كشف رئيس لجنة جائزة نوبل الراحل جانر جان فى مذكراته الصادرة قبل يومين، أن استبعاد الكاتبة الجزائرية الشهيرة آسيا جبار، والتى ترشحت لجائزة نوبل أكثر من مرة، من الفوز بالجائزة كان لأسباب سياسية متمثلة فى استبعاد العرب بشكل عام من الجائزة.
ووفقا لصحيفة البلاد الجزائرية فقد أشار جانر، فى مذكراته التى تحمل عنوان ''جائزة نوبل•• ما كان يريده نوبل فى الحقيقة''، إلى الظروف والآليات التى تحكم عملية التتويج بأرفع جائزة على المستوى العالمى، متعرضا للجدل الذى يرافق موسم التتويج فى كل سنة، خصوصا ما يتعلق بـ''استبعاد العرب'' من الجائزة، وترشيح النقاد للكاتبة الجزائرية الشهيرة آسيا جبار كل مرة دون أن تنال التتويج•
وتستعرض المذكرات مختلف الانقسامات التى حدثت داخل اللجنة بخصوص ''منح الجائزة لأسماء لا تلبى الشروط التى وضعها ألفريد نوبل فى وصيته''، إضافة إلى خلافات أخرى حدثت خلال العقود الماضية حول كيفية تفسير وصية مؤسس الجائزة السويدى ألفريد نوبل، والذى أطلقها عام 1895، خصوصا حول جائزة السلام•
من ناحية آخرى قال الكاتب والمحامى السويدى فريدريك هيفر ميهل تعليقا على هذه المذكرات، إن لجنة نوبل صارت تمنح الجائزة وفق أفكارها، حيث إن جوائز كثيرة منحت منذ الخمسينيات دون أن لا تستند إلى الواقع.
وأضاف قائلا: أن "نوبل المحب للخير ومخترع الديناميت أراد أن يكرم أبطال السلام مع التركيز على نزع السلاح ومؤتمرات السلام، وليس لما تراه لجنة الجائزة على مدار العقود الأخيرة''، مؤكداً أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى فاز بالجائزة سنة 2009، لم يكن مفروضاً أن يكون فى القائمة على الرغم من حديثه عن نزع السلاح، وهذا لأن الولايات المتحدة تورطت فى حربين بالعراق وأفغانستان•
وأوضح ''هيفرميهل'' أن الخلافات الموضحة فى مذكرات رئيس اللجنة المكونة من خمسة أعضاء فى الفترة الممتدة من 1942 إلى 1966؛ تعكس وعيا عميقا بالمشاكل المتعلقة بالتفسير الصحيح لوصية مؤسس جائزة ''نوبل''، حيث هدد ''جان'' مرة بالاستقالة من اللجنة لشعوره بأن جوائز كثيرة تذهب إلى مؤسسات كالصليب الأحمر، ومن المشكلات الرئيسية فى هذا الإطار أن وصية مؤسس الجائزة مازالت مبهمة، حيث تقول الترجمة الرسمية إن الجائزة ينبغى أن تذهب إلى ''الشخص الذى فعل أكثر أو أفضل عمل من أجل الإخاء بين الأمم وإلغاء أو تقليص الجيوش القائمة وتشكيل ونشر مؤتمرات السلام''•
وفى السياق ذاته، يقول المحامى السويدى إن الصراع داخل لجنة ''نوبل'' كان أيضا حول المرشحين العرب، حيث إن هناك عائقا سياسيا يقف دون منحها لبعض العرب خصوصا آسيا جبار، كما أن هناك أسماء لم تعد مرغوبة، لذا تفكر الأكاديمية، بإجراء عملية تنظيف كامل؛ أى استبدال كل المرشحين الدائمين منذ عشرين عاما، بلائحة جديدة، فمثلا من الجانب العربى للآداب تم استبدال أدونيس من لائحة المرشحين الدائمين بالكاتب المغربى طاهر بن جلون، ومن المحتمل أن يفوز بها إذا تم اقتناع اللجنة به كأديب يلبى الشروط الأساسية، على حد تعبيره•
يذكر أن الروائية الجزائرية آسيا جبار قد تصدرت قوائم المرشحين لجائزة نوبل للآداب فى العام الماضى، والتى تبلغ قيمتها حوالى 10 ملايين كرونة سويدية حوالى "1.42 مليون دولار"، وفازت بها الروائية الألمانية ذات الأصول الرومانية هيرتا مولر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة