كان لابد أن تعلم دينا رامز أنها وضعت نفسها فى تحدٍ قد يكلفها الثمن، فالطريق إلى مزاج الجمهور يحتاج إلى مشوار إعلامى كبير ومحطات، لم تجتزها دينا، فعبر تاريخها الإعلامى الذى يتجاوز 20 عاما، لم تحفل سيرتها الذاتية بأى عمل إعلامى يستحق الوقوف أمامه، فهى على مدار كل هذه السنوات لم تعدُ كونها مذيعة ربط على الأكثر لملء أوقات الفراغ، فهى تملك ابتسامة لطيفة وأداء خفيفا، ولكنه لا يناسب سوى نوعية البرامج التى كانت تقدمها، والتى ربما لا نذكر منها سوى برنامج "بدون مونتاج".
وبرنامجين أو ثلاثة من نفس النوعية حتى عندما ذهبت دينا رامز الى روتانا، لترأس النشرة الفنية لم تحقق أى نجاح وعادت بخفى "حنين"، وكانت على وشك أن تجلس بجانب رفيقاتها من بنات جيلها التى اختفين عن الأنظار، إلا أن برنامج الكمين "بجزيئه" كان زورق النجاة لها الذى قدمته على موسمين، وضح من خلال هذه الحلقات أن دينا رامز لا تتمتع بأى قدرات فى إدارة النقاش التلفزيونى، ومن أين تأتى بهذه المهارات وهى لم تجر حوارا فى حياتها، ذلك الذى يحتاج إلى شخصية قوية تتمكن من السيطرة على مجريات الحوار بين الضيوف خصوصا حال وجود مواجهة بينهما، لذلك كانت تتخذ من الفواصل مخرجا عندما يفلت منها الحوار إلى مناطق خطرة كانت دينا أقل من أن تتحمل مسئوليتها مثل ما قاله طلعت السادات فى مناقشة بإحدى الحلقات "البلد كلها تدار من لاظوغلى" "يقصد مباحث أمن الدولة" هذا الانفلات نتيجة طبيعية لمذيعة أعلى سقف وصلت إليه أن تقدم الأخبار الخفيفة.
ونفس الشبح الذى صعد بدينا رامز إلى رئاسة قناة لايف هو نفسه الذى أتاح لها فرصة تقديم برنامج "أسمع كلامك"، الذى يعتمد على مناقشة باقة من أهل الفن والفكر والسياسة.
لا تملك دينا رامز أى تاريخ أو أدوات مهنية تؤهلها للجلوس أمام هذه الشخصيات من الأساس وهى مذيعة كل مؤهلاتها تسريحة الشعر وشوية خفة ودلع أثناء الحديث مع ضيفها مهما كان هذا الضيف فنانا أو سياسيا أو مفكرا أو غيره، ولا نعرف كيف لمذيعة لا تتمتع بأى ثقافة أو فكر أن تحاور مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين وهى ربما لا تعرف عنه شيئا، وعلى أى أساس غير ما كتبه الإعداد ستقوم بنقاشه، وهذا واضح فلم تجرؤ دينا طوال الحلقة ترك الورق الذى قام الإعداد بتحضيره، خصوصا أنها لم تتخل عن أدواتها من الخفة والسذاجة فى النقاش، لا تفرق بين محاورة أحمد رزق أو مصطفى بكرى، أو بين دينا الراقصة أو ضياء رشوان، ورغم الإعداد القوى جدا للبرنامج إلا أنها لم تفلح أدواتها الإعلامية فى الصمود أمام ضيوف "مش سهلين" من محترفى البرامج، وهى مازالت تتعلم إجراء الحوار، مثل نبيه الوحش أومصطفى بكرى أو وائل الإبراشى، أو مكرم محمد أحمد، أو ضياء رشوان الذين كانت تقف أمامهم قليلة الحيلة أمام قذائفهم الحوارية.
طوال الحلقة، فهى تسألهم عن قضايا سياسية وفكرية هامة على طريقة برامج المرأة وتلجأ لعمل فوت للجمهور وهو مدفوع الأجر فما دور هذه التمثيلية السخيفة أن تأتى لمجموعة من الموديلز يتم إملائهم بهذه الآراء التى غالبا ما تكون لصالح الضيف دائما فلا يوجد حلقة واحدة كان الجمهور ضد الضيف.. كيف؟ وتظهر هى فى دور المعارض مع الأداء الأنثوى المبالغ، فمهما اختلف الضيف هى دينا رامز تتعامل مع الجميع بمنهج الاستخفاف بعقول الجمهور والضيف على السواء.