وسط مخاوف من وقوع أحداث تؤثر على وضع المسلمين فى الولايات الأمريكية، يحيى الأمريكيون اليوم الذكرى السنوية التاسعة لهجمات الحادى عشر من سبتمبر التى استهدفت مركز التجارة العالمى فى نيويورك ومبنى وزارة الدفاع فى واشنطن حيث تسببت الهجمات التى نسبت إلى تنظيم القاعدة فى مقتل قرابة 3 آلاف أمريكى، وأثارت موجة إدانة دولية واسعة.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) للمشاركة فى مراسم تأبين الضحايا، وسيقام احتفال رسمى فى ولاية نيويورك بحضور"جو بايدن" نائب الرئيس الأمريكى فى المكان السابق لبرجى مركز التجارة العالمى اللذين قد انهارا فى الهجمات.
ومن المقرر ذكر أسماء جميع الضحايا خلال مراسم الاحتفال، كما ستدق الكنائس أجراسها فى نفس موعد خطف أول طائرة من الطائرات التى استخدمها منفذو الهجمات ضد مقر البنتاجون فى واشنطن وبرجى نيويورك، وسيشارك نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن فى مراسم إحياء ذكرى الضحايا.
أما ميشال أوباما زوجة الرئيس الأمريكى ولورا بوش زوجة الرئيس السابق جورج بوش، ستحضران مراسم تكريمية لضحايا الرحلة رقم 93 الذين لقوا مصرعهم فى تحطم الطائرة فى ولاية بنسلفانيا.
ودعا الرئيس الأمريكى أوباما، فى كلمته إلى الفصل بين الإسلام والتطرف، مؤكدا أن الحرب ضد الإرهاب ليست موجهة ضد الإسلام، داعيا الأمريكيين خلال مؤتمر صحفى عقده فى البيت الأبيض الجمعة إلى عدم الدخول فى مواجهات والتحلى بالتسامح الدينى.
وقال أوباما "سأبذل ما فى وسعى ما دمت رئيسا للولايات المتحدة لأذكر الأمريكيين بأننا نشكل أمة أمام الله وبأننا ربما نسمى الله تسميات مختلفة لكننا نظل أمة.
وشدد أوباما على أن "أعداءنا هم القاعدة وحلفاءها الذين يحاولون قتلنا، ولكن أكثر من قتلوهم على الأرض هم المسلمون". وقال إن قتل أو اعتقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يمثل أولوية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن القبض عليه أو قتله هو ومساعده أيمن الظواهرى أمر مهم جدا للأمن القومى الأمريكى، على الرغم من أنه لن يحل مشكلة.
ومازال العالم يترقب بحذر الموقف المتردد للقس الأمريكى المغمور تيرى جونز الذى دعا الى حرق المصاحف اليوم حيث علق تراجعه عن هذه الخطة، وبالتزامن مع ذلك دخلت كنيسة أمريكية جديدة إلى حرق نسخ من المصاحف، وأعلنت أنها ستشعل النار بنسخ من الكتاب الكريم جمعتها ظهر اليوم السبت فى فناء مقرها الواقع بأرياف مدينة توبيكا فى ولاية كنساس الأمريكية.
وقالت كنيسة "وستبورو ببتيس تشيرش" على موقعها الإلكترونى أنها تكره كل شىء تقريبا، من يهود ومسلمين ومسيحيين تقليديين.
ويذكر أن كنيسة "وستبورو ببتيست" هى معمدانية مستقلة، لكنها خارجة عن القانون الكنسى العام ومتمردة على أى طائفة مسيحية معروفة، وتستمد الكنيسة قوتها من عائلة مؤسسها بالذات، فالعائلة كثيرة العدد فى أرنكساس وتقود منذ 20 سنة حملات كراهية لكل شىء لا يعجبها، ومنها إعلانها الفرح بحدوث هجمات 11 سبتمبر فى واشنطن ونيويورك، لأنها تعتبر ما حدث إشارة لكره الله للولايات المتحدة.
من جهة أخرى قالت ابنة القس تيرى جونز الذى هدد بحرق نسخ من المصحف الشريف، إن والدها فقد عقله وأنه بحاجة إلى المساعدة، وأضافت "إيما" الابنة المغتربة فى ألمانيا فى مقابلة مع صحيفة شبيجل أونلاين الألمانية أنها وجهت لأبيها وهو راعى كنيسة صغيرة فى ولاية فلوريدا- رسالة عبر البريد الإلكترونى تحثه على ترك خططه لحرق نسخ من القرآن، لكنه لم يرد على رسالتها.
