حذرت دراسة حديثة أجراها علماء الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء من إهدار المخزون الاستراتيجى من المياه بمصر عن طريق البخر وتغير الخريطة المائية لمصر فى المستقبل القريب فى حال عدم وضع استراتيجية للتعامل مع زيادة الطمى "الإطماء" فى بحيرة ناصر.
وعزا الدكتور محمد البسطويسى الباحث الجيولوجى بالهيئة ذلك لتواتر دخول المياه لمنخفضات توشكى وتكون بحيرات بها تتدفق إليها المياه من بحيرة ناصر بصورة متكررة ما يؤدى إلى غمر مساحات كبيرة من منخفضات توشكى بمياه النيل وبالتالى تزداد المساحات المعرضة للبخر.
وقال البسطويسى - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت - إنه بتطبيق نتائج هذه الدراسة يمكن التنبؤ بأن بحيرات توشكى ستتحول إلى الخزان الرئيسى لمياه فيضان النيل فى المدى البعيد، مما يترتب عليه تغير خريطة توزيع المياه بجنوب مصر.
وأكد ضرورة التخطيط لتحقيق أقصى استفادة من بحيرات توشكى فى المستقبل القريب عن طريق نقل وتخزين المياه بمناطق ملائمة للتوسع الزراعى وشحن الخزانات الجوفية.
وأضاف أنه تم استخدام صور الأقمار الصناعية وتحليلات نماذج الارتفاعات الرقمية لتقييم وحساب معدلات الفقد من مياه بحيرات توشكى وما حولها من مناطق جنوب غرب الصحراء الغربية بمصر نظرا للتغيرات المائية التى ستستجد على هذه المنطقة باستمرار والتى سيكون من نتيجتها تضاؤل سعة بحيرة ناصر من المياه وإطمائها.
وأوضح أن الهيئة ستضع تصورات ونماذج لكمية المياه ببحيرات ناصر وتوشكى ومساحة الأسطح المعرضة للبخر عند المستويات المختلفة لاقتراح حجم وأماكن الأعمال الهندسية المطلوبة من إقامة سدود وقنوات اتصال.
وقال إنه سيتم أيضا أنشاء قاعدة بيانات لتتبع التغيرات ببحيرة ناصر الناتجة عن تراكم الطمى، وذلك باستخدام نظم المعلومات الجغرافية ومجموعة من صور الأقمار الصناعية بتواريخ مختلفة بهدف استخدامها فى تحديث الخرائط الجيولوجية وخرائط التربة.
