تونى بلير يعترف: لم أكن أفهم الإسلام حتى 11 سبتمبر.. وخشيت على بريطانيا بعد وفاة ديانا

الأربعاء، 01 سبتمبر 2010 11:42 ص
تونى بلير يعترف: لم أكن أفهم الإسلام حتى 11 سبتمبر.. وخشيت على بريطانيا بعد وفاة ديانا رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير
كتبت ريم عبد الحميد وإنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتم عدد من الصحف البريطانية أبرزها الجارديان والتليجراف بمذكرات رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير التى نشرت بالأمس، وتعرضت لأهم ما جاء فيها من حيث موقفه من الإسلام والحرب على العراق، وخلافه مع نائبه وخلفه فيما بعد جوردون براون، ووفاة الأميرة ديانا.

ذكرت صحيفة التليجراف، أن بلير قد أشار فى مذكراته إلى أنه سرعان ما أدرك الآثار المترتبة على اصطدام انتحاريين بطائرات بمركز التجارة العالمى والبنتاجون وكان وقتها يستعد لإلقاء كلمة أمام مؤتمر لنقابة العمال فى برايتون، ويضيف أنه كان يدرك وقتها أن الحرب الجديدة أيديولوجية، لكنه لم يكن يفهم تماماً تاريخ الإسلام، ويعترف أنه أساء تقدير تأثير هذا التطرف.

ويتابع بلير، أن المستقبل وحده هو الذى سيكشف لنا ما إذا كان الخيار الأفضل هو التدخل العسكرى أم القوة الناعمة، لكنه يصر أنه اتبع قناعاته وحدسه وأنه لم يكن ليغير قراره بخوض حربى العراق وأفغانستان حتى لو كان يعلم طول مدة الحرب.

ويرى رئيس الوزراء البريطانى، أن محاولة الفرار من الصراع كانت ستصبح خطأ فادحا وجبناً سياسياً.

وتشير التليجراف إلى أن بلير كشف أيضاً عن أنه كان قريباً من أمر إسقاط طائرة تجارية متجهة إلى لندن بعد أن فقدت الاتصال اللاسكى، ولكن بعد معاودة الاتصال قبل الوقت المحدد لإسقاطها قام بالركوع حمداً للسماء.

ورغم اعترافه أن حرب العراق كابوس فشل فى التنبؤ به، إلا أن بلير لم يستخدم مذكراته لتقديم اعتذار كامل كثيراً ما طلب منه بسبب قيادته المملكة المتحدة إلى تلك الحرب.

ويزعم بلير أنه كثيراً ما ذرف الدموع على وفاة الجنود البريطانيين والنساء فى العراق وتعهد بتخصيص الجزء المتبقى من حياته فى النضال من أجل السلام فى الشرق الأوسط، وكتب فى مذكراته "الرحلة" قائلاً: "لا يمكننى إبداء آسفى فى كلمات، لكننى فقط آمل فى تقديم ذلك من خلال أفعال على مدار حياتى المتبقية".

ويتابع بلير سلسلة اعترافاته من خلال "الرحلة"، مشيراً إلى أنه تعمد أن يتجنب الاعتذار حينما سئل خلال لجنة تحقيق عن دوره فى الصراع العراقى فى وقت مبكر من هذا العام لأنه لم يكن يستطيع احتمال قراءة عناوين الصحف فى اليوم التالى تقول "بلير يعتذر عن الحرب".

وقال إنه كان غاضباً حينما سئل من لجنة التحقيق فيما إذا كان يشعر بأى ندم تجاه الحرب. وكتب: "هل يقصدون أننى لم أعبء أو أشعر أو آسف بهؤلاء الذين فقدوا حياتهم فى هذه الحرب؟ دموعى كانت كثيرة جدا"، وأضاف "أشعر بأسف بالغ من أجلهم، ولأجل العائلات التى ازدادت فجيعتها سوءاً بسبب الجدل الدائر حول لماذا فارق أحبائهم الحياة".

ومع ذلك لم تصل كلمات أسف بلير فى مذكراته إلى حد تقديم الاعتذار الكامل وأصر على أن صدام حسين لم يكن من الممكن السيطرة عليه لو بقى رئيسا للعراق، واعترف: "اعتقدنا أن هناك برنامج أسلحة دمار شامل نشط لكنه لم يكن."

واستدرك بلير: "ومع ذلك أصر صدام على إعتقادة فى الأهمية الإستراتيجية لأسلحة الدمار الشامل لنظامه وبقائه.. الخطر، الذى تراجع عام 2003، واضح جداً".

وكتب أن قراره قيادة البلاد إلى حرب العراق لم يؤدى به فقط إلى تراجع شعبيته لكن أيضا أدى إلى نفور كثير من أقرب الناس إليه. كما يروى بلير فى جزء خاص من مذكراته حول علاقته بالأميرة ديانا قائلا: "ديانا كانت مناورة مثلى". وأشار أنه حينما ماتت أميرة ويلز عام 1997 شعر بلير وقتها بواجبه تجاه حماية الملكية من نفسها.

وقال إن ديانا كانت جذابة وجميلة ولكنها أيضا عنيدة ومفرطة فى عواطفها. ويتذكر مقابلته معها فى تشيكرز فى يوليو 1997، قبل شهر من وفاتها، قائلا أنه شعر بعدم إرتياح حول علاقتها بـ دودى الفايد لكنه لم يتمكن من معرفة السبب.

وأوضح: "كلا منا مناور بطريقته"- فلدينا القدرة على إدراك مشاعر الآخرين وحدسيا نستطيع اللعب عليها.

وأدلى بلير بروايته حول ما حدث ليلة وفاة أميرة ويلز، وقال أنه أستيقظ فى الثانية صباح 31 أغسطس عام 1997 ليجد ضابط يقف عند نهاية سريرة يبلغه أن ديانا أصيبت فى حادث خطير.

وكان بلير على علم من البداية أن فرصة الأميرة فى البقاء على قيد الحياة ضئيلة، وقد تلقى بالفعل خبر الوفاه فى الرابعة صباح. ويقول "حاولت ألا أبدو قاسيا ولكن فى نفس الوقت كان لابد من التماسك لإدارة الموقف والإعداد لمراسم الدفن التى ستتبع الأميرة".

وقد شعر رئيس الوزراء أن عدم إستجابه العائلة المالكة لموت أميرة الشعب أمر خطير على المملكة فى مواجهة الحزن العام فى البلاد، وقد رأى بواجبه نحو حماية الملكية من نفسها.

ويقول إنه بذل قصارى جهده رغم أن بعض أعضاء العائلة لم يعجبه ما كان يفعله بلير. وشعر وقتها انه لا يجب أن يكون مباشرا مع الملكة حول رؤيته لخطورة الموقف لذا تحدث لأمير ويلز، الذى وافقه وقام باتخاذ المهمة ليبلغ الملكة أن بلير يعتقد أن عليها إصدار بيان علنى. وقد وافقت.

علقت صحيفة الجارديان على هذه المذكرات قائلة إنه يبدو أن بلير لم يبتعد عن الساحة السياسية فى بريطانيا لثلاث سنوات منذ أن تنحى عن منصبه فى يونيو 2007 و بعد عشر سنوات قضاها فى السلطة فى دواننج ستريت. وربما كان السبب فى ذلك هو الإرث الذى خلفته مشاركة بريطانيا فى الحرب على العراق، والتى كان هو مسئولاً عن قرارها. ورغم أنه بعيد عن بريطانيا بسبب مهام منصبه كمبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، إلا أن مذكراته التى تم الإفصاح عنها بالأمس وتقع فى 700 صفحة. ستعنى عودة دخوله إلى النقاش السياسى فى بريطانيا بعد فترة من الصمت فرضها على نفسه.

وأجرت الصحيفة مقابلة خاصة مع بلير قال فيها إنه التزم الصمت طوال ثلاث سنوات متعمدا، لكن ذلك تغير الآن فحزب العمال لم يعد موجوداً فى السلطة، ويشير بلير إلى أنه هو من قام بكتابة مذكراته بنفسه وأنه سعيد وفخور بنوع الكتابة التى قدمها فيها.

ورداً على ما أثير حول وجود نظريات مؤامرة خاصة وأن توقيت نشر المذكرات التى تحمل عنوان "رحلة" يتزامن مع بدء التصويت على قيادة وزعامة حزب العمال، أعرب بلير عن اكتراثه لهذا الأمر، قائلاً إن الناس بإمكانها أن تقول ما تريد. وأكد رئيس الوزراء البريطانى السابق على أنه اتخذ قرار التبرع بعائدات الكتاب لصالح جمعية خيرية لضحايا الحرب عندما ترك منصبه، وليس فى وقت قريب كرد على الحملة الصحفية ضده، ولافت إلى أنه دائما اختار جمعية خيرية تعمل مع القوات المسلحة.

وقال بلير إنه طبيعة عمله الآن أصعب بكثير من عمله فى داوننج ستريت، حيث أنه يقضى وقت طويل فى السفر إلى الخارج، وبالتالى أصبح قادراً على كسب مزيد من الأموال، لكنه يؤكد على أنه كما ظل يقول دائماً شخص يحب الخدمة العامة.

وفيما يخص العراق، أشارت الصحيفة إلى أن مذكرات بلير تحتوى على جزء كبير عن هذه القضية دون وجود اعتذار عن السياسة التى تبناها، حيث كتب يقول إنه لا يسعى إلى اتفاق بل كان يريد أن تكون الحجج المؤيدة والمعارضة أكثر توازناً مما تشير الحكمة التقليدية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة