"إنّ بناء مسجد فى هذه البقعة لهو من الحماقة".. بهذه الكلمات الساخطة أجاب المواطن الأمريكى "بنّ" الذى يعمل فى مجال العقارات بعد سؤاله حول ما إذا كان يؤيد بناء مسجد فى المنطقة التى يعمل بها بولاية نيويورك أم لا؟، وهى المنطقة التى كانت تضم برجى مركز التجارة العالمى، ولا يبدو هذا هو رأى "بنّ" وحده.. حيث عارضت أغلب استطلاعات الشعب الأمريكى مشروع بناء المسجد بالقرب من جراوند زيرو.
ولكن مع هذا الرفض القاطع.. فإن منظمة مبادرة قرطبة التى تقف وراء المشروع ترى فيه وسيلة لتجاوز الماضى بآلامه وإثبات اندماج المسلمين فى المجتمع الأمريكى، لكن زيارة الموقع الذى من المفترض أن يشغله المركز الإسلامى المثير للجدل تكشف عن حالة من الانقسام حيال بناء مسجد فى موقع لا يبعد سوى بضع دقائق عن "جراوند زيرو" أو الموقع الذى كان يشغله مركز التجارة العالمى الذى انهار إثر هجمات 11 سبتمبر 2001.
لم يكن من الصعب التعرف على المبنى القديم الذى من المفترض أن يتم هدمه ليحتل المسجد مكانه.. حيث تقوم سيارات شرطة "نيويورك" بحراسة المبنى بينما يتجمع عشرات الصحفيين والإعلاميين بكاميراتهم وأقلاهم وأدواتهم التسجيلية، لكن هذا الضجيج الإعلامى لم يزعج الكهل القادم من "بنجلاديش" والذى يعمل فى الكشك الصغير المواجه للمبنى.
أصبح هذا الشخص بلحيته الكبيرة وغطاء رأسه مثار اهتمام العديد من الصحفيين الذين ينتابهم الفضول لمعرفة رأيه كمسلمين حيال مشروع المسجد، فالرجل يؤيد بناء المسجد مثله مثل العديد من المسلمين الذين أدوا صلاة العيد فى قبو أحد الكنائس فى مانهاتن..
فعقب إلقائه خطبة العيد فى قبو الكنيسة؛ أكد هارون الباكستانى الأصل أنّه يؤيد بناء المسجد لكن دون أن يؤثر هذا على وضع المسلمين فى أمريكا وأنّ الأمر كان يمكن تنفيذه بصورة أفضل مما يحدث حالياً.
لكن هناك بعض من مسلمى نيويورك من يعارض بناء المسجد على خلفية أنّ الأموال التى ستُنفَق على المشروع ستصل إلى 100 مليون دولار.. فى حين أنّه يمكن إنفاقها فى العديد من المشاريع التى تخدم مسلمى نيويورك الذين يتمركزون فى أحياء "بروكلين" و"كوينز" و"برونكس" لا فى "مانهاتن الراقية".
وهكذا فقد انقسمت الآراء الأمريكية بين مؤيد ومعارض للمسجد.. فالعديد من الشخصيات التى تنتمى إلى اليمين السياسى أعربت عن معارضتها للمشروع، مثل "سارة بالين" المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس فى الانتخابات الرئاسية السابقة و"نيوت جنجريتش" الرئيس الأسبق لمجلس النواب الأمريكى، وتأتى المعارضة على أساس أنّ بناء المسجد فى تلك البقعة يمثل إهانة لذكرى من قضوا حتفهم فى هجمات 11 سبتمبر.
ومن جهة أخرى، أظهر فريق آخر تأييده لبناء المسجد من منطلق الدفاع عن حرية العقيدة التى يكفلها الدستور الأمريكى مثل عمدة نيويورك "مايكل بلومبرج".
وبهذه الآراء والاتجاهات، فإن المبنى القائم فى 51 شارع "بارك بالاس" بمانهاتن أمسى مثار جدل داخل المجتمع الأمريكى حول حدود حرية العقيدة فى نفس الوقت الذى يتصاعد فيه النقاش حول الإسلام والإسلاموفوبيا.
الشرطة تطوق المكان بأكمله..
"اليوم السابع" فى موقع مسجد 11 سبتمبر والمسلمون أدوا صلاة العيد فى قبو كنيسة
السبت، 11 سبتمبر 2010 12:32 ص
موقع 11سبتمبر بعد 9سنوات من التفجيرات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة