الجماعة الإسلامية تطالب النظام بمواجهة مثيرى الفتن

الجمعة، 10 سبتمبر 2010 10:15 ص
الجماعة الإسلامية تطالب النظام بمواجهة مثيرى الفتن صورة أرشيفية
كتب شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعت الجماعة الإسلامية فى بيان لها المجتمع بجميع طوائفه إلى الوئام والوفاق، مذكرين بأن الموجهات الداخلية لم تقدم للبلاد إلا الإرهاق والضعف .

وقالت الجماعة، إن مصر تعيش فى مفترق طرق ومنعطف تاريخى دقيق، يحتاج توافقا مجتمعيا فى ظل التحديات الداخلية وعلى رأسها التوترات الطائفية، مشيرين إلى أن المظاهرات فى الكنيسة وما يقابلها فى المسجد مشهد لم تألفه مصر من قبل، وهناك من يريد الاصطياد فى الماء العكر وتوجيه الاتهام إلى الطرف المسلم، وهى نفس الوجوه التى سعرت الحرب بين الدولة وبين الحركة الإسلامية.

وفى بيان التهنئة بعيد الفطر أكدت الجماعة الإسلامية بعنوان "الحركة الإسلامية من المواجهة إلى المشاركة" أنه آن الأوان أن تنقل الحركة الإسلامية نفسها من خندق المواجهة إلى ساحة المشاركة، مشيرين أن الجماعة الإسلامية ستظل وفية بمبادئها مطورة لحركتها ورؤيتها، وطالبت الدولة بمحاصرة التطرف الطائفى وتجفيف منابعه، بعودة سلطة الدولة كما كانت، وأن تضرب الدولة بيد من حديد على مثيرى الفتن من الطرفين، وتعمل على إسكات الأصوات التى خربت الوطن كثيراً فى الماضى والحاضر.

وأوضحت الجماعة فى بيانها أن البعض الذى ظن أنه برحيل اللواء أحمد رأفت مهندس مبادرة وقف العنف– الذى توفى قبل أسابيع- ستنتهى المبادرة وينتهى جهد السنوات السابقة، إلا أن المبادرة التى أطلقتها الجماعة عن قناعة وبصيرة لم تكن تكتيكاً مرحلياً، بقدر ما كانت خياراً استراتيجياً سعت الجماعة الإسلامية من خلاله بعد طول تدبر وتمعن إلى تدشين تيار فكرى داخل الحركة الإسلامية، يعمل على استيعاب تجارب الماضى وتلافى أخطائه، وكانت الفكرة السائدة فى أوساط الحركة الإسلامية طيلة العقود السابقة أنها وجدت لتواجه الدولة والأنظمة الحاكمة باختلاف أنواع المواجهة وأشكالها من سياسية إلى فكرية إلى عسكرية، وغلبت عليها فكرة المنازعة والإحلال بدلا ًمن التعايش والتعاون والتآزر، وأوقعها ذلك فى مشاكل جمة مازالت تدفع ضريبته حتى الآن.

وذكرت الجماعة أن تلك المواجهة الفرصة للمتربصين بالإسلام ذاته والذين وجدوها فرصة سانحة لمحاصرة الإسلام وتجفيف منابعه، على حد زعمهم، لذلك عملوا على بناء منظومة فكرية جديدة تضع الحركة الإسلامية على الطريق الصحيح، وتعيد إليها دورها المفقود دعوة وتربية وإصلاحاً، مشددين على أنه متى خرجت الحركة الإسلامية عن هذا الخط الأصيل وجب عليها أن تراجع نفسها وتعيد تقويم مسيرتها، ملفتين إلى علمهم أن مهمتهم ليست سهلة نتيجة الضغوط التى يتعرض لها الإسلام والمسلمون وغير هذا إلا أن الجماعة ستمضى فى طريقها، خاصة أن هناك بشائر الغرس تؤتى ثمارها خارج مصر مثل السعودية وليبيا وغيرهما، لتأثرهم بالمبادرة والمراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية.

وعادت الجماعة لتؤكد أنهم يريدون عدم ارتباط المبادرة وأفكارها بأشخاص بعينهم، ويجتهدون لتحويلها إلى صيغة علاقة دائمة بين الحركة الإسلامية وبين الدولة، وتحويلها إلى فكرة دائمة تتناقلها الأجيال وتتداولها الكتب ويكون لها أنصار فى الحركة الإسلامية وعلماء الإسلام المستقلين، وكذلك بين دوائر السياسيين والتنفيذيين، وتكون واقعا ًعمليا على الأرض، وتحقق نجاحا عمليا ً ليصبح التصالح والتعايش أساسا ًللحياة، حتى وإن كانت هناك خلافات فكرية أو سياسية أو عملية بين الفريقين.

وأشارت الجماعة فى بيانها إلى ما قامت به فى المبادرة وآثارها منها توجيه الأنظار إلى أهمية النظر فى المصالح والمفاسد ودعوا الشباب المسلم فى كل مكان أن يقرأ واقعه، بحيث لا تصبح أفعاله وتصرفاته سببا ًلإضعاف وطنه وإحداث خلل ينفذ منه الأعداء، كما أعادت المبادرة قراءة بعض المفاهيم كمفهوم حتمية المواجهة وأن عدالة القضية لا تعنى حتمية المواجهة، وتعلمت الجماعة أنهم ليسوا وحدهم فى هذا العالم الذى يحمل هم الإسلام ويسعى لنصرته، وأن المبادرة علمتهم قيمة الحوار مع الآخرين حتى وإن اختلفوا معهم فى الفكر أو الرأى ، كما أحيت المبادرة قيمة الإحسان للمسلم والكافر، ونادت الجماعة لاستعادة الأزهر لدوره القديم كإحدى منارات العلم والدعوة فى العالم الإسلامى.

وشددت الجماعة على أن الحركة الإسلامية لا ينبغى لها أن تمنح لنفسها حقوقاً اختصتها الشريعة الإسلامية بالحكومات صالحة أو فاسدة كإقامة الحدود وإعلان الحروب ومنح الأمان للأفراد ونزعه عنهم، لذلك أكدوا على ضرورة التصالح مع المجتمع وعدم الاصطدام به وبأعرافه وتقاليده.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة