى ليست مؤشرا على استقلاله الكامل عن هوية خالد يوسف خصوصا أن الفيلم لم تتجاوز إيراداته فى أسبوعه الأول مليون جنيه على مسئولية غرفة صناعة السينما.

كان عمرو يحتاج مزيدا من التريث والخطوات الأخرى ليصعد السلم إلى مصاف نجوم الأحمال الثقيلة، وإن كان عمرو يظن أن نجاح حين ميسرة ودكان شحاتة يعود إلى شخصه وهو بالفعل ما عبر عنه فى لقائه مع الإعلامى طونى خليفة، هذا التصور غالبا ليس فى محله فمن المعروف لكل صناع السينما وموزعيها أن أفلام خالد يوسف تحسب له بمفرده بدليل أن الكثيرين ممن عملوا معه مثل هانى سلامة وغادة عبد الرازق وسمية الخشاب لم يحققوا نفس النجاح الذى حققوه مع خالد، وكل هذا لا يجعلنا نتجاهل موهبة عمرو سعد المتميزة ، إلا أنه كان يتعين علية خوض مزيد من التجارب السينمائية لتثبيت أقدامه فى السينما قبل تحمل مسئولية مسلسل بالكامل، والتى وإن كان البعض يعتبر أن العمل الدرامى أسهل من السينمائى ولكن هذا غير صحيح، فالنجم الذى يقرر أن يظهر للجمهور الرمضانى 30 يوما فى شهر رمضان منافسا بمسلسل بين أكثر من 63 مسلسلا ، فهو يتحمل مسئولية ثقيلة قد يسقط بها من حملها الثقيل.

والحقيقة أن عمرو ورط نفسه بتحمل مسئولية عمل صعب للغاية مثل "مملكة الجبل" فالمسلسل معظم أحداثه تدور بين الجبال وأماكن تصوير متشابهة، وكذلك الملابس والإكسسوارات ، ومثل هذه النوعية من الشخصيات تحتاج إلى دراسة كبيرة ، نظرا لصعوبة تركيبة هذه الشخصيات ، وعلى الأخص شخصية مناع التى جسدها عمرو وهى شخصية مركبة ولها جانبان الجانب الذى يظهر به مناع لعائلته فى الجبل ، والجانب الآخر الذى يعيش به فى المدينة ، وللشخصية هنا وجهان الوجه الشرس الذى يظهر مع تجار المخدرات والتعامل مع أهل الجبل غليظى الرقبة، والوجه الآخر الشخص المتحضر الذى يملك قلب نورهان الفتاة التى أحبها..

كما أن وجود ممثلين من العيار الثقيل مثل النجوم أحمد بدير وفتوح أحمد وهادى الجيار وضعه فى مقارنة لغير صالحه، فهو يتعامل مع نجوم مخضرمين وكل رصيده 3 أفلام بطولة وحوالى فيلمين ومسلسل قبلهما فى أدوار ثانوية ، ووجود اسمه على رأس التتر أوقعه فى فخ الافتعال والأداء الباهت الذى يشبه "لعب الأطفال" ، ولم نستمتع بقدرات عمرو التى رأيناها فى أعماله السابقة فى تعبيرات الوجه ونظرات الشجن أو التحدى ، وفى مواقف درامية شديدة الثراء لم يكن عمرو على مستواها إطلاق مثل مشهد فراق نورهان زوجته ولحظة وفاة أبيه "أحمد بدير" وتعامله مع أخته عندما علم بعلاقتها مع همام ، وكذلك المشهد الأخير وهو مشهد بطولى جدا حيث يقود مناع أسرته للانتقام من البندارية ، إنما الواقع أن كل ما رأيناه فى شخصية مناع هى بقايا علقت مع عمرو من مفردات شخصية شحاتة من فيلم "دكان شحاتة" سواء المفردات الشكلية مثل شكل الشنب وطريقة ارتداء الملابس ، أو المفردات الأخرى فى أداء الشخصية وأسلوبها وردود أفعالها.

والحقيقة أن استخدام منتج المسلسل لعبارة "النجم عمرو سعد فى مملكة الجبل" قد أضر عمرو ولم تكسبه شيئا خصوصا وأن عمرو بهذه العبارة تحمل مسئولية المسلسل بمفرده، فلم تكن هناك بطولة جماعية كانت من الممكن أن تجمع معه نجوما آخرين يتحملون معه المسئولية وبعيدا عن النجوم الكبار فى العمل فإن معظم أبطال العمل من الشباب زادوا من الضعف الدرامى، وكان من الواضح أنه تم اختيارهم من الوجوه غير المعروفة أو الضعيفة فنيا لكى يظهر عمرو وحده بطلا للعمل وإن كان رمانة ميزان العمل كانت تعتدل مع المشاهد التى كان يظهر فيها المخضرمون أحمد بدير وهادى الجيار وفتوح أحمد.

الواقع على الشاشة الصغيرة أكد أن عمرو سعد وحده لا يكفى لعمل مسلسل جماهيرى لأنه مازال غير معروف لجمهور المسلسلات وهو يختلف كثيرا عن جمهور السينما الذين هم أصلا مازالوا فى مهد معرفتهم بعمرو سعد ، وعلى ما يبدو أن كل ما كان الإنتاج يحتاجه من عمرو هو استغلال اسمه الذى عرف من فيلمى دكان شحاتة وحين ميسرة ولكن استهلاك عمرو فى مسلسل 30 حلقة قد يؤثر على استمراره كبطل سينمائى بعد تشبع الجمهور ، خصوصا أنه لم يكن لامعا بين مسلسلات أخرى استحوذت على اهتمام الجمهور أكثر من "النجم" عمرو سعد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة