عمرو جاد

أيتها الطائفية لا تفسدى عيدى

الجمعة، 10 سبتمبر 2010 09:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا آسف إن كنت قد أفسدت شهيتك فى آخر الشهر الكريم، بطلتى هذه ولكن هذا قدرك.. وقدرى أيضا، لكن يا صديقى تظل الحقيقة المرة خيالا يطاردك أينما ذهبت ومهما حاولت أن تكون متفائلا بأمل واهم فى انتظار من لا يأتى.. كفانا غموضا ولنتحدث فى الأمر، اليوم هو عيد الفطر، إذن كل عام وأنتم بخير، أقولها بينما مصر حقا ليست بخير، لأن سيف الطائفية المسلط على رقبتها صار قاب قوسين أو أدنى من يحز رؤوسا لا ذنب لها، من قبل كانت وفاء وبالأمس كاميليا والآن ماريانا.

تلك الأسماء اللامعة الآن فى سماء الفتن ستكون وقودا غدا لأزمة كبرى لا يعلم مداها إلا الله، هل تعرف لماذا؟ لأننا أصبحنا شعبا يبحث عن الفتنة ويستمتع بها، ويطرب لسماع أخبارها، اذهب على المقهى لتسمع حزمة من الشعارات عن هؤلاء الذين يلعبون فى "بطن" البلد ويخطفون بناتها ويجبرونهم على تغيير ديانتهم، وحزمة أخرى من الأساطير عن أساليب التعذيب والإعدام بالكنيسة، وكيف أن إمام المسلمين يتجاهل أزمة بناته ممن أشهرن إسلامهن واختفين بعد وذلك، وتركيزه فقط على حسن الجوار والحوار مع الآخر، وكيف إن راعى المسيحيين، يتهاون فى حقوق شعبه بدعوته الدائمة للحوار ونبذ العنف؟؟ بينما أنا وأنت نعلم جيدا أن الحل لن يكون أبدا فى يد شيخ الأزهر أو البابا، لأن كلاهما أصبح أحد الأرقام فى معادلة التراشق الطائفى، لأن المسيحيين أيضا يطالبون بإغلاق لجنة إشهار الإسلام وهو ما يرفضه أى شيخ أزهر يريد الحفاظ على هيبته بين المسلمين، فيما يطالب مسلمون بعزل البابا شنودة لأنه– فى نظرهم– السلطة الأولى فى الكنيسة التى تبارك إخفاء حالات مثل وفاء وكاميليا.

أنت الآن فى مأزق كبير، إذا طالبك أحدهم بتلخيص الحلة الدينية فى مصر، ستقول لى إن الأعياد توحد المشاعر وتنسى الجميع، ولو مؤقتا، بعضا من مشاكلهم، كان هذا قديما حينما كان الخلاف بين الطرفين فى خانة الشجار العادى، لكن الآن أصبحت الطائفية شهوة دفينة فى نفوس كثيرين لأنهم يستفيدون منها أو على الأقل يستمتعون بالفرجة عليها، مثل هؤلاء الذين يقودون فى الخفاء مجموعة من الشباب الذين تنتفض عروقهم فى المظاهرات الغاضبة بحثا عن فتاة اختفت من بيت زوجها الكاهن، أو أمثالهم ممن تتخضب لحاهم بالعرق فى مظاهرة للمطالبة بإظهار فتاة قيل أنها أشهرت إسلامها، من أجل هذا كتب على هذا الوطن أن يعيش كثيرا تحت رحمة مشعلو الحرائق ومهيجو الجماهير، ولأجل هذا أيضا سيظل الملعونون ممن أيقظوا هذه الفتن الأكثر شهرة والأكثر استفادة منها إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة