قبل ساعات من لقائه بباراك أوباما

مبارك لنيويورك تايمز: يمكن تحقيق السلام هذه المرة..وأقترح نشر قوات دولية فى الضفة لتعزيز الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين..وعلى إسرائيل تمديد فترة تجميد المستوطنات لنجاح هذه المفاوضات

الأربعاء، 01 سبتمبر 2010 10:38 ص
مبارك لنيويورك تايمز: يمكن تحقيق السلام هذه المرة..وأقترح نشر قوات دولية فى الضفة لتعزيز الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين..وعلى إسرائيل تمديد فترة تجميد المستوطنات لنجاح هذه المفاوضات  الرئيس حسنى مبارك
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى عددها الصادر اليوم الأربعاء مقالا للرئيس مبارك تحت عنوان "خطة سلام فى متناول أيدينا"، يتحدث من خلاله عن أمله فى إحلال السلام هذه المرة، ويعرض رؤيته التى تؤيد نجاح الرئيس الأمريكى، باراك أوباما فى التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينعم به كل من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، واقترح نشر قوات دولية فى الضفة لتعزيز الثقة بين الجانبين، فإلى نص المقال:

"مرت عشرة أعوام طوال منذ أن اقترب الفلسطينيون والإسرائيليون لتحقيق سلام دائم، وكان هذا فى طابا، بمصر فى يناير من عام 2001. ورأيت خلال مهنتى فى سلاح الطيران الجوى التأثير المأسوى للحرب بين العرب وإسرائيل، وبصفتى رئيسا للجمهورية المصرية، عاصرت الكثير من النجاحات والإخفاقات فى عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وكان قرار مصر بأن تكون أول دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل أسفر عن مقتل سلفى، أنور السادات، ومنذ ذلك اليوم فى 1981 الذى كنت فيه شاهدا على اغتيال المتشددين للسادات، وأنا أحاول جاهدا أن أحول حلم السلام الدائم فى الشرق الأوسط إلى حقيقة.

وأضاف الرئيس: والآن بعد توقف استمر لمدة عامين فى المفاوضات المباشرة، نسعى لفتح فصل جديد فى هذا التاريخ الطويل، ورغم أن الكثير يزعمون أن هذه الجولة الجديدة من المباحثات، والتى تبدأ باجتماعات بين الرئيس أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، والرئيس الفلسطينى، محمود عباس، وملك الأردن الملك عبد الله، وأنا فى واشنطن اليوم الأربعاء، سيكون مآلها الفشل شأنها شأن الكثير من المفاوضات السابقة، إلا أن انخراط الرئيس أوباما فى هذه العملية أحيا آمالنا المتعطشة للسلام، وينبغى علينا استغلال هذه الفرصة.

وأكد الرئيس مبارك أن الخطوط العريضة للتوصل إلى اتفاق سلام واضحة ومتمثلة فى خلق دولة فلسطينية على الأراضى التى احتلتها إسرائيل عام 1967، مع جعل القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين. وعالجت المباحثات السابقة الكثير من تفاصيل الوضع النهائى للاجئين والحدود والقدس والأمن.

وأكبر عائق يقف الآن فى وجه نجاح هذه المباحثات هو العائق النفسى، التأثير التراكمى لسنوات ساد خلالها العنف وشهدت توسيعا لنطاق المستوطنات الإسرائيلية أدى إلى انهيار الثقة بين الجانبين، ولكى تنجح هذه المباحثات، يتعين علينا إعادة بناء الثقة والأمن.

كيف نفعل ذلك؟

أولا، ينبغى علينا حماية عملية السلام من اندلاع المزيد من موجات العنف، ولتحقيق ذلك، مصر تقف على أتم استعداد لملاحقة جهودها لحل القضايا الصعبة التى تحيط بغزة، ومنها التوسط لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، التى تتحكم بالقطاع، ووضع نهاية للحصار الإسرائيلى والتوصل إلى تسوية بين حماس وغريمتها فتح، التى تتحكم بالضفة الغربية. وكل هذا ضرورى للتوصل إلى حل قائم على بناء دولتين. الفلسطينيون لن يتمكنوا من صنع السلام طالما أن جبهتهم مقسمة، وإذا تم عزل غزة من إطار السلام، ستظل مصدر للصراع، وفى نهاية المطاف ستقوض الاتفاق النهائى.

ومضى الرئيس مبارك قائلا: ولنجاح عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يجب أن يتم إدراجها فى اتفاق سلام إقليمى أوسع نطاقا بين إسرائيل والعالم العربى، ومبادرة السلام العربية، التى أيدتها جميع الدول العربية، تعرض على إسرائيل السلام والتطبيع مقابل انسحابها من الأراضى العربية، وحل أزمة اللاجئين الفلسطينيين، ولكن، فى هذه الأثناء يجب على الجانبين إظهار أن هذا الحلم يمكن تحقيقه. والدول العربية يجب أن تظهر مدى جديتها فى تأييد مبادرة السلام، من خلال اتخاذ خطوات من شأنها مخاطبة آمال ومخاوف المواطن الإسرائيلى العادى.

أما إسرائيل، فيتعين عليها أن تتأكد أن السلام والمستوطنات لا يتماشيان معا، فى الوقت الذى يعمقون فيه الاحتلال الذى يرغب الفلسطينيون فى وضع نهاية له، والوقف الكامل لتوسيع بناء المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية والقدس الشرقية ضرورى لنجاح هذه المباحثات، ويمكن أن تمد إسرائيل فترة تجميد المستوطنات، والتى تنتهى هذا الشهر.

ونوه الرئيس مبارك: الثقة بين الجانبين لا يمكن أن تقوم إلا على أمن ملموس ولكن هذا الأمن لا يمكن أن يكون مبررا لاستمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، إذ إنها تقوض المبدأ الجوهرى القائم على الأرض مقابل السلام.

حاجة إسرائيل للأمن مشروعة يمكن أن تتفق مع مطلب الفلسطينيين العادل للانسحاب الكامل من الأراضى المحتلة، ووجود قوات دولية فى الضفة الغربية، يجرى نشرها هناك لمدة يتفق عليها من قبل الأطراف، يمكن أن تمنح كليهما الثقة والأمن اللذين ينشدانهما.

ومصر على أهبة الاستعداد لاستضافة الجولات التالية من المفاوضات، خاصة وأن كل الاتفاقات الإسرائيلية الفلسطينية الرئيسية التى تم التوصل إليها تمت بمشاركة مصرية نشطة وبتعاون وثيق مع الولايات المتحدة.

وكانت محادثات عام 2001 فى طابا أقرب نقطة لتوصل الطرفين إلى اتفاق ينهى الصراع، ويمكن بالبدء من حيث انتهى الطرفان على أمل أن تؤدى روح المشاركة التى اتسمت بها هذه المحادثات إلى النجاح.

وختم الرئيس مبارك مقاله قائلا: العالم يعانى من مرارة التطرف والتوصل إلى سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيعيد الأمل إلى الشرق الأوسط وللشعوب فى كل مكان، ويجب أن تعمل جميع الأطراف على إنجاح هذه الجولة الجديدة من المفاوضات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة