شن عدد من المثقفين هجوماً حاداً على ما فعله القس الأمريكى فريد فيلبس كاهن كنيسة ويستبورو بولاية كنساس الذى قام بحرق نسخة من القرآن الكريم فى ذكرى تفجيرات 11 سبتمبر، حيث أكد المثقفون أن هذا القس متطرف وغير سوى منتقدين تخاذل الدول العربية والإسلامية فى اتخاذ رد فعل قوى للتعليق على ما حدث.
قال الكاتب الدكتور محمد حافظ دياب، إن تلك الواقعة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق وقام أفراد جيش الحملة الفرنسية عندما جاءوا إلى مصر فى عام 1798 بالتبول على المصحف الشريف، واقتحام المساجد بالخيول، على الرغم من أن بونابرت كان قد أعلن احترامه للدين الإسلامى والمسلمين، وهذا يدل على أن عداء الغرب للشعوب الإسلامية تاريخى ومعروف.
وأضاف دياب: الغرب عندما يستهين بالإسلام ويسىء للقرآن الكريم فهو يعتقد بذلك أنه قضى على الحضارة الإسلامية وعقيدتها، على اعتبار أن تلك الحضارة قائمة فقط على هذا الكتاب وليس لها جذور وتاريخ، وفى الوقت الذى تدعى فيه أمريكا احترامها للعقائد الدينية نجدها تبحث من جديد على أى طريقة لإشعال حرب الفتنة مع الآخرين، فيعودوا بنا مرة أخرى إلى فترة الحروب الصليبية التى قام أفرادها بحرق المصحف فى بداية الحرب استعدادا منهم لحرق العدو الذى يؤمن بهذا الكتاب وبتلك العقيدة.
وأوضح دياب أن حرق القرآن الكريم كان بمثابة تصرف ينم عن قلة الحيلة والسفه، ويعكس مدى عجز الحضارة الغربية فى تقدير قيمة الحضارة والتاريخ والإنسان، وأكد دياب أن الغرب نجح فى اختيار الوقت المناسب للإساءة للإسلام والمسلمين، وذلك فى ظل غياب النخوة الدينية.
وأشار دياب إلى أن تلك الواقعة ستمر مرور الكرام دون أن يتحرك ساكن مثلما مرت حادثة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وسيقتصر الأمر على مجرد مظاهرة أو حادث اغتيال دون ردود فعل حقيقية إسلامية وعربية، وقال: أظن أن الجيل القادم سيفعل ما لم نستطع نحن فعله الآن.
فيما قال الناقد الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمة إن هذا الموقف ينم عن غباء وتخلف وتعصب، ولا يقل فى حماقته عن ما يقوم به أفراد تنظيم القاعدة، مؤكدا على أنه مثلما تعانى الشعوب العربية من رجعية التيارات الإسلامية المتشددة، أيضا الدول الغربية لديها الكثير من المتعصبين والمتطرفين.
وأضاف: لحسن الحظ أنه مازالت هناك بعض الشخصيات التى تدرك حرية العقيدة وقيمة الإسلام، والدليل على ذلك ما صرح به الرئيس الأمريكى باراك أوباما، عندما قال هناك فرق بين الإسلام كديانة وبين ما يفعله تنظيم القاعدة من إرهاب.
وأكد عصفور على أنه لا يمكن حرق القرآن الكريم، وأن ما حدث كان مجرد حرق مجموعة من الأوراق، وأن القرآن سيظل راسخاً فى قلوب وعقول المسلمين والله خيرُ حافظٍ له، وتوقع عصفور أن تتخذ الإدارة الأمريكية والجاليات الأسلامية هناك أقصى عقوبة ممكنة مع هذا القس.
وقال الشاعر شعبان يوسف: هذا فعل همجى ومتطرف، وأرفض تماما فكرة المساس بالأديان والعقائد، ما حدث يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول تطرفا وتعصبا على عكس ما تعلن عنه بين الحين والآخر.
وأضاف: حرق القرآن الكريم عبارة عن استهزاء بالعرب والمسلمين، وتذكرنى تلك الواقعة بعصور التعصب والتخلف القديمة وتثير فى نفوسنا نار الفتنة بين المسلمين والأقباط.
واتفق معه الكاتب يوسف القعيد قائلا: نحن لا نستحق أن نكون مسلمين لأن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، فقد سبق وقامت إحدى الكنائس الأمريكية بحرق المصحف الشريف عام 2008، كما قام الجنود الأمريكان بتنظيف دورات المياة فى معتقل جونتانامو بصفحات القرآن الكريم ولم يتحرك أحد، وهذا لا يدل سوى على أننا شعوب بلهاء خارج التاريخ ليست قادرة على حماية مقدساتها، ومن وجهة نظرى هذا العمل سيتطلب جهوداً إسلامية وعربية جماعية للرد عليه.
وقال الكاتب محمد البساطى: من الصعب أن نعمم الحكم على الشعب الأمريكى ككل، ونجعله السبب الرئيسى وراء ما حدث لأن هذا تصرف فردى لشخص متطرف غير سوى، ولقد تسببت التيارات الإسلامية المتشددة فيما حدث، بعدما قامت بتفجير مركز التجارة العالمى فى عام 2001، فسمحت للغرب أن يرسخ فى ذهنه هذه الصورة عن الإسلام والمسلمين، ويرى أنهم مجرد جماعات إرهابية ليس لها أصل أو تاريخ.
موضوعات متعلقة ::
بالفيديو.. كاهن كنيسة "ويستبورو" بولاية كنساس يدعو لحرق القرآن
"مجمع البحوث": حرق المصحف تخلف وإساءة لربع سكان الأرض ويفتح باب شر على البشرية..والإدارة الأمريكية مطالبة بمعاقبة الفاعل..وعار أن يؤخذ المسلمون بذنب القاعدة
مظاهرة لأقباط المهجر ضد أوباما لإدانته حرق المصحف
7 نقابات مهنية مصرية تدين دعوة حرق المصحف الشريف
CNN: الشعب العربى فضّل الصمت بشأن حرق القرآن
المسيحيون فى العراق يستنكرون حرق القرآن الكريم
بالفيديو.. أمريكى يحرق صفحات من القرآن الكريم بموقع جراوند زيرو
مثقفون يستنكرون حرق القرآن الكريم ويصفون القس مثير الفتنة بالهمجى والمتخلف.. يوسف القعيد: نحن لا نستحق أن نكون مسلمين.. والبساطى: أحداث سبتمبر سبب تشويه صورة الإسلام
الأحد، 12 سبتمبر 2010 05:50 م