صدر عن المركز القومى للترجمة كتاب جديد بعنوان الإسلام فى أفريقيا الاستوائية من تأليف آى إم لويس وترجمة عبد الرحمن عبد الله الشيخ.
يتناول الكتاب عدد المسلمين فى الحزام الاستوائى بالقارة الأفريقية، حيث يؤكد المترجم فى مقدمته على أن عدد المسلمين تجاوز الخمسين مليوناً وهذا العدد يساوى عدد المسلمين فى الحزام المتوسطى الممتد على طول البحر المتوسط من مصر حتى المغرب الأقصى.
وضمن المترجم ثلاث خرائط توضح مواقع القبائل والجماعات الأفريقية التى أشار إليها مؤلف الكتاب حيث يعرض لانتشار الإسلام من منظور غير تقليدى كتحليله مثلاً للنظام الأمومى والذى سمح بانتقال الميراث والمكانة الاجتماعية عن طريق الصلة بالأم فى الأساس، وليس الصلة بالأب.
يشير المترجم إلى أن العرب المهاجرين عندما تزوجوا من أفريقيات تأخذ عشائرهن بهذا النظام الأمومى، لم يعترضوا على هذا النظام باعتباره مخالفاً للشريعة.
ويتتبع مؤلف الكتاب مستعمرات النوبيين فى مختلف أنحاء السودان، مشيراً إلى أنهم فى أوطانهم الأصلية شعب نهرى يلتزم وادى النيل التزاماً شديداً لاشتغالهم بالزراعة من جهة ولنفورهم من الطبيعة الصحراوية للأقاليم المتاخمة للنهر شرقاً وغرباً من ناحية أخرى.
لويس قسم كتابه إلى جزأين قدم فى أولهما مقدمة أنثروبولوجية عامة تناول فيها توزيع الإسلام وإنتشاره والعوامل التى أدت إلى هذا الانتشار، وعلاقة الإسلام بالسياسات القبلية والشريعة الإسلامية والأعراف السائدة وناقش كيفية تعامل الإسلام مع المعتقدات الوثنية وما يتصل بها من طقوس، مختتماً هذا القسم بعلاقة الإسلام والعالم المعاصر.
أما القسم الثانى فأشار فيه المؤلف إلى أدوار إنتشار الإسلام ومناطق الثقافة الإسلامية فى إفريقيا، وعرض لمراحل انتشار الإسلام فى السودان الشرقى، والعوامل والعمليات التى أدت إلى تحول الغرب الأفريقى إلى الإسلام فى القرن الحادى عشر إلى القرن العشرين.
كما تناول التوغل الإسلام وتأثيره فى إفريقيا، خصوصا فى بلاد النوبة وكردفان وجمهورية السودان، وقبول الإسلام ورفضه لدى جماعات البوران فى مناطق الحدود الشمالية لكينيا، كما عرض لأحوال المسلمين فى إمبراطورية "صنغى" التى تأسست وامتدت فى الفترة من 1464 حتى 1591، وغيرها من الممالك، فعرض لوضع المسلمين فى حاضرة الأشانتى فى بواكير القرن التاسع عشر، والسنغال، وتنزانيا، وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة