مجد خلف تكتب: عيد الفطر

السبت، 11 سبتمبر 2010 12:13 ص
مجد خلف تكتب: عيد الفطر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العيد يعنى لغويا كل يوم يحتفل فيه بذكرى كريمة أو حبيبة، والمعيّد، هو من شهد العيد واحتفل به.

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ( للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه) ويوم العيد أى عيد الفطر يأتى فى أول يوم من شوال وهو اليوم الوحيد الذى يحرم فيه الصيام إيذانا بانتهاء الشهر الفضيل.

ومفهوم العيد يختلف من حضارة لحضارة، ومن أمة لأخرى ومن بلد إلى بلد، أو حتى من قرية إلى قرية، فنجد مثلا أن العيد فى الحضارة الغربية مرتبط بالاحتفال حتى الصباح بشرب الخمر وارتداء الملابس الأنيقة والرقص والغناء، ولا يختلف مفهوم العيد بهذه الصورة فى باقى الحضارات وهو الاحتفال بالعيد على نحو فردى، لا يراعى فيه المحتفل إلا نفسه، لكن الإسلام والإسلام وحده جاء بمفهوم جديد للعيد يعتمد فى أساسه على العطاء والمشاركة، فقد ورد فى الأثر أن صوم الإنسان يظل معلقا بين السماء والأرض لا يصعّده ليصبح فى قائمة أعماله إلا زكاة الفطر، والتى يجب أن يدفعها الصائم قبل صباح يوم عيد الفطر، وبها يصبح العيد عيدين، عيد للصائم عندما يحتسب صيامه وقيامه بإذن الله فى الشهر الكريم، وعيد لمن تلقى منه زكاة الفطر، فاشترى لأبنائه ملابس جديدة لم يكن ليقدر على شرائها لهم إلا أن تدفع له تلك الزكاة، وما نراه فى شوارع البلاد الإسلامية من فرحة الصغار والكبار بالعيد وابتهاجهم بقدومه ماهو إلا مظهر من مظاهر فرحة الصائمين بيوم فطرهم.

أما المظاهر الأخرى لهذه الفرحة فتتجلى فى تزاور الناس وتوادهم وتراحمهم، هنا تبدو الفرحة بعيد الفطر واضحة فى حياة الكبار، إذ يتقارب أفراد الأسرة الواحدة من بعضهم البعض، وتكون صلة الرحم هى السمة السائدة ليوم العيد، فلا معنى للعيد إن لم تتخلل ساعاتِ يومه زياراتُ الأقارب وعيادة الأحباب وضحكات الأطفال وسعادة الفقراء لشعورهم أن هناك من يهتم بهم ويعنى بأمورهم.

والعيد يجب أن يعتبره المسلمون فرصة لا تعوض ويجب أن لا تفوّت لإزالة الضغائن من النفوس وحل للمشكلات، فالأخ الغاضب من أخيه ماذا عليه إن هو ألقى الخصومة وراء ظهره وزار أخوه يوم العيد فتتلاشى الخصومة وتزول الأحقاد وتحل المشكلات جميعها بلقاء الإخوة يوم العيد؟ والعيد فرصة ذهبية لكل قادر على العطاء ومناسبة متاحة لكل مسلم أن تصبح يده اليد العليا المعطية، لا أن تكون اليد السفلى المانعة، فالأيدى المستحقة كثيرة، والمال مال الله، وما أجمل أن يكون الإنسان سببا فى إسعاد الآخرين، ولو بشق تمرة كل حسب مقدرته.

إن يوم العيد فى مجتمع المسلمين يجب ألا يكون فيه جائع أو محروم، فالكل يأكل ويشرب، والكل يفرح، والكل يتمنى أن يدوم يوم العيد، عطاءً غير محدود، وودا غير محدود، وصلة لأرحام الله لا تنقطع ورعاية لليتامى والمساكين؛ وما أكثرهم فى مجتمعاتنا الإسلامية؛ رعاية لا تنتهى بانقضاء يوم العيد بل تستمر بعده حتى يأتى العيد التالى، ويصبح للدعاء بأن يجعل الله تبارك وتعالى أيامنا كلها أعياد المعنى الذى علمنا إياه محمد صلى الله عليه وسلم، حتى تصبح حياة المسلمين عطاء ومودة وسعادة وابتساما بإذن الله، كل عام أنتم وأمة محمد، صلى الله عليه وسلم، بخير. والله من وراء القصد.

* سورية مقيمة فى مصر





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة