تسببت أزمة غرق صندل محمل بالسولار نتج عنها تسرب 110 أطنان فى مياه نهر النيل فى حالة من الارتباك والتخبط الحكومى على جميع المستويات، فبعد أن قامت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان بإعلام الأهالى بمكبرات الصوت، ومن خلال ميكروفونات المساجد وببيانات عاجلة فى إذاعة جنوب الصعيد والقناة الثامنة، بتخزين احتياجاتهم من المياه التى تم قطعها عنهم لمدة ثلاثة أيام متصلة وبعد مرور يومين فقط على الحادث، أكدت محافظة أسوان أنها لم تقطع المياه عن الأهالى، متجاهلة الأضرار الصحية التى قد يتسبب فيها شرب المواطنين لهذه المياه.
قامت الشركة القابضة لمياه الشرب بأسوان بقطع المياه عن الأهالى لمدة 3 أيام متصلة، ثم عادت ونفت قطع المياه لأنها تريد الحفاظ على شكلها، مع عدم مراعاة الأخطار والأضرار الصحية التى قد تنجم عن قطع المياه.
التخبط فى تأكيد ونفى إغلاق المحابس الرئيسية بمحطات الشرب بالمحافظة تسبب فى أزمة جديدة لا تقل أهمية عن سابقتها، حيث لجأ أهالى أسوان إلى توفير احتياجاتهم من المياه المعدنية، مما أدى إلى نفاد كميات المياه المعدنية بمدينتى دراو وكوم أمبو، وارتفاع سعر زجاجة المياه المعدنية إلى 5 جنيهات، فيما اضطر آخرون للعودة إلى استخدام الطلمبات الحبشية لتوفير المياه كما حدث بقرية السلسة بكوم أمبو، وهو ما ينذر بكارثة صحية أخرى، حيث إن هناك تحذيرات رسمية وغير رسمية من استخدام مياه الطلبمات واستخدامها فقط فى غسيل الملابس، لأنها تتسبب فى إصابة مستهلكيها بأمراض الفشل الكلوى والكبد لاختلاطها بمياه الصرف الصحى.
جانب آخر من الأزمة لا يمكن لأى جهة من الجهات الرسمية أو غير الرسمية أن تتجاهله.. فبرغم إصدار وزارتى البيئة والموارد المائية والرى قرارا بوقف عمليات الصيد بمنطقة تسرب السولار مع تجنب المواطنين شراء الأسماك خشية أن تكون ملوثة، فإنها لم تحدد المدة التى يحظر فيها الصيد، كما أن الجهات المعنية لم تبادر بتحليل عينات من الأسماك لمعرفة خطورة هذه المواد على صحة الإنسان إذا تناول هذه الأسماك.
الأغرب من ذلك هو أن هيئة الثروة السمكية المعنية بجميع مناطق الصيد لم يصدر عنها أى بيانات أو تصريحات نهائيا بهذا الشأن، كما أنها لم تقم بسحب عينات من الأسماك باعتبارها الجهة المختصة بذلك ولم تخطر أى جهة بخطورة تناول الأسماك من نهر النيل بطول المسافة التى جرف فيها التيار بقعة السولار من عدمه.
على النقيض اطمأنت الشركات السياحية على فنادقها العائمة ومدى توافر السولار اللازم للوفاء ببرامجها السياحية.
موضوعات متعلقة..
السياح يغادرون أسطح الفنادق بأسوان بسبب البخار المشبع بالسولار
بقعة السولار تنتقل إلى محافظة الأقصر وفتح محطات مياه الشرب بأسوان
"الرى" ترفع درجة الطوارئ لشفط 20 طن سولار من ترعة الكسرة بسوهاج
تشكيل غرفة عمليات بأسيوط لمواجهة بقعة السولار قبل وصولها
"بقعة السولار" المتسربة فى النيل تربك الأجهزة الحكومية.. الشركة القابضة لمياه الشرب تقرر إغلاق 5 محطات بالأقصر والمحافظة تنفى.. والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية تلتزم الصمت رغم خطورة التلوث
الإثنين، 13 سبتمبر 2010 09:57 م
"بقعة السولار" المتسربة فى النيل تربك الأجهزة الحكومية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة