عطا درغام يكتب: المصريون إلى أين؟

الأربعاء، 01 سبتمبر 2010 10:33 م
عطا درغام يكتب: المصريون إلى أين؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد المجتمع المصرى حراكا اجتماعيا كبيرا فى السنوات الأخيرة، فاختفت الطبقى الوسطى التى كانت تحدث توازنا فى المجتمع المصرى.

كان يغلب عليها الثقافة والوعى بأحوال المجتمع، فخرج منها المفكرون والعلماء والأدباء والساسة الذين قادوا هذا المجتمع، وأثروا فى توجهاته.

اتسم المجتمع بالثبات والاستقراروالتفاعل مع الأحداث التى كانت تمر به، فكنت تجد حراكا فكريا وسياسيا وأدبيا، ومع نهاية السبعينات شهد المجتمع المصرى انقلابا بعد سنوات من الحرمان عاناها بسبب الحروب.

ومع تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادى، والتى أرى أنها لو سارت كما قدر لها لتغيرت مصر وأصبحت نمرا صناعيا سبقت به النمور الآسيوية،ونافست الدول الصناعية.

لكن التوجه الخاطيء لأصحاب رؤوس الأموال الذين يبحثون عن المكسب السريع، صبغ المجتمع المصرى بالطابع الاستهلاكى ،فأصيب بالهوس بكل ماهو مستورد،والحرص على اقتنائه،وأغرقت الكماليات السوق المحلية على حساب المنتج المحلى، وسيطر الجشع على الناس الذين يريدون أن يمتلكوا كل شىء، حتى الذى لا يحتاجونه، وانتابتهم حالة من عدم الرضا.

من يملك يريد أن يمتلك سيارتين لاسيارة واحدة، بل أسطولا من السيارات، الحرفى، البواب، الموظف...إلخ لا يقنع بموبايل واحد بل بأكثر، وقد يمتلك أكثر من خط مستفيدا بالعروض المقدمة من شركات المحمول التى تريد أن تحصل أكثر وأكثر.. حتى الأطفال يحملون أحدث الموبايلات، مما يفوق إمكانيات الأسرة المسكينة التى لابد أن تلبى كل الاحتياجات من الفواتير التى تقصم الظهر وأقساط الاجهزة الكهربائية.

أصبحت الأسرة المصرية تتحمل أعباء تفوق طاقاتها، فانتشرت الدروس الخصوصة التى همشت دور المدرسة، وجعلتها أطلالا من الماضى، وأفقدها دورها الريادى فى نهضة الأمة وتخريج المفكرين والعلماء، إذا انتقل التعليم من معاهد العلم إلى مراكز الدروس الخصوصة والشوارع، ليشهد المجتمع انهيارا فى كل شىء، يحتاج إلى مئات السنين لتستقيم جدرانه.

سيطر الجشع على التجار الذين لا يهمهم إلا ملء جيوبهم وانتفاخ كروشهم على حساب أشلاء هذا الشعب المسكين، والكل يتسابق على امتصاص دماء أخيه.

وظهرت ثقافة (كل واحد يحط إيده فى جيب غيره)، وانتشرت الرشوة الداء العضال الذى أصاب المجتمع المصرى، وغزا كل المؤسسات فى مصر، وأصبحت حقا مكتسبا لكل مسئول فى مكانه، ولن تقضى حاجتك إلا بعد دفع المعلوم، والالتحاق بالوظائف لمن يدفع أكثر.

غابت القيم والمبادئ والأخلاق التى كان يتحلى بها المجتمع المصرى، كالنخوة والشهامة والأمانة وغيرها.

وانتشرت البلطجة فى الشارع المصرى، وأصبح الناس لا يطيقون بعضهم البعض، وغابت لغة الحوار والتفاهم بين الـناس، وأصبح التفاهم بالسنج والمطاوى والسيوف والأمواس.
إذا أردت أن تتعرف على أحوال المجتمع المصرى، فافتح صفحات الحوادث فى الصحف المحلية لتتساءل ماذا حدث للمصريين...؟

نرجو الإجابة على هذا السؤال.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة