مع انتهاء الموسم الرمضانى كل عام تطالعنا جهات إعلامية عديدة بما يعرف ببحوث المشاهدة والتى تعلن عن القنوات والمسلسلات والبرامج التى حظيت بأكبر نسبة من المشاهدة وربما يعد من مؤسسات استطلاع الرأى فى الفترة الأخيرة هى، مؤسسة "Tns" الدولية ولها مقر فى مصر والمركز القومى للبحوث قسم "بحوث الرأى المشاهدة" التى يجريها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرارات التابع لرئاسة الوزراء وكذلك الاستفتاء الذى تجريه كليات الإعلام وأشهره استفتاء كلية الإعلام جامعة القاهرة.
وإن كانت هذه المؤسسات لا تقدم أى دليل أو شرح أو توضيح فيما يتعلق بالأسلوب الذى أجريت به بحوث الرأى، ما إذا كانت على أسس "علمية أم لا" ومن المؤكد أن هناك تخبطا كبيرا جدا بينها حتى أنه من الصعب أن تجمع كل البحوث على رأى واحد حتى ولو بنسب مختلفة.
والمدهش أننا نجد مؤسسة مثل "TNS" تعلن أن قناة " كذا " الفضائية هى الأعلى مشاهدة فى رمضان على مستوى مصر وهذا كلام بعيد جدا عن المنطق فكيف تحصل قناة تبث فضائيا فقط على أعلى نسب المشاهدة على الرغم أن وزارتى الإعلام والاتصالات كانت قد أعلنتا سابقا عن أنه مازال مستخدمو الستالايت لا يتجاوزن 40% فقط من مشاهدى التليفزيون وهذا أمر طبيعى لأن هذه الأبحاث دائما ما تجرى فى المدن الكبرى والحضر بينما النسبة الأكبر من المشاهدين موجودين بالقرى الذين مازالوا لا يشاهدوا سوى التليفزيون الأرضى ، أى أنه لا يمكن أن تتفوق أى قناة فضائية على القنوات التى تبث أرضيا فى نسب المشاهدة بأى حال من الأحوال، كما أنها أعلنت أيضا أن مسلسل يعرض حصريا هو الأعلى مشاهدة بين مسلسلات كانت تعرض أكثر من 12 مرة يوميا على مختلف القنوات.
أما مراكز الأبحاث الحكومية فدائما ما تعلن أن قنوات التليفزيون المصرى بمسلسلاته وبرامجه هى الأعلى مشاهدة مهما كان مستواها.
يقول الدكتور صفوت العالم الخبير فى أبحاث المشاهدة، إنه هناك عدة أخطاء شائعة فيما يتعلق ببحوث المشاهدة تتعلق بأن الجهة التى تقوم بإجراء البحث عليها أن تعلن عن العينة التى أجرى عليها البحث والخصائص الجغرافية لهذه العينة وهل تصلح لأن تمثل المجتمع أم لا وعلى أى أساس، وهذا لأن معظم هذه الجهات لديها نوع من الخلط والتعميم بالنسبة للشريحة التى يجرى عليها البحث.
وعند سؤال الجمهور عن مجموعة قنوات معينة ، فيجب أن يكون تقييم الجمهور على القنوات جميعها وليس على قناة واحدة من الباقة وهو مقارنة ظالمة لأى قناة أخرى تتكون من قناة واحدة ، أما هذه الأبحاث فمعظمها يكون موجه بحيث يتم سؤال المشاهد "هل تشاهد قناة كذا" فيجيب المشاهد، نعم، وهى صيغة بها تأثير على المشاهد ،وهو أسلوب خاطئ لأنه كان يجب أن يكون السؤال "ما هى أكثر قناة تشاهدها؟" وتدع حرية الاختيار للمشاهد.
ويضيف صفوت العالم ، أن معظم الجهات التى تجرى الأبحاث فمعظمها غير حياديا لأنها حلقة فى لعبة تتعلق بوكالات الإعلان وإدارات القنوات التى تدعم هذه الأبحاث الوهمية أو المراكز التى تجريها لكى ترفع قيمة إعلاناتها بعد أن تثبت أنها الأعلى مشاهدة ، لذلك يجب أن تكون جهة البحث محايدة ولا تتبع وكالات الإعلان.
ولذلك يجب أن يكون هناك جهة رقابية للإشراف والرقابة على مثل هذه الاستفتاءات التى وإن تبدو غير رسمية ولكنها من الممكن أن تحدث ارتباكا فى سوق الإعلانات والإنتاج الدرامى .
فوضى استطلاع الرأى حول برامج ومسلسلات رمضان بين المؤسسات الخاصة والحكومية .. صفوت العالم: معظم الجهات التى تجرى الأبحاث غير حيادية لارتباطها بوكالات الإعلان
الأحد، 12 سبتمبر 2010 09:16 ص